|
عودة الى باقر ياسين وكتابه: العنف لغةً واصطلاحاً وسياقاً / 1 من 9
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 08:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشرت السيدة رغد السهيل، في عدد الأحد 6 تموز الجاري من يومية "العالم الجديد"، مقالة بعنوان ( باقر ياسين وتاريخ العنف الدموي في العراق) أطرت فيها أيما إطراء كتاباً بعنوان "تاريخ العنف الدموي في العراق" للسيد سالف الذكر بمناسبة صدور طبعته الثانية هذا العام أي بعد مرور 15 عاما على صدور الطبعة الأولى . و يبدو مما كتبت السيدة السهيل أنها وضعت يدها على ما يخيل للقارئ أنه سر الأسرار والعلة الأولى المؤدية لفهم عقلية ونفسية العراقي الفرد والعراقي المجتمع، مسجلة أنها كانت قد توصلت الى تلك الخلاصة و هذا السر بمفردها أولا، ثم اطلعت، لاحقا، على كتاب باقر ياسين المذكور، فتأكد لها أنها توصلت فعلا الى ذلك والسر الخطير و الجوهرة العلمية التي تقول خلاصتها إن ( الشعب العراقي عنيف دموي بطبعه، ضعيف الانتماء الوطني، وتاريخه يمتلئ بالدلائل على هذا من أيام بابل وسومر الى الحاضر، ولا يمكن مقارنته بأي شعب في التاريخ!). سنصرف النظر عن الطابع الشتائمي الرنان والمعيب لهذه الخلاصة المسيئة للشعب العراقي برمته، ونحاول بهذه المناسبة وبمناسبة أخرى هي إصدار المؤلف لطبعة ثانية من كتابه هذا، وتحديدا من دمشق كما يقول غلاف الطبعة الجديدة، ونتساءل عرضا كيف وجدت دمشق التي تحترق بنيران المسلحين التكفيريين والدكتاتورية متسعا من الجهد و الإمكانات لتطبع لباقر ياسين كتابه البائس هذا أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ أقول، بهذه المناسبة سنحاول أن نستعيد قراءة نقدية مفصلة لهذا الكتاب كنا قد قدمناها في صيغتها قدمناها في ذات السنة التي صدر فيها،أي في سنة 1999، ونرى اليوم ضرورة ماسة لنعيد القيام بها وتفحص موضوعها في ضوء آخر الأحداث الدامية التي تطحن العراقيين شعبا ودولة ومؤسسات، و مستفيدين من المكتشفات العلمية الجديدة ذات المساس بموضوع العنف الفردي والجماعي في عصرنا وفي عصور أقدم، في بلادنا وفي البلدان المجاورة التي شاركت العراق جغرافية وتاريخية ظاهرة العنف. وسوف لن نتوقف عند ما كتبته السيدة الفاضلة رغد السهيل لأنه لا يتضمن شيئا ذا قيمة علمية خاصة توجب التوقف عندها، أما إطراؤها الإنشائي للكتاب و التحيات التي وجهتها إلى المؤلف فلا شأن لنا بها وهي حرة في أن توجه تحياتها لمن تشاء وكيفما تشاء، وسنترك كل ذلك ونقدم هذه القراءة التحليلية النقدية لما بدا لنا الأكثر أهمية من نصوص ومضامين هذا الكتاب الأشبه بالكشكول، وسنبدأ بتقديم الإطار النظري العام التالي: العنفُ لغةً : العُنْفُ في لغة الضاد "ضد الرِفْق، وهو أيضاً الشدَّةُ والمَشَقَّة ./ لسان العرب". وأعنف الشيء أخذه بشده واعتنف الأمر جهله فلا علم له به، والعنفُ الغِلْظَةُ والصلابةُ، وعنفوان الشيء أولُه وغلب على الشباب والنبات. والتعنيف هو التوبيخ والتقريع واللوم. سنلاحظ أن المعاني التي تنصرف إليها المفردة في العربية القديمة أبعد ما تكون عن (العنف) كما صارت تعني وتنصرف في زماننا هذا. نلاحظ، ثانياً، أن المضمون المعياري، السلوكي و الذوقي، وكلاهما يعني المتشابه الذي تأول إليه شبكة المعاني التي أتينا على ذكر البعض منها، ولا تنسرب إلى المعنى الراسخ والأول الراهن، في مجموعة اللغات الهندوآرية. هنا، في اللغات الهندوآرية تحيل مفردة العنف إلى المضمون الجنسي الشبقي فعلا ومصدراً وتركيباً. وهذا ما تعلنه وتشير إليه القوميس المدرسية الأكثر شهرة واستعمالاً، ففي الإنجليزية " قاموس المورد لمنير بعلبكي" تجد أنّ من مرادفات كلمة (VIOLENCE) عنف، أذى، اغتصاب لفتاة، اتقاد في الشعور. أما الفعل (VIOLATE) فيعني تحديداً ينتهك حرمة، يغتصب فتاة، يدنس مقدسات. ومن مرادفات كلمة (VIOLATION ) نقرأ أيضاً: انتهاك، تدنيس، اغتصاب لفتاة. ولا نبتعد كثيراً عن هذه الإحالات والدلالات إذا تصفحنا قاموس اللغة الفرنسية "المنهل لسهيل إدريس" حيث تتكرر المعطيات السابقة بصورة شبه حرفية وأحياناً بوضوح دلالي أكبر. فالفعل (VIOLER ) يعني: خالف، خَرَقَ، اغتصب امرأة (بإضافة لفظة UNE FEMME) وتعني امرأة، واسم الفاعل (VIOLATEUR ) تعني فقط هاتك أعراض، مغتصب. وأخيراً فإن عبارة ( FAIRE VIOLANCE) والتي ترجمتها الحرفية "يعمل عنف" تعني "يغتصب" فقط. ما الذي نريد التأشير عليه دلالياً بعد هذا الجرد؟ أولا: إنّ الاتفاق الاستعمالي في عصرنا بين عنف "العربية" ومقابلاتها الهندوآرية لا ينفي بل يؤكد طبيعة البُنْيات والبيئات التاريخية والحضارية المختلفة وما ينتج عنها على صعيد المعطيات النفسانية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية. ثانياً: إنّ الانفصال والتباعد بين المعاني القديمة التي تحيل إليها مفردة "عنف" في اللغة العربية القديمة والتي تصب في مآل: "ضد الرفق"، لا تعني، أو لا يجب أن تعني، موت واندثار تلك المعاني على المستوين الشعوري واللاشعوري. في نفس الوقت الذي يتوجب فيه الاعتراف بأنها صارت تنطوي على أغلب المُرادات "الاجتماعية، والنفسانية، والسياسية، وبدرجة ما الأخلاقية" الخاصة باللفظة اللاتينية ومشتقاتها المعاصرات تحديداً ضمن أطر الظاهرة التاريخية المبحوثة. ثالثاً: إن التأكيد على لزوم وضرورة استعمال المنهجيات "العلم نفسية" المختلفة في دراسة ظاهرة العنف لا ينفي أو يعطل أية إمكانية مجدية لاختبار منهجيات تاريخية نقدية أو اجتماعية أو فينومنولوجية "علم ظاهراتية" ضمن ما يمكن أن نطلق عليه المنهجية النقدية الشاملة والتي لا تخلو من أسس انتقائية ذات أبعاد واستهدافات برغماتية. رابعاً وأخيراً: إنّ مناقشتنا هذه النظرية أو تلك، في علم النفس المجتمعي تحديداً كنظرية "فطرية التحريض العدواني" عند فرويد ولورنز أو جدلية "الإحباط و العدوان" عند ميلر ودولارد وغيرهما، نقول إنّ هذا التطرق ليس تبنياً إيمانياً "ذا رائحة أيديولوجية" بل هو توضيحي بالدرجة الأولى وتفسيري بالثانية، هدفه إعطاء صورة بانورامية مقتربة من الدقة باستمرار للظاهرة المبحوثة "العنف" وللوسائل النظرية "في علم النفس بشقيه" وسيكون هذا المرام كافياً حتى وإن لم نصل إلى الخلاصات والنتائج الحاسمة التي نطمح إليها. أما في البحث التاريخي للظاهرة عينها فستختلف الصورة تماماً وسوف نعتمد منهجاً تفسيرياً وتوضيحياً في النقد والتفكيك سبق لنا وأن استعملناه في مناسبات عدة، بمعنى إننا في هذا الميدان والسياق سنحاول الوصول إلى النتائج والصياغات النظرية العامة حول تلك الظاهرة بما يحقق هدفين: أولا، دحض التفسيرات والقراءات اللاتاريخية واللاعلمية والقائمة على الخلط والجهل والعوامل الذاتية لصاحب المحاولة. وثانيا، تقديم محاولة تعيد الظاهرة إلى تربتها التاريخية والاجتماعية وتعطي تصوراً أولياً للتفسير والتوضيح ومن ثم التعميم. وسنقدم في المفصل التالي إطاراً نظرياً عاماً لظاهرة العنف من وجهة نظر علم النفس، فعرضاً توضيحياً لأهم المقولات والمشاريع النظرية في هذا الصدد. إن الإطار النظري العام، الوارد في الأسطر التالية هدفه الرئيسي: وضع القارئ في صورة الموضوع والأساليب في محاولة لترصين الأداء التفسيري الذي سنقوم به بلغة سنسعى جهدنا لتكون مبسطة ومفهومة للقارئ غير المتخصص دون الوقوع في السطحية الفجة. تعتبر رسالة مؤسس علم النفس العام سيغموند فرويد الشهيرة والموجهة إلى الفيزياوي الألماني وصاحب النظرية النسبية إنشتاين ( وردت رسالة فرويد هذه ومجموعة من الدراسات المهمة لعدد من علماء النفس بين دفتي كتاب هو "حراكيات العدوان" والذي ترجم إلى اللغة العربية على يد الدكتور عبد الكريم ناصيف تحت عنوان سيكولوجية العدوان: بحوث ديناميكية العدوان لدى الفرد، الجماعة، الدولة) ، تعتبر وبحق شهادة ميلاد حقيقية لعلم النفس المجتمعي وإشارة الانفصال الأكيد بين شقي هذا العلم الفتي إلى علم النفس الفردي والآخر المجتمعي. وبمعنى معين، يمكننا القول أن علم النفس الذي بدأ وشبَّ فردياً ، معنياً بالإنسان الفرد، ظل في واقع الأمر هكذا، إنما كفرع خاص بعلم النفس المجتمعي وقد تفرع عنه. وقد شاء السياق التاريخي الموضوعي، أن يكون محور تلك الرسالة العنف الجماعي أو الحرب بوصفها شكلاً قصوياً من أشكال العنف فقد كتبت في السنة ذاتها التي انتخبت فيها الأغلبية الألمانية المصوِّتة النازي أدولف هتلر زعيماً لألمانيا وسيقود هذا الأخير حرباً من طراز "غربي" أصيل أي حرباً بوصفها مجزرة هذيانية، ستنتهي بجبال من الجثث البشرية بلغت ستين مليون حيوة مزهوقة إضافة إلى الخراب والتدمير الهائل لمنجزات مئات السنوات من العمل والإبداع الإنساني والثروات الطبيعية المهدورة والمخربة. كان موضوع الرسالة، أو سؤالها الأول، قد أثير من طرف إنيشتاين الذي كان المبادر لتلك المكاتبة فقد طرح سؤالاً جامعاً مانعاً على فرويد فيما كانت نذر الحرب العالمية الثانية تحوم في السماء يقول: ما الذي يمكن فعله لحماية الجنس البشري من الحرب ولعنتها؟ ويعترف فرويد بأنه شعر بالفزع لشعوره بالعجز عن معالجة ما كان يعتبره مشكلة عملية ومن مشمولات رجال الدولة. هكذا كانت البداية، وبمقدار ما كان فرويد عبقرياً ومتفرداً في دراسة موضوعه بأدواته العلم نفسية فقد كان ساذجاً كأي مواطن غربي من الطبقة الوسطى في قراءته التاريخية والسياسية لجدلية الحرب والسلام. إن العالِم المتميز في ميدان علم النفس يتحول إلى مادح ومروج لانتصار الإمبراطورية الرومانية الدموية على العالم واستعبادها لشعوب حوض البحر الأبيض المتوسط وما بعدها ويعتبر أن الحروب الرومانية ساهمت في تحويل العنف إلى قانون غدا استعمال العنف بموجبه مستحيلا وأدى كل ذلك إلى إقامة نظام جديد، لم ينعته بالعالمي مع أنه كان كذلك فعلا، لحل الصراعات. وبهذه الطريقة، يضيف فرويد، أدى احتلال الرومان للبلدان الواقعة على البحر الأبيض المتوسط لإعطاء هذه البلدان السلام الروماني الذي لا يقدر بثمن ) والحقيقة فقد كان بإمكان نازي ألماني نابه إحراج مؤسس مدرسة التحليل النفسي من خلال سؤال مُقارِن يقول : ولماذا تبيح للرومان ما تحرمه على النازيين الألمان؟ وكيف كان سيبدو العالم لو قُدِّرَ لهتلر أن ينتصر؟ لا أحد يستطيع المناكفة والعناد في أن "سلاماً نازياً لا يقدر بثمن هو الآخر" سيسود ولكنه سيظل قائماً على العنف والعدوان على شعوب الأرض الأخرى كشقيقه السلام الروماني تماما، وهنا فإن الفرق بين "السلامين" الروماني والنازي سيكون فرقاً في الدرجة "عدد جثث الضحايا" وليس في النوع "المضمون الحقيقي". وللحديث صلة نناقش فيها ظاهرة العنف الفردي و الجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي من خلال المراسلة الشهيرة بين مؤسس علم النفس الحديث سيغموند فرويد والفيزياوي الألماني إلبرت إنشتاين معرجين على مشروع نظري قائم على جدلية التحريض والكبح أشرف عليه ثلاثة علماء نفس كبار.فإلى لقاء قريب.
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بشرى سارة: أطماع تركيا في الرافدين أصبحت عدوانا بموجب القانو
...
-
ج2/ الحرب الإعلامية والحلول المطروحة
-
ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي
-
خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية
-
هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأمير
...
-
الافتراءات الطائفية المتبادلة و صمت العرب السنة على ضم كركوك
-
هدوء عسكري يسبق عاصفة تقسيم العراق
-
بين المطلك و اليعقوبي والوقف السني
-
كيف نفذ انقلاب الموصل وما مضاعفاته؟
-
حين شكلوا مجلس بريمر للحكم سقطت الموصل والعراق
-
أخطر جرس إنذار دولي قبل زوال الرافدين
-
أردوغان يتركب أخطر جريمة ويقطع مياه الفرات
-
نتائج متوقعة للانتخابات التشريعية العراقية
-
لذكرى العالم العراقي راحل مهدي حنتوش!
-
ج2/قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: البنية الزمني
...
-
ج1/ قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: تقنيات السرد
...
-
ج2/ فيلم نوح: من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي (2 – 2)
-
ج1/ مشاهدة لفيلم نوح : من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي
...
-
فزاعة حكومة الأغلبية ولعبة الانتخابات
-
9/حسن العلوي: بين ابن العلقمي وبدر الدين لؤلؤ! /9-9 والأخيرة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|