أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار الهاشمي - مأساة وطن اسمه العراق














المزيد.....

مأساة وطن اسمه العراق


عمار الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العراق بلد الحضارات وأصل التأريخ منه نشأت البذرة الاساسية لتأريخ البشرية وفي ارض الرافدين نشأت اول اللغات العالمية وفيها سنت اول القوانين البشرية التي كانت تنظم الحياة وفيها انبثقت اول الديانات والتي كانت توضح العلاقة بين الخالق والمخلوق وهي مهبط اغلب الانبياء والرسل وكانت القائد لمسيرة التاريخ خلال العديد من القرون ولازالت آثار هذه الحضارة العظيمة تشهد على هذا الدور التأريخي لبلاد الرافدين.
لكن ما الذي حدث للعراق ما الذي حل بهذه الحضارة العظيمة ما الذي حل بهذا التأريخ العظيم , لماذا ابناء العراق في الوقت الحاضر تغربوا عن تأريخهم وحدثت حالة انفصال عجحيبة لابناء العراق عن تاريخهم وكانهم ليسوا ابناء آشور وسومر وبابل وأكد كأنهم ليسوا ابناء الحضارة العظيمة ان هذا التغرب عن تاريخنا هو السبب الرئيسي للوضع الذي يعيشه العراق في الوقت الحاضر من التمزق والانهيار.
لكن السؤال المطروح هو ما الذي أدى الى انفصال العراقيين عن تاريخهم لماذا اصبحنا من اكثر الشعوب العالمية ابتعادا عن تاريخها وانمساخ عن ماضيها؟
اعتقد ان السبب الرئيسي هو الماساة التي عاشها العراق في فترة حكم الدولة العثمانية هذه الدولة التي قدر لها ان تحكم العراق لعدة مئات من السنين باسم الاسلام والتي قضت أغلبية هذه السنوات في صراع مع الدولة الصفوية في ايران من أجل السيطرة عاى العراق فتارة تسيطر الدولة العثمانية وتارة تسيطر الدولة الصفوية وكل من هاتين الدولتين تحكم بأسم الاسلام او بالحقيقة بأسم الطائفية فالدولة العثمانية تعتبر نفسها ممثل عن الطائفة السنية والدولة الصفوية تعتبر نفسها ممثل عن الطائفة الشيعية فعاش العراق في صراع طائفي مرير للعديد من السنوات مما ادى الى تحول انتماء العراقيين من الانتماء الوطني العراقي الى انتماء طائفي قومي .
والذي زاد الطين بلة في هذه المأساة هم المؤرخون الذين عاشوا في هذه الفترة والذين كتبوا التأريخ فقد قام المتعثمنون( التابعون الى الدولة العثمانية) بكتابة التأريخ اعتمادا على المنهج القومي العروبي وذلك لاغراض سياسية معروفة للجميع .

لقد ذكروا في تأريخهم ان اصول المجتمع العراقي ما هي الى اصول خارجية فهم عبارة عن اقوام مهاجرة جاءت بعد الفتح الاسلامي من الجزيرة العربية او هم اقوام فارسية كانوا يعيشون في العراق في زمن سيطرة الامبراطورية الفارسية على العراق قبل الفتح الاسلامي او اقوام كردية نزحت من الجبال لتسكن في شمال العراق وكأن العراق كان أرضا قاحلة لا يوجد فيها سكان قبل الفتح الاسلامي وكأن هذا المجتمع الذي صنع التأريخ هو محض خيال ولا يوجد لهذا للمجتمع وجود في ارض الواقع.
والمصيبة الاكبر استمرار التفسير القومي للتأريخ حتى بعد سقوط الدولة العثمانية ونشوء الدولة العراقية الحديثة والتي انشأت على اساس ( قومي- طائفي) فقام مؤرخونا المعاصرون بقصد او بدون قصد بفصل تام للمجتمع العراقي عن تأريخه القديم, ليس تأريخه قبل الفتح الاسلامي فقط بل حتى تأريخه في زمن ازدهار الدولة الاسلامية لم يسلم من هذا الفصل المأساوي حيث تم تحويل الرموز الاسلامية العراقية الى رموز خارجية لا تنتمي لوطن اسمه العراق حيث تم احتسابهم اما على حساب انتمائهم القبلي الاسطوري المفترض اذا كانوا من العرب, او اعتبارهم فرس ايرانيون اذا لم يكونوا من العرب فالشخص في العراق حتى لو عاش مئات السنين في هذا البلد لا يمكن اعتباره عراقيا بل يتم ارجاعه الى اصوله القبيلية .
فعندما نذكر شخصيات عظيمة امثال ( الحسن البصري, ابو حنيفة, احمد ابن حنبل, مالك ابن أنس, النعمان ابن ثابت, الامام الشافعي, صلاح الدين الايوبي, أبن الانباري, موسى ابن نصير, معروف الكرخي ..... وغيرهم كثير) فعندما يذكرهم التأريخ يذكرهم على اساس انتمائهم القبلي و القومي وليس على اساس انتمائهم لوطن اسمه العراق لذلك قام المؤرخون العراقيون والعرب ( المتعثمنين) بسذاجة مقيتة بالايحاء للمجتمع العراقي ان العراق كان بلدا خاليا من السكان قبل وصول العرب وانهم وجدوا مجموعة من الجماعات المهمشة والمعزولة ( سريانية, آرامية, وغيرها) والباقين هم فرس وقد تناسى هؤلاء المؤرخون حقيقة تأريخية وهي ان سكان الجزيرة العربية قبل الفتح الاسلامي لا يتجاوز عددهم المليونين اما سكان العراق وحده كان يتجاوز الثمانية ملايين انسان فكيف تم احتساب الثمانية ملايين على المليونين وليس العكس .
اذا بعد اخلاء العراق من معظم سكانه وتفريس الباقين تم الاجهاز على كل العراق وعاصمته بغداد وحاضرته ودولته العباسية بأعتبارها كلها محسوبة على(( الفرس!!)).

ونجد هذه الفكرة مكررة في معظم الكتب العربية اذا هذه هي مأساة هذا الوطن الذي لا يزال ينزف دما بسبب هذا الفصل التاريخي والقضاء على الهوية الوطنية العراقية فعندما تسأل اي عراقي في داخللاالعراق عن انتمائه يقول لك اما هو ( شيعي أو سني ) , ( عربي أو كردي أو تركماني ), ( مسيحي أو مسلم ) ولا يوجد احد يقول لك اني عراقي.
لذلك ادعوا من خلال هذه الكلمات البسيطة جميع مثقفينا سواء كانوا في داخل العراق او خارجه ان يقوموا بدورهم التأريخي من أجل اعادة صياغة تأريخ العراق وكتابته ليس من الناحية القومية بل من الناحية الجغرافية فالشخص الذي ولد في العراق ومات فيه يجب اعتباره عراقيا بغض النضر عن اصوله السابقة ويجب على جميع المثقفين توضيح نقطة مهمة للمجتمع العراقي وهي أنهم هم ابناء الحضارة القديمة ابناء سومر وأكد وآشور وبابل وابناء بغداد الدولة العباسية وأنهم ابناء الامة العراقية وليس ابناء قومية أو طائفة أو دين.
عمار الهاشمي
1/8/2005




#عمار_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسان يبحث عن الله
- هل ينفع رجل الدين أن يكون رجل سياسة


المزيد.....




- بكلفة مئات الملايين من الدولارات..ما أبرز اللحظات بحفل زفاف ...
- أردى بعضهم قتلى.. غموض بعد جريمة صادمة لأب أطلق النار على وا ...
- باكستان تعلن عن حصيلة القتلى والجرحى في الهجوم على مسجد بسلط ...
- Politico: نموذج السويد للتجنيد العسكري يجذب الدول الغربية وس ...
- يوم عاشوراء في مصر.. من المياتم والأحزان إلى البهجة وأطباق ا ...
- بايدن وترامب -مدمنان- على السلطة - صحيفة التايمز
- بيربوك تروج من السنغال للشراكة الأوروبية الأفريقية
- إعادة انتخاب المحافظة المالطية ميتسولا رئيسة للبرلمان الأورو ...
- لقطات من داخل سيارة -لادا أورا- يقودها بوتين أثناء تفقده طري ...
- حريق الغابات المميت يلتهم منطقة سياحية في إزمير غرب تركيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار الهاشمي - مأساة وطن اسمه العراق