عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 21:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لماذا تكونُ مُجْبَراً على الأحتفاء بالمئات من " الأصدقاء " .. و مسايرة أمزجتهم ، وهواجسهم ، وأحتِمال نزق الكثيرين منهم .. أنتَ الذي ليس لديك سوى بضعةُ أصدقاءٍ في واقع الأمر .. لا يمُرّونَ عليك في السنةِ الواحدة .. ولا مَرّةً واحدة ؟
لماذا تكونُ قريباً منهم إلى هذه الدرجة .. أنتَ الذي لا يدنو منكَ أحد ؟
لماذا تحْمِلُهُمْ دائِماً في عينيك .. أنتَ الذي لا يراكَ منهُم أحد ؟
لماذا تُحِبُّهُمْ حقّاً .. أنتَ الذي لم تتصَفّحْ وجوههم يوماً ، وقد لا يحدثُ ذلك ابداً .. بينما تتكَوَّمُ أنت أمامَهُم ، مانِحاً إيّاهُمْ أفضلَ مالديك .. دون مُقابِلْ ؟
لقد أنفَقْتَ خمسينَ عاماً ، وأنتَ تنبشُ في متاهاتِ الأدبِ والفلسفةِ والسياسةِ والأقتصاد ، مثلُ نملة . ويبدو أنّكَ خرجتَ منها عارياً تماماً ، إلاّ منك . حامِلاً بيدكَ فانوساً صغيراً .. لتتَعرّفَ على الناس ، وتعيش بينهُم ، ولَهُمْ .. بينما العالمُ من حولكَ أكثرُ ظُلْمَةً و وُحْشَةً مِمّا كنت تعرف ، أو تتوقَع .
لقد كنتَ ، و لخمسينَ عاماً " جُنديّ أشغالٍ " في حروبهم التي لاتنتهي .. والكُلٌّ " ضُبّاطٌ " ، والكُلُّ " آمرون " .. وانتَ وحدكَ مَنْ يُطيعْ ، ويقولُ لهذا وذاكْ : نَعَمْ يا " سيّدي " .
والآن ..
حيثُ يُداهمُ " الأعداءُ " أسوارَ مدينتكَ ، و سياج بيتك ..
فأنتَ الوحيد الذي ينبغي عليهِ أن يُقاتلَ دفاعاً عنها .. و عنْهُم .
وحينَ تموتُ " قتيلاً " من أجل لا شيء ..
لن يحضرَ أكثرُ من ثلاثة " أصدقاء "
مجلس " الفاتحة " .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟