طلال الصالحي
الحوار المتمدن-العدد: 4516 - 2014 / 7 / 18 - 14:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذا اللقب أو المنصب أو "المنزلة" أو الموقع يثير لدى المثقفين ولدى شرائح واسعة من المجتمعات المعاصرة نوع من الابهام أقرب إلى "امتعاض" من هذه الكلمة يعتري كلّ من ألمّ بتأثير لقب ملك في النفوس وعادةً ما تكون مقبولة لدى البسطاء من الناس , عن دور هذا الموقع القيادي في حياة الشعوب , فبالتأكيد أنّ "كينك" او الملك أو "الشاه" أو "هرقل" , وهي تبدو جميعاً تبطن هدفاً واحداً , هو شعور صاحبها بامتلاكه كلّ شيء في المساحة الجغرافيّة والاجتماعيّة الّتي تقع تحت نفوذه ! , هو نفس شعور الرافضون لمثل هذا المنصب أن يكون التحكّم برقاب الناس بتلك البساطة "الأساطير كثيرة معبّأة بأدبيّات الشعوب المتوارثة لابدّ للملك من حضور فيها في كلّ مرويّة تضمّنتها ! وهي هدف لبعض الرؤساء أيضاً يُطلق عليهم "دكتاتوريّون" صورهم معلّقة في كلّ مكان لكنّهم لم يستطيعوا اقتحام الاساطير الشعبيّة كما فعل الملوك ! .. اللقب هذا , وهو أولى منازل الألوهيّة لو استعرضنا بعض حقب أو دهور التأريخ ومقدّمة لها , نتقفّى أثر ذلك عند وضع "جلالة" تسبق "ملك" ! كما ويعني بالتأكيد معصوميّة تتصاعد منزلتها مع تصاعد تسلّط صاحبه على الرعيّة , بُترت مقدّمة ملك بعد ثورات التحرّر منذ الثورة الفرنسيّة هذا البتر نراه واضحاً لدى ملوك أوروبّا اليوم ولدى وعوائلهم , من بقي من الملوك يعني , نراهم مثلاً اليوم في غاية "الثوريّة" ! يشاركون الفقراء جلوسهم وسط الحشائش والغابات أو على الطرقات يمتطون الدرّاجات الهوائيّة يذهبون بعيداً في تسوّقهم حدّ "الفلس" مع البائع يصوّرون لكنّنا لا ندري من يصوّرهم وهم بتلك البساطة! يرسلوها لنا ليريوننا مدى بساطتهم وديمقراطيّتهم ! ينتعلون الخفاف يتماهون مع سلوك عامّة الناس , من الواضح أنّه لن يخسر شيء في سبيل المحافظة على استعلائه على الناس باللقب "ملك" ! .. التأثير المتبادل بين بين الملك وبين "التشكيك" بهذا اللقب يُراد له دراسات متواصلة لجليّ الكثير من علامات الاستفهام مستقبلاً كيّ تتّضح الصورة أكثر .. كلمة ملك مقرونة بكلّ تأكيد بالملكيّة العقاريّة بأنواعها آنذاك منذ تطوّر مراحلها الأولى في أعماق التاريخ , فبالتأكيد أنّ "الملكيّة" ستؤول لمن يمتلك أكثر : ( أناأعزّ منك مالاً واكثر نفرا ) . نهاية "التعرفة" بهذا المفهوم على ما يبدوا استكملت مراحلها في عصر ظهور الإسلام , فجاء ملخّص ذلك ما سبق الثورة الفرنسيّة بأكثر من ألف عام ! : ( إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون ) ! , هذه هي "الملوكيّة" بملخّصها القرآني يا أيّها البسطاء والطيّبون ! .. لا ندري كيف سيكون سلوكهم , ملوك العراق أو غيرهم من ملوك , فيما لو أعفوا مثلاً من هذا المنصب "لأنّهم لن يتركوه من تلقاء أنفسهم بالطبع إلاّ بقوّة ما !" عندها ستبدو حقيقتهم لا الآن !.. فهل جائت ثورة 14 تمّوز رحمة من ربّ العالمين , بعد أن سبقها الإسلام عندما هدّ بنيان هؤلاء الملوك من قواعدها بدأت بهدم قواعد بنيان ملوك الغساسنة والمناذرة ؟
#طلال_الصالحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟