أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مها الجويني - حاتم التليلي ... وجع هذا الوطن














المزيد.....


حاتم التليلي ... وجع هذا الوطن


مها الجويني

الحوار المتمدن-العدد: 4514 - 2014 / 7 / 16 - 08:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



يقال أن تونس هي إمراة ، هي الكاهنة الأمازيغية وهي تانيت وهي السيدة المنوبية و هي أروى القيروانية ... و لكني لأول مرة أرى تونس في أحد رجالها و هو الكاتب حاتم التليلي .. لاول مرة أرى تونس خارج الخمسة و الخلال و الجبة العكري و العين البنية و مشموم الفل و السفساري ...
أرى تونس في وجه شاب أسمر مرهق يحمل سيجارة كريستال و ورقة و قلم و قارورة ماء و حزمة من النصوص المسرحية .. إنه وجه حاتم المقاوم للفقر و للبطالة و لما يسمى سوء الحظ ... هل فعلا صديقنا المبدع لم يحالفه الحظ ؟ له من الفكر و الثقافة و العلم و التجربة و الرصيد النضالي يخول له التموقع في أعلى الدرجات و لكنه يبحث عن عمل يضمن له ثمن قهوة الصباح و شراء بعض الكتب .. ألا يشبه حاتم تونس الضارب تاريخها في القدم و التي لها من الرصيد الحضاري و الفكري و الخيرات ما يخول لها مكانة راقية بين الأمم و لكنها كاللبؤة الجريحة تتلقى الضربات من كل الجهات و تحلم أن تنتصر ؟
إنه حاتم المقاوم على شاكلة هذا الوطن الجريح ، يدفع ضريبة المحسوبية المستفحلة داخلة مؤسستنا الجامعية ، فحاتم من وراء أسوار المدينة و لا يستعمل أحمر شفاه و لا يملك مقدمتين لتخول له تمرير ملفه و حاتم يكتب النثر و يناقش أصحاب التاريخ المزور .. حاتم من ريح أرض منسية ، تحترق أيادي نسائها لتصنع الخبز و تجني الزيتون ... هناك حيث تغيب للقاءات حول الديمقراطية و نظافة البيئة و ووصايا التسجيل للإنتخابات ...
إبن تونس الأعماق ، التي كٌتب على المنتسبين اليها النسيان و النكران ، فحاتم من مناضلي ما قبل 14 جانفي و أروقة كلية رقادة و شوارع القيروان و كل من عرفوه لا ينسون صدى كلماته و هو ينادي للحرية و يحدثهم عن المقاومة و الفن و الشعر و الدغباجي و الحامي و الكرامة المتأصلة فينا ...
لكنه ككل شرفاء الوطن يزرع ليحصد ثمار تعبه أولئك العابرين للقارات ... و ليسأله أحد البيروقراطين : من أنت ؟ و أين كنت أيام الثورة ؟ نحن لا نعرفك ... فعلا سيدي لا تعرفه فحاتم كان يناضل ضد الظلم عندما كان أمثالكم يساومون بدماء أولاد الحفيانة ... لك الحق يا صاحب الفخامة فكيف من ليقول : "تعب الليل أغلق جفينه و نام ..تصبحون على جمرة الحب "، ان يكون مشهورا في عين مجتمع ساسته على شاكلة "سنية بن تومية " و "القصاص" و لحبيب اللوز و لاعقي أحذية قطر و السعودية ؟
و كيف لمن يكتب عن الفن و الجنون و الحرية أن يسمع صوته أمام ضوضاء التكفير و ملاحقة المختلفين و مصادرة الفكر الحر أن يسمع ؟ ما أشبه بتونس تلك الخضراء التي تغللت في جبالها حلقات سواد تأكل السلام فيها و تقتل الأبرياء ... عشرات ، مئات و عدد الضحايا يكبر و الجلادين في حرية في حماية إسلام الإخوان ..
حاتم المبدع على شاكلة تونس من تقاوم الرجعية و الخصاصة و كل ما خلق الله من عاهات و لم تفقد ولو مقدار حبة خردل من روحها الطيبة ..
حاتم الأصيل كأرض تانيت من أبى أن يغادرها عبق النسري رغم كليوغرامات بخورهم الأفغاني ..
حاتم القلم الصلب كخمسة أمي الفضية لامعة رغم عباياتهم الخليجية السوداء ...



#مها_الجويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرضيات لنصف عاشق
- طارقي الهوى قلبي
- طقوس الكاهنة
- هي و الفستان الأسود
- لا نريد قطر
- أنا هنا
- أمازيغيات تونس : لا نعترف بغير الأمازيغية هوية و ثقافة و إنت ...
- انت و البقية تفاصيل
- مرافعة في القانون الدولي وفي كونيّة حقوق الإنسان.....يوسف بن ...
- في محاسن الرجال
- محاولة تركيع الإتحاد الوطني للمراة التونسية هي محاولة لإقتلا ...
- مداخلتي في مؤتمر- يناير التاريخ و الدلالات الحضارية- بمدينة ...
- يفرن ... بطاقة هويتي
- أكره شهر ديسمبر
- كلمة سعيد الهنشير للتجمع العالمي الأمازيغي الثاني
- الامازيغية أصل تونس
- أن تكون أمازيغيا هذه الأيام
- تمتوت حامية تونس
- أمازيغ غريب في وطنه
- عنوانها أنا


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مها الجويني - حاتم التليلي ... وجع هذا الوطن