طلال الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 18:29
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تكشف العلوم العصبية بأن أدمغة نشطاء العدالة الاجتماعية تختلف عن أي شخص آخر.
فحسب دراسة اجراها فريق بحوث من جامعة شيكاغو مؤخرا ونشرت في ارقى مجلة للعلوم العصبية قاطبة
Journal of Neuroscience
فان ما يحفز الناس الذين هم أكثر حساسية لأفكار العدالة والإنصاف هو التفكير المنطقي وليس العاطفة (2,,1).
لعقود من الزمن، ركز الباحثون في العلوم الاجتماعية على دور العاطفة في تحفيز الناشطين الاجتماعيين. ففي دراسة (3) لحركة الحقوق المدنية 1960s يتبين كيفية استخدام نشطاء الحريات المدنية للأغاني والخطب للتعبير عن الغضب والحزن والإحباط، وتشجيع الآخرين على الانخراط في الحركة على أساس عاطفي. وبالمثل، كتب عالم الاجتماع في جامعة نيويورك Jeff Goodwin في كتابه الصادر في2001 عن هذا الموضوع ووصف سلوك أنصار حقوق الحيوان بسبب "ارتباطهم العاطفي بالحيوانات." (4)
ان الناس الذين هم أكثر احساسا بالظلم, مثل سوء المعاملة أو عدم المساواة القائم على أساس العرق أو خلافه, يعتبرون الظلم خطأ أخلاقيا، وتستجيب ادمغتهم عن طريق تحفيز أجزاء الدماغ المسؤولة عن المنطق والاستدلال. وهذا التحفيز, كما تظهر التجربة, يحدث للناس الذين يميلون الى التصرف أخلاقيا مثل إعطاء حقوق متساوية للمجموعات المهمشة او مقاومة الظلم الواقع عليهم.
تفاصيل التجربة: قام فريق من الباحثين من جامعة شيكاغو بقيادة عالم الأعصاب Jean Decety بمراقبة نشاط الدماغ للمشاركين في التجربة باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI حين مشاهدتهم أشرطة فيديو لأناس يسلكون سلوكا أخلاقيا او عكسه. واحدة من اللقطات تظهر شخصا يضع النقود في كوب متسول، على سبيل المثال، في حين أظهر مقطع آخر شخصا يركل الكوب بعنف بعيدا. الدراسة تكشف ان نشاط دماغ أولئك الذين قالوا إنهم استجابوا عاطفيا للفليم اكثر من غيرهم كان متسما بتحفيز مناطق الدماغ المرتبطة بالتخطيط والتنظيم والتفكير المنطقي.
يقول استاذ علم النفس في جامعة نيويورك John T. Jost ان هذه الدراسة اساسية ومهمة بشكل واضح. علما انه لم يشارك في وضع الدراسة (5).
تكمن الاهمية الفائقة للدراسة في انه يمكن الحصول على المزيد من الدعم الشعبي من خلال مناشدة شعور الناس بالمنطق والتفكير بدلا من تجييش عواطفهم. على سبيل المثال، شهدت الجهود المبذولة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري في زيادة التأييد الشعبي بعد أن بدأ العلماء بنشر بيانات عن ارتفاع مستويات البحار ودرجات الحرارة بدلا من نشر صور دبب قطبية حزينة مكورة نفسها على جبل جليد عائم (6).
هذه الدراسة العلمية تبرهن بوضوح ان دغدغة المشاعر العاطفية للناس من قبل دعاة الحداثة والمدنية, في العراق مثلا, محكوم عليها بالفشل المحتم في المدى القصير والبعيد. للأسف الشديد, لقد اهمل اليسار قي العراق البحث والتنقيب والتفكير, واصبح, وخصوصا اليسار الرسمي اذا صح التعبير, يردد بشعارية مقززة وتبعية مهينة البعض من مقولات الاسلام السياسي من اجل الاستجداء العاطفي لمشاعر الناس, وذلك بالرغم من ادعاءه بالدعوة الى الحداثة. ولكن الحداثة, على الأقل حسب مؤسس العلم الحديث, رينيه ديكارت, تشترط التفكير كضرورة لوجود انسان الحداثة كبديل للفرد عضو القطيع في الأنظمة العشائرية او الدينية مثلا.
المصادر
1- http://www.jneurosci.org/content/34/12/4161
2- http://mic.com/articles/92253/science-reveals-how-the-brains-of-social-justice-activists-are-different-from-everyone-else-s
3- http://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080
/10646179709361752#.U7_ip0CH-zN
4- http://books.google.at/books?hl=en&lr=&id=ai8r0k72R18C&oi=fnd&pg=PA212&dq=activists+AND+emotion&ots=YFNoTcPQ_V&sig=Qj1EO51ONnqnQoN5W086vRoIla4&re-dir-_esc=y#v=onepage&q=activists%20AND%20emotion&f=false
5- http://www.truth-out.org/news/item/24833-is-social-justice-driven-by-emotion-or-reason
6- http://www.rollingstone.com/politics/news/global-warmings-terrifying-new-math-20120719
#طلال_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟