حسنين عصواد
الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 23:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة بارزاني "المفتوحة" لم تكن سوى غطاء على وقاحة تصرفات السياسيين الكرد ، ومطالبتهم بالأنفصال الذي بدأ الحديث عنهُ بعد السيطرة على كركوك بغيةً منهُ أن يضع الحكومة المركزية أمام الأمر الواقع وتكراره "الوضع في العراق لن يعود الى ما قبل 10 حزيران" ، أن ما جعل بارزاني يفجّر قنبلة كهذهِ هو أستغلال الوضع في سوريا وأستغلال أضطراب المنطقة الغربية والتقرّب من بعض القيادات السنية وفهّم تفكيرها وأستقطاب المناوئين للحكومة المركزية بدءاً من الهارب طارق الهاشمي وأنتهاءً بعلي السليمان وما يسمى بثوار العشائر وغيرهم .
لكن من وجهة نظر واقعية الأنفصال لن يأتي بهذهِ السهولة فهناك الكثير من القضايا التي لم تحسم بعد ، الكثير من الخروقات التي قامت بها حكومة كردستان والتي نتجت عن عدم المتابعة الجدية من قبل الحكومة المركزية لدعاواها المقامة في المحكمة الأتحادية والتسويات الخفية التي صاحبت أتفاقية أربيل المبهمة ومحاولة سحب الثقة عن حكومة المالكي أيضاً لعبت دوراً كبيراً في تمادي بارزاني كما لايخفى عن أحد أن تركيبة العملية السياسية في الأقليم لا تخلو من كونها أقرب للديكتاتورية والقبلية .
تكلّم السيد بارزاني عن الخروقات الدستورية وصوّر لنا نفسه أنهُ الوحيد الذي لم يخرق الدستور ونسيّ أمر النفط الذي يصّدر سراً ولم يتطرق للمجرمين الذي لطالما قدم لهم يد العون ومنحهم المأوى في أربيل !
وأستمر يروي لنا مظلوميته وتهميشه من قبل حكومة بغداد ، وأن هناك حملة تشنها الحكومة وبعض من المنخرطين في هذهِ الحملة المعادية للشعب الكردي مع أضافة بعض المشاهد الدرامية لكسب عطف القرّاء كما هو واضح من خلال اللغة التي أستخدمها بارزاني .
لا أتعاطف مع أحد أبداً لا مع الكرد ولا غيّرهم ولا أعطي الحق لأحد فالكل شريك في خراب هذا البلد الذي أصبح ساحة للحرب الخفية بين الأحزاب ودول الجوار التي نقلت صراعها إلى العراق ، فنحن ندفع ثمن الصراع السعودي الأيراني ، والصراع الأمريكي الأيراني لتقاسم النفوذ في العراق .
#حسنين_عصواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟