حيدر طالب الأحمر
الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 08:03
المحور:
الادب والفن
لا... لن أدعهم يرثونني في حياتي.
ليس لهم الحق أن يفعلوا هكذا بي.
لم أخطأ بحقهم أبداً.
هم من أخطأ بحقي .
ربيتهم وعقّوني.
قويتهم وأضعّفوني.
جعلتهم مناراً وجعلوني دماراً.
بنيتهم وهدّوني.
ليس من حقهم هذا...أنا أباهم الذي رباهم.
هل سيعُقنّي أبنائي؟
ماذا سيجْنُون؟
ثروتي لهم جميعاً.
تخاصموا بينهم وهم أخوة.
يمنعون بعضهم خيري الكثير.
يضربون بعضهم ورحمهم واحد.
يخونون بعضهم وجرحهم واحد.
يسرقون بعضهم ومالهم جمٌ لا يضمر.
لم أمنع عنهم يوماً مما لديّ.
أعطيتهم كُلَ شيء.
يحسدهم الكل عليّْ.
لماذا يفعلون معي هذا؟
علمتهم وغيرهم جاهل.
البستهم وغيرهم عراة.
بنيت لهم وغيرهم فلاة.
لماذا يعقونني؟
غُرِقت بهم الأرض، وكنت لهم موطأً.
جعلتهم مُعلمين لغيرهم.
اشبعتهم ورويتهم .
لماذا يعقونني؟
من أدخل الفُرقة في عقولهم؟
من أدخل الحقد في نفوسهم؟
من أدخل الشتات في وحدتهم؟
من أدخل الطمع في زهدهم؟
من ذلك الحاسد الطامع الحقود؟
كيف خدعهم بقليل ما لديهم؟
هل أبنائي بلهاء؟
هل أبنائي جهلاء؟
هل أبنائي أغبياء؟
أو إنهم تعساء؟
كيف السبيل؟
أحرمهم خيري؟
أهز نفسي تحتهم؟
كيف السبيل؟
لماذا تعقونني؟ وقد أعطيتكم.
لماذا؟ ... أولادي ي يي ... لماذا؟
#حيدر_طالب_الأحمر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟