أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حدود النزعة العالمية














المزيد.....

حدود النزعة العالمية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طفت (العالمية) إلى سطح الفكر والسياسة، عبر ثلاث محطات كبرى للعصر الحديث: مع الثورة الفرنسية، وبعدها الثورة الروسية، ثم لتصل إلى شكلها الأخير مع سقوط موسكو وانتصار (القطب الواحد)
اصطدمت الأولى بانفجار القوميات في البلقان بالربع الأخير من القرن التاسع عشرحتى تحطمت مع اصطدام القوميات الكبرى في الحرب العالمية الأولى، فيما واجهت "أممية" الثورة الروسية كل من الفاشية والنازية ولم تستطع تلك الأممية أن تمنع دخول موسكو وبكين الشيوعيتين في نزاع أخذ الكثير من الملامح القومية ولو تحت غِطاء رقيق من الخلافات الايديولوجية، ثم ليتبعهما في ذلك الفيتناميون في نزاعهم مع الكمبوديين في عام 1978 قبيل غزو هانوي لجارتها الصغيرة.
مع انتصار واشنطن على السوفييت، برزت فكرة (نهاية التاريخ) التي حاولت القيام بتفسير ليبرالي لهيغل، فيما حاول ماركس ان يستمد من هيغل منهجيته ومرجعيته الفلسفية: لم يكن فوكوياما، في مقالته تلك المنشورة في صيف 1989، ببعيد عن فكرة التاريخ الخطي للعالم، عندما حاول اثبات ان الديموقراطية الليبرالية تشكل "نقطة النهاية للمسار الايديولجي للنوع البشري"، وهو شيء اخذه ماركس ايضا عن هيغل (كما نرى في "البيان الشيوعي" الذي يدعو الى اممية جديدة مختلفة عن تلك التي قدمتها ثورة 1789) من اجل اثبات نقطة نهاية أخرى للتاريخ العالمي، ولكن الاثنان يجتمعان على ان العالم هو في طريقه لان يكون نسقا واحدا، يتوحد فيه البشر في مجتمع واحد، عبر تحديدات تجتمع فيها التقنية والاقتصاد والاجتماع من اجل تشكيل ذهنية وحاجات موحدة ومتقاربة، بعيدا من التحديدات الدينية والقومية التي يريان انها زائلة عبر اجتياح التقنية والعلم والاقتصاد والتي "ستحول" العالم الى (كِيان واحد) متجاوز للتحديدات المحلية.
أعطت محطات (ناغورني كاراباخ) و (سريبرينتسا) و (غروزني) و (11 ايلول) و (بغداد) جوابا مخالفا لذلك الذي حاول الكثيرون ان يستخلصوه من هدم جدار برلين، وكذلك لكل من استند الى ثورة الاتصالات من اجل اثبات ان تحول العالم الى "قرية الكترونية واحدة" سيؤدي الى "توحد العالم" في الذهنيات والاهتمامات والتوجهات، مدعوما بموجة تغريبية، في العادات ونمط الحياة، افترض انها ستقود الى توحد السلوكيات وأنماط العيش.
في الفترة التي تفصلنا عن سقوط موسكو، لم يكن (التغريب) و (التحديث) على السكة نفسها: رأينا ذلك مع انحسار نفوذ الاتاتوركية في انقرة، وفي انتصار الاصولية الهندوسية عبر حزبها، وفي قيادة الحزب الشيوعي الصيني للتحديث الصيني مع حفاظه على نزعة قومية منغلقة ثقافيا واجتماعيا، فيما نجد في العالم العربي كيف تنحسر الافكار التغريبية الثقافية لصالح موجة اصولية ـ سلفية تخترق الوسط الغالب للمتعلمين والتقنيين والاكاديميين والمنخرطين في العملية الاقتصادية.
كانت الهجمة الغربية على العالم، والتي يبدو ان طبعتها الاميركية الاخيرة هي الاكثر اتساقا وقوة وخاصة بعد ان تحررت من الكابح السوفياتي، سببا اساسيا في انتعاش الاصوليات، وفي استخدام الثقافات المحلية كواق او كخط دفاع واحيانا كجدار اخير: لم تقتصر ترجمة ذلك على الفكر، والثقافة، والاجتماع، وانما امتد ذلك الى السياسة التي اصبح فيها (الارهاب) و (العنف) و (النزاعات) اشكالا اساسية من الفعل السياسي العالمي المعاصر.
لم يشهد العصر الحديث نزاعات واضطرابا عالميين مثل الذي نشهده اليوم، فيما اعطى تحول روما الى القطب الواحد للعالم، بعد انتصارها على المصريين في معركة اكتيوم (31 ق.م)، سلاما عالميا استمر قرنين، ومزيجا ثقافيا موحدا، للشرق والغرب، عكسته الثقافة الهيلنستية وسيادتها على المحيط الممتد بين شواطئ المتوسط الثلاثة، الى ان انهار ذلك كله في القرن الميلادي الثالث، مع استيقاظ فارس وبداية تداعي الامبراطورية الرومانية حتى انقسامها بين روما وبيزنطة في عام (330م).
اليوم، اصبح العالم موحدا عبر التقنية اكثر من اي وقت مضى، الا انه لم يشهد انقساما في الثقافة والافكار والسياسات مثل الذي نراه الان، كما ان انفراد قوة واحدة بالشؤون العالمية قد ادى الى اضطراب في العلاقات الدولية لم يُسبَق، طفت عبره الى سطح السياسة العالمية، كعوامل مؤثرة وأحيانا مقررة، العوامل القومية والدينية والطائفية والاثنية والقبلية (التوتسي والهوتو في رواندا وبوروندي، مثلا، وفي شرق الكونغو ايضا)، ولا يعرف ان كان طرح بعض الاوساط الاميركية مؤخرا لنظرية "الفوضى الخلاقة" هو نوع من الاعتراف بحدود القطب الواحد في السيطرة العالمية، ام ان ذلك هو تنظير لطريقة يتم عبرها ادارة العالم عبر تشققاته ونزاعاته.
الا تلفت سرعة اصطدام (النزعة العالمية) في مرحلة ما بعد عام 1989، بالحائط.، فيما استغرق الامر فترات اطول بكثير مع نزعتي 1789 و1917؟..



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اسم الحزب بلا دلالة ؟ ...... -
- لماذا التكلم بما لاتعلمون ,و إن كا ن هناك علم فذلك أدهى ؟
- قوة الماضي
- رحيل ذلك الشيوعي المختلف
- تناقص الممانعة العربية للاحتلال
- هجوم روما الفلسفي
- الاحتلالات:من كرومر الى بريمر
- . .. تحولات في الحياة السياسية السورية
- -سوريا نموذجا.... تباعد الوطني والديموقراطي -
- سوريا في مرحلة - ما بعد بيروت –
- عقدة الديمؤقراطية الاميركية
- مفهوم الديمقراطية:تحديدات
- المتكيفون
- خلافات المعارضة السورية
- -أزمة العقلانية في الفكر الغربي الحديث-
- ليبراليتان
- الاصلاح بين الداخل والخارج
- اخفاق القرن العشرين الكبير
- استدعاء الاسلام الى السياسة العربية
- تأملات استرجاعية في الأحداث السورية: 1979 - 1980


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - حدود النزعة العالمية