أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور مرة اخرى ..15














المزيد.....


بين سبيلك و ميركه سور مرة اخرى ..15


طالب الجليلي
(Talib Al Jalely)


الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 21:39
المحور: الادب والفن
    



وقعت كتاب العقيد دريد .. عادت بي الذاكرة وأنا اتطلع اليه اثناء التوقيع بعيدا نحو فوج المغاوير في شقلاوه ..
طارت بنا الحوامة فوق دشت حرير ثم جبل سبيلك فخليفان ثم راحت تجتاز كلي علي بك يحف به من اليمين جبل كورك ومن اليسار جبل نواخين.. 
بعد ان انتهى الاحتفال بتخرج الوجبة الجديدة من المغاوير ، تقرر ان يطعموا بهم الربايا المنتشرة في أقصى الشمال ضمن قاطع الفرقة ... عرض علي نقيب دريد ان ارافقهم الى (ديري) !! كانت تلك قمة جبل يقع في المثلث التركي الايراني العراقي..
كان الوادي يسير خلفنا ويتبعنا كانه الافعى وعلى اليمين بدا لي ممرهاملتون وهو يحفر كتف كورك الصخري ويتبعنا هو الاخر ..كيف تسلقت تلك المعزى ذلك الجبل؟! تسائلت في داخلي ...كانت تشارك راعيها الكوردي بنظرته لنا وقد استوقفهم منظر الحوامة وصوت محركها المزعج .. أخذ الراعي يلوح لنا بتحية بغطاء رأسه .. هكذا هم الكورد.. انهم يضحكون بمرح حتى في اكثر الأوقات شدة .. !! يتكلمون بصوت عال تتخلله ضحكاتهم ومرحهم ..!! شعب يمتاز بالطيبة والقسوة ..!! كانت كتفا كورك ونواخين وعرة وتتخللها الكثير من الكهوف التي يطلق عليها تسمية الشكوفتات!! تصورت البيش مركه وهم يتمترسون في تلك الكهوف ويلتقطون الجنود العابرين ذلك الممر كالعصافير ولا تتمكن الطائرات من اصطيادهم من خلف تلك الصخور العملاقة !! كانت للصخور ألوانا مختلفة .. البيضاء كالثلج والوردية والكالحة السواد .. شعرت بضيق في صدري وانا اتذكر الكارثة التي حلت بجيشنا وهو يحشر في ذلك الممر ويصيرطعما لقذائف المدفعية المنطلقة من حاج عمران .. !! أخذت أدخن بشراهة حتى اجتزنا الممر .. حينذاك انفتحت أمامنا لوحة سريالية وكأن مونيه قد رسمها !! سهل ديانا والجبال التي تحط خلفه كأنها الخيم .. كان النقيب يعدد لي أسماؤها ؛ هندرين ظهر السمكة..زوزك !! كردمند .. وفي الإفق ينتصب شامخا، جبل شاقولي تكلل قمته قلنسوة بيضاء تلمع تحت أشعة الشمس ..انه كلاو حسن!! قال النقيب وهو يلاحظ انبهاري به .. أضاف : لاحظ انه يشبه  الكلاو الكردي .. لا يفارقه كلاو الثلج في عز الصيف !! .. حطت بنا الحوامة في شيروان مازن ومنها جاء دور البغال !! تطلب تسلقنا ديري ان نمتطيها بسبب وعورة الطريق وعدم وجود مكان تحط فيه حوامتنا ... جائوا لنا بفصيل من البغال .. امتطيت واحدا منها .. كان في غاية الوداعة !! سرنا على هيئة النسق ورحنا نتسلق الجبل ..كنا نمر ببقج من اشجار الجوز والبلوط واشجار السرو الرشيقة .. سرنا في طريق نيسمي متموج وكانت تعترضه من حين لآخر صخرة كبيرة فتضطر البغال ان تلف حولها بعد ان تتوقف لحظات وكأنها تحاول ان تحل مسألة عويصة !! .. كان الدليل الكوردي يتقدم الرتل وقد سلمنا أمرنا له ...كنت أصاب بالرعب كلما توقف البغل وراح يفكر طويلا وهو يتطلع نحو الهاوية التي تحاذي الطريق من الجانب الأيسر حيث الوادي الذي كان بلا قرار .. كنت أخاف ان يضجر البغل ويلقي بنفسه في ذلك الوادي احتجاجا !! في تلك اللحظة تطلعت نحو السماء مستنجدا فبدت لي وكأنها قد أصبحت أقرب مما اعتدت ان أراها !! تذكرت ذلك الجندي القادم من أهوار ميسان !! حين وطأت قدماه قمة الجبل لأول مرة بدت له السماء قريبة جدا !! احتار أين وكيف يبول وهو يتفحص سرواله الجبلي هو يحصر عجيزته .. فتح سرواله على عجالة وبال وهو واقف !! لما استراح فكر بالرسالة التي سوف يمليها على رفيقه لكي يكتبها ويرسلها الى أبيه .. أبي .. اخبرك بأن أبنك قد وضعوا عجيزته في كيس صغير وأخذ يبول وهو واقف وينام وهو لا يبعد عن الله شبرا ..!!
وصلنا بعد الظهر الى ديري حيث تتوزع ربايانا هناك .. استقبلنا الجنود بفرح غامر ..
كان فرحهم مزيجا من الابتهاج برؤية بشر قادم من السهل !!كما أوضح أحدهم، وفرحة أكبر باستبدالهم والعودة الى مقر الفوج .. 
حين تقرر اجتماع قادة التحالف ضد هتلر ، الاجتماع لتدارس الموقف ، وحين مر القائد الامريكي فوق هذه المنطقة طلب من ربان الطائرة ان يأخذ دورة فوقها وهو منبهر بتلك الجنة .. قال حينها : لم أر في كل أصقاع الارض التي زرتها فردوسا كهذا .. !! كانت تلك البقعة قطعة من جنة الله !! سماء غاية في الزرقة كأنها اللازورد وقد نقشت عليها هنا وهناك صور شتى من الغيوم البيضاء .. غابات من الأشجار وأرض تتفجر منها الينابيع وهي ترفد السواقي التي تلتقي مع بعضها هنا وهناك لتصب في بحيرات خضراء .. منحدرات من الصخور الوردية والبيضاء كالثلج وأخاديد تنحدر فيها ومنها شلالات صغيرة وهي تصدر خريرا يتناغم مع شدو الطيور الجبلية .. تلك كانت الجنة التي يريد مغادرتها جزعا أولئك الجنود !! انه الحنين البشري المزمن للعائلة والمجتمع !! ماذا لو كانت العوائل والمجتمعات تلتقي هنا في ذلك الفردوس المجاني يعم بلادهم الأمن والسلام !! هكذا تساءلت وانا أتطلع الى تلك اللوحة الجميلة في أقصى شمال العراق ...!!

يتبع 



#طالب_الجليلي (هاشتاغ)       Talib_Al_Jalely#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمار..
- يفلانه ...2
- يفلانه..
- حيرة كلب عراقي..
- حدث في الموصل...
- صرخة عراقي ...
- مزنة صيف ...
- مكاتيب....
- إليك ...
- بين سبيلك و ميركه سور 15 ب
- بين سبيلك و ميركه سور 14
- بين سبيلك و ميركه سور 13
- بين سبيلك وميركه سور مرة اخرى 12..
- من لي سواك
- انت...
- قسم
- اه يا وطني
- يا..كمر
- أصدقاء
- الثور مرة اخرى


المزيد.....




- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب الجليلي - بين سبيلك و ميركه سور مرة اخرى ..15