أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلال خشيب - فلسطين الجريحة.. إلى كل ذي قلم حر، كيف تكون النُصرة؟














المزيد.....

فلسطين الجريحة.. إلى كل ذي قلم حر، كيف تكون النُصرة؟


جلال خشيب

الحوار المتمدن-العدد: 4510 - 2014 / 7 / 12 - 07:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


فلسطين الجريحة.. إلى كل ذي قلم حر، كيف تكون النُصرة؟
جلال خشيب*
11/07/2014

أثناء كل مجزرة صهيونية في حق شعبنا الفلسطيني تعبّر الشعوب العربية عن سخطها وتجدّد رفضها لهذا الكيان الغاصب وتبدي في سبيل ذلك كافة أشكال النُصرة الرمزية للإخوة الفلسطينيين .. لكن .. ما إن تهدأ الأوضاع حتّى يرجع كل منّا إلى شأنه وهمومه الشخصية وانشغالاته اليومية وكأنّ شيئا لم يحدث، وكأنّنا قدّمنا الواجب وزيادة.. فهل ساهمنا بذلك حقا في رفع الظلم وإحقاق الحق؟ و هل لمساهمتنا أثر دائم أو مستمر؟ ... لا أعتقد ذلك حقا.. في البداية لستُ ممن يُنكر على أصحاب النصرة الرمزية سواء عبر التظاهر في الشوارع أو من خلال التنديد بالغاصبين وفضح المتآمرين عبر قنوات التواصل الاجتماعي أو حتّى بصور رمزية يعبّر بها البعض عن موقفهم الناصر للإخوة و الناقم على الأعداء فكل تلك الأشكال من النصرة تُبقي وعينا الجمعي في حالة اتصال دائم عبر الأجيال مربوطا بقضيته الكبرى في عصره، قضية الأقصى المُغتصب والشعب المغدور... ولكنّي لا أرى أن لهذه السلوكات الرمزية أثر فاعل على المدى البعيد، إنّها تُبقينا –لوحدها- أفرادا وشعوبا في حالة ترقب دائم، ننتظر وقوع الخطيئة حتّى ننتفض ضدّ الجلاد، نصرخ ونشجب ثم نستكين، لتكون أفعالنا ردودا ونُصرتنا رعودا من الكلمات الفارغات.. كلماتنا هنا في هذا المقال تستهدف الفئة المتعلمة من الشعوب، الجامعيين بالأخص وأصحاب الأقلام الحرة المستنيرة على وجه الدقة.. نُصرتنا للقضية الفلسطينية تبدأ من الذات، حينما نتعلم كيف نعيش للأمة، كيف نحيا لأجل قضية عادلة أو مبدأ سامٍ بدلا من أن نعيش لأنفسنا، هكذا فقط نحيا كِبارا ونموت كِبارا، هكذا نضع أسس النصرة ولبِنات الانتصار، فنصرة الأقصى وإحقاق الحق تتّم ابتداءً على مستوى الذات، في صقل وعينا الذاتي باستمرار حتّى يُدرك رسالة الوجود أو كما أسميناه يوما في إحدى مقالاتنا هنا بوعينا الوجودي، لِما نحيا وما هي رسالة المثقف المسلم في الحياة .. أن نساهم بأقلامنا في بناء الإنسان وبسلوكاتنا في غرس قيم الحضارة بأبعادها الإنسانية بدلا من التورط في نَزَعاتٍ مذهبية-طائفية بينية تتغذى على نرجسية الذات وكراهية الآخر المختلف عنّا قلبا أو قالبا.. حينما نركز على ما يجمعنا و نتحاور فيما يُفرّقنا لنصلح الصدع ونجسر الهوة.. حينما تتحوّل أقلامنا إلى بنادق تُسقط بيادق الإفك على الذات وإلى معاول تحفر في عقلنا الجمعي المتشكل بزيف عبر أوهام الزمان.. معركتنا يا قوم هي معركة البناء، إنّها معركة بناء الإنسان.. ذلك الذّي يحيا لأجل هدف نبيل ورسالة سامية في الحياة، تجمع ولا تنفّر، توّحد ولا تفرق.. تُسخّر نفسها لتُبدع في إيجاد سُبل عديدة نحيا بها في سبيل الله بدلا من البقاء مستغرقة غارقة في أوهام الجهاد في سبيل الله تحت رايات الخداع ولو كانت نفوسا تمتلئ إيمانا وإخلاصا.. لا نعتقد أنّ شعب غزة وفلسطين يحتاجون منّا رجالا يرفعون السلاح إلى جانبهم في معارك الوغى هناك، فتلك الأرض لا تلد إلاّ أسودا كواسر يتنفسون عبق المعارك.. كل ما يحتاجونه منّا أن نصلح الذات، كلٌ في قُطره، حتى يأذن الله بجيل النصر كنتيجة حتمية لصلاح الحال.. نوجه رسالتنا في آخر السطر لأصحاب القلم، إلى ذوي المسؤولية الكبرى في الأمة، حملةَ رايات الجهاد الأكبر في الأمة، جهاد الإصلاح، معركة البناء والنهضة.. إنّ فضح السلطة وتعرية الفاسدين لا تُعّد في نظري سوى رسالة أولية لأي مثقف مبتدئٍ في الميدان أمّا معركة البناء، بناء العقول النقدية المستنيرة التّي تُنشأ بدورها أمّةً وحضارة فهي رسالته الكبرى.. إنّها معركة طويلةٌ في الزمنِ عميقةٌ في الأثرِ تحتاج إلى أقلام مشحوذة وجريئة تكتب للأجيال لتُحيي فيها بذور الخير بدلا من أن ترتهن لملابسات الحاضر اليومي فتتيه وتذبل فلا تُبقي لها أثرا بعيدا في الزمان.. هكذا تكلم قلمي الجريح.
...
* جلال خشيب: باحث مهتم بالدراسات الدولية، التنظير في العلاقات الدولية، الجيوبوليتيكا، الفلسفة السياسية والفكر الإسلامي، دراسات عليا/تخصص دراسات آسيوية، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 .



#جلال_خشيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والمجتمع المدني، حدود التأثير والتأثّر / الانتفاضات ا ...
- هل ستكون الجزائر إحدى مناطق الارتكاز في إستراتيجية التالاسوك ...
- النظر إلى الماضي بغضب .. بوتين مُحاصرٌ بالتاريخ .
- صدام التيّارات .. جوزيف ناي في مواجهة فريد زكريا : هل صارت أ ...
- هل يُعتبر الواقعيون كذئاب وحيدة ؟ ليندساي هاندلي في مواجهة س ...
- القوة الدولية
- إدوارد هاليت كار في مواجهة المثالية : وتحتدم المعركة
- الفرق بين الواقعيين واللبيراليين .
- عيد المرأة .. فلسفتي .
- صعود الصين و الثورة المعرفية الجديدة .
- صاموئيل هنثنغتون وحروب خط الصدع .
- الجزائر في مهّب التحوّلات الدولية والإقليمية .. ما الذي يمكن ...
- النظرية و الممارسة في العلاقات الدولية : بعض من التصورات الش ...
- تراجيديا المغرب العربي الجديد و الحلف المقدس الجديد .
- النقد الإحيائي و إعادة بعث مفهوم الخِلافة .. مجرد فكرة :
- -مغامرة- جديدة بحثا عن عمل في مملكة الإله .. و يتكلم زراديشت ...
- الغرب و البقية ، تحوّلات ميزان القوى العالمي في المنظور التا ...
- الواقعية : العالم الحقيقي و العالم الأكاديمي / جون ميرشايمر ...
- لماذا وُجدنا ؟ أسئلة الإستخلاف و رسالة المثقف المسلم في الحي ...
- إمبريالية مُصمّمة/ جون ميرشايمر


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جلال خشيب - فلسطين الجريحة.. إلى كل ذي قلم حر، كيف تكون النُصرة؟