رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4517 - 2014 / 7 / 19 - 20:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بيروت جمعتنا وغزة شتتنا
عندما كانت بيروت تحترق، انصهر كافة الفصائل الفلسطينية مع الحركة الوطنية اللبنانية والقوات السورية ب "القوات المشتركة" وأصبح هذا الاسم هو العنوان الوحيد لكافة عمليات المقاومة في بيروت، وإذا استثنينا بعض الحالات الشاذة، نجد بان المقاومة في بيروت نجحت في صياغة مشروع الوحدة أثناء المقاومة بكل المقاييس، من هنا استطاع المقاومون أن يصمدوا لأكثر من اثنان وثمانون يوما تحت القصف البري والبحري والجوي، وكانت القيادة المشتركة قد نجحت في توزيع المهام القتالية والإعلامية والتموينية والتنظيمية.
لكن حالنا في غزة يختلف تماما، رغم أننا جميعا فلسطينيين، ونقاتل على ارض فلسطين، فنجد هناك شبهة صراع على اخذ حصة الأسد من ثمار ما يجري من في غزة من قبل كافة الفصائل، وكأن كل فصيل يعد نفسه أبو المعركة، كما نجد عدم وجود غرفة عمليات مشتركة للمقاومة، وكأن هناك حواجز فولاذية بين تلك الفصائل، كما لا نجد إعلام موحد يغطي الأحداث الدامية في غزة.
هذا على صعيد غزة والمقاومة، أما في مناطق السلطة الفلسطينية، فنجد وكأن السلطة في واد والمقاومة في واد، ولكلا منهما مشروعة الخاص المتناقض مع المشروع الفلسطيني، فلا هذا يستوعب بان الأهم هو فلسطين، وذاك لا يستوعب بان الدم الفلسطينيين مهم.
من هنا الواجب أن يتغير النهج الذي يسير عليه الكل، وأيضا التقدم نحو الشد على الجرح، والنظر إلى فلسطين والشعب الفلسطيني كبوصلة ستوصل الجميع إلى غايته. وبدون ذلك ستكون نتيجة المعركة في غزة، الخسارة إما لفلسطين أو للشعب الفلسطيني، بصرف النظر أن قال هذا الطرف بأنه انتصر، وأن ذاك انهزم.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟