أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب هنا - غزة ما زالت تتنفس وتقاوم














المزيد.....

غزة ما زالت تتنفس وتقاوم


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 06:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعونا نبقي أنظارنا مصوبة تجاه الوجه البشع للحرب، للمآسي التي تخلفها، للدمار الذي تحدثه، لحرمان الأطفال من أبويهم وحرمان الصبايا من أزواجهن، وحرمان الأزواج من ثمرة الحب التي تجسدت في الأطفال، فقطعتهم من بستان الحياة وألقت بهم في صحراء مليئة بالأشواك والأفاعي.
أي حرب هذه التي تحاول اغتصاب الواقع بجنون وتضع حداً لحياة الناس واستقرارهم! إنها على نحو ما، توقظ فينا الدهشة والإثارة المفزعة التي كنا قد نسينا تأثيرها الفوري النفسي والمادي بين الحربين، الأمر الذي يدفعنا إلى تكرار الحكم السابق عليها لأننا لم نجد في قاموس اللغة مرادفاً مواتياً يليق بها وبالإفرازات التي خلفتها.
إنها الحرب التي تبقي الإنسان على الوضعية التي كان عليها قبل الموت بلحظات. شخص يقضي حاجته في المرحاض. آخر عارٍ تماماً من ملابسه. ثالث بين يدي أمه تضع له مرطب الجسم قبل إعادة تحفيظه. رابع عائد من سوبر ماركت حاملاً علبة حليب لطفله الذي انتظره خمسة عشر عاماً... أشياء خاصة لزوجين مبعثرة في الشوارع يتقاذفها الهواء يميناً ويساراً.. جسداً مشتعل ينهض عن الأرض يوثقها صحفي محترف في بث حي ومباشر.. إنها الحرب ذات الويلات التي لا يمل من استخدامها القاتل بين حين و آخر.
بهذا المعنى فالحرب منذ بدايتها أوصلت رسالتين غير سارتين .
الأولى : وجوب أن نغمض أعيننا عند رؤية المناظر البشعة كي نؤكد تنافرها مع ما يراه العقل الغربي عملاً سوياً، حتى يفتضح المضمون المحسوس للحرب وفواجعها والتي تؤكد الانحياز الكامل للمحتل وما يقترفه من جرائم إنسانية بحق شعب أعزل إلا من الإصرار على نيل حقوقه مهما كانت جبروت الدول الداعمة للقتل والبطش وحرمان الأطفال من شروط الحياة.
الثاني: عدم الركون للعدالة الدولية التي لا تقيم وزناً للدم الفلسطيني المسفوك مهما كانت بشاعة المجازر، خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل الدولة الموجودة بقوة القتل منذ اللحظات الأولى لولادتها والتي لا ينسحب عليها أي من القوانين التي تنسحب على الآخرين .
وعليه، ينبغي علينا البحث في مضمون هذه العلاقة وفك رموزها بغية فضخ التواطؤ الدولي الذي دائماً ما يحول دون اتخاذ القرارات في المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة ، كي نتقدم ولو خطوة واحدة على الطريق الذي يفرض العزلة عليه ويدفع بنا إلى الأمام نحو التحرر وخروج الاحتلال من أرضنا.
وفي هذا السياق بالضبط، يمكن القول: إن القضاء الدولي المحكوم بسقف القوة و"الفيتو" ليس بحاجة إلى إثبات الوقائع في كل مرة، عبر اللجان المختلفة. فالدمار وأشلاء القتلى المبعثرة في الشوارع وعلى الطرقات وبين الركام يشكل جسم الجريمة للحرب التي يمارسها العدو كلما أراد ذلك غير مبالٍ باللجان لمعرفته المسبقة بالنتائج وعدم قدرة العدالة على فرض العقوبات عليه أو على الأقل تنفيذ القرارات التي تصدر.
بهذا المعنى، فإن الأيدي المبتورة والأرجل المقطعة ما زالت تشكل شاهد اتهام ضد الحرب ومنفذيها عبر الحروب المتعاقبة التي فرضت على غزة في السنوات الأخيرة. فضلاً عن الاستهداف المتكرر للعديد من المواطنين من خلال الطائرات بدون طيار أو المروحية، والتي توقع القتلى والإصابات بالذين كانوا يمرون بالقرب من المكان. ناهيكم عن توفير الحماية اللازمة من قبل دولة الاحتلال لقطعان المستوطنين كي يستبيحوا مدن الضفة الغربية والقدس وينهبوا خيراتها ويحرقوا أشجارها ويصادروا حياة أهلها.
وعندما تنتصر غزة لأهلها في الشطر الآخر من الوطن والتي ما أن تستفيق من دمار حتى تعود إليه مجدداً كأنها على موعد مع الموت، وهي التي تأبى أن تموت رغم كل أنوع المؤامرات والأسلحة..
يمكن تدمير غزة بالكامل على أيدي الاحتلال الذي لا يرحم، يمكن أن تتهاوى أبراجها، أن تقتلع أشجارها، أن تقطع أسلاك الكهرباء فيها. أن تفقد المستشفيات فيها صلاحية العلاج ووجود الأسرة التي تستوعب أعداد الجرحى. يمكن أن يقتل أطفالها وصباياها وشبابها..
كل هذا يمكن حدوثه وأكثر ويمكن تحمله ومقاومته، ولكن أن تبقى العدالة الدولية غائبة بعد مشاهدة كل هذا الدمار والرعب وأطنان المتفجرات التي تنصب على غزة من البر والبحر والجو دون أن تسارع إلى طلب محاكمة المجرمين القتلة الذين لا يتورعون عن تسميم الماء والهواء بعد ثبوت الأدلة القاطعة لجرائمهم وتصاعدها كل ثانية، فهذا الذي لا يمكن تحمله والصمت عليه.
تطمئنوا غزة ما زالت متماسكة كما لو أنها في أبهى زينتها، لم تتساقط الدموع من عينيها، ولم يغادرها حب الدفاع عن الماضي والحاضر والمستقبل، لم تترك لحم فلسطين يشتعل على الطرقات وفي الوديان ، لم تصلها استغاثة محمد أبو خضير : وآه غزاه !
تطمئنوا وكونوا على يقين أن غزة ما زالت تتنفس وتقاوم.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتريات الحب والحرب : رواية 53
- وتريات الحب والحرب : رواية 52
- وتريات الحب والحرب : رواية 51
- وتريات الحب والحرب : رواية 50
- وتريات الحب والحرب : رواية 49
- وتريات الحب والحرب : رواية 48
- وتريات الحب والحرب : رواية 47
- وتريات الحب والحرب : رواية 46
- وتريات الحب والحرب : رواية 45
- وتريات الحب والحرب : رواية 44
- وتريات الحب والحرب : رواية 43
- وتريات الحب والحرب : رواية 42
- وتريات الحب والحرب : رواية 41
- وتريات الحب والحرب : رواية 40
- وتريات الحب والحرب : رواية 39
- وتريات الحب والحرب : رواية 38
- وتريات الحب والحرب : رواية 37
- وتريات الحب والحرب : رواية 36
- وتريات الحب والحرب : رواية 35
- وتريات الحب والحرب : رواية 34


المزيد.....




- جامعة هارفارد تقف في وجه ترامب، فإلى متى ستصمد؟
- وزير الصحة الأمريكي يحذر من ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بال ...
- لقاء مصري سعودي لتفادي أزمة حجاج جديدة
- إيران تحذر من انهيار المسار الدبلوماسي بسبب -تناقضات أميركية ...
- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حبيب هنا - غزة ما زالت تتنفس وتقاوم