أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - افرازات هاجس الخوف من الاخر














المزيد.....

افرازات هاجس الخوف من الاخر


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من البديهي ان يؤدي انعدام العدالة الى افراز السلبيات الكثيرة و منها الخوف و القلق و عدم ضمان المستقبل و توقع الانحدار نحو الاسوا دائما، و الاحتمال اكثر ورودا هو انقلاب كل شيء عن عقب في اية لحظة .
عندمل لم تجد الاحساس بالمواطنة و الانتماء الى البقعة التي تعيش، ستحس دائما و كانك على بساط الريح و اقل نسمة تطيحك باقل اختلال للتوازن، و انك لم تملك ما تمسك به في قرارة نفسك . هكذا عاش العراق منذ انبثاقه قبيل اكثر من تسع عقود على الشاكلة التي فضلتها بريطا و وفق اتقاقية سايكس بيكو المشؤمة، و التي تسببت في حدوث الالاف القتلى من الحوادث و المعارك التي حصلت في المراحل السابقة المتعاقبة، و يجب ان تلام هي على ما مر و يمر به العراق و ليس امريكا فقط التي ازدادت الخراب خرابا . فمن الممكن ان يخرج لي من الخياليين و الايديولوجيين و يقول كانت الحياة هادئة في عهود الملكية المتعاقبة، و هذا لا يمكن مقارنتها بما يجري اليوم،افول له، لان اخبار مدينة لم تصل لاخرى من جيرانها الا خلال اسبوع او اكثر، و احيانا ترى مدينة تعيش على حال تختلف عن غيرها و حتى القريبة منها مسافة من كافة النواحي، و لم تكن السلطة المركزية الا تفرض سيطرتها على العاصمة و تدار المناطق الاخرى يمكن ان نقول بنفسها الى حد كبير بسلاسة . و لم يكن تطلع الشعب على كل هذا الكم الهائل من الافكار و الثقافات و ما يهم الناس، و كانت الحياة بسيطة جدا و المصالح قليلة، و لم يهتم بالفكر و السياسة و الفلسفة الا النخبة حتى الامس القريب، و كان بالامكان مسايرة متطلبات الناس باسهل الطرق و الوسائل . اليوم دخلت الافكار المختلفة و ازدادت ضرورات الحياة و و تطلعت عامة الناس و لم تقتصر الافكار و السياسة وما تخصها بالنخبة فقط، و ازدات الاحتياجات الضرورية الحياتية، بل اصبح كل بيت حزب سياسي او عدة لها مصالحها، و نرى الاختلافات و التناقضات حتى بين القريبين في الفكر و الانتماء، و ازدادت الانتماءات الضيقة في الفترة الاخيرة بالاخص نتيجة التدخلات العديدة و مصالح الاخرين المسيطرة على حركات الناس و توجهاتهم .
كانت النيات صافية في حينه، فلم تكن هناك من التوجسات الى حيل الاخر و عدم الثقة به، لاسباب اجتماعية و اقتصادية و سياسية مختلفة لما نحن فيه اليوم .كما هو المعلوم،عند انتفاء عوامل و اسباب الخوف لم يبرز القلق و عدم الثقة والشك بالاخر بالشكل الموجود الان من النواحي عدة، و منها السياسة التي هي ملازمة لما فيه الحياة الاجتماعية و التربية و الثقافة الموجودة . عندما ضمت المكونات الثلاث الى العراق فوقيا، لم تكن هناك احتكاكات كبيرة و تواصلات كثيرة كي تؤدي الى حالات و حوادث كبيرة، الا في كوردستان و هذه جراء الاختلاف الموجود بين الكورد و العرب اكثر من غيرهم من المكونات من كافة الجوانب، من جانب، و لم يؤخذ برايهم قبل تاسيس الدولة العراقية و لم توضع مصالحهم في عين الاعتبار من جانب اخر . لذلك هاجس الخوف و ان كان موجودا الا ان عدم التواصل اليومي وانعدام الوسائل الاتصال السريع و قلة المصالح لم تؤدي بالشكل الموجود الان الى العداءات المستدية و الشك من الاخر كما نحن عليه اليوم .
اليوم بعد التطورات و التغييرات الجذرية في حياة الناس و في البنى التحتية و الفوقية لهم، لبس بالامكان ان تدمج بين المكونات المختلفة و هم على احتكاك و تواصل يومي دون ان يحدث خلل و ننتظر نجاحه .
اذا، هاجس الخوف من الاخر كنتيجة طبيعية لافراز ما حصل تاريخيا من الانشقاقات و الاحتكاكات و المتواصلة اليوم بشكل اكبر، زُرع الشك في قلب كل مكون تجاه الاخر اكثر من قبل، و خصوصا بعدما برزت تاثيرات الاعلام و الاراء المختلفة المطروحة من كل جهة و النظر الى الاخر كخائن و عدم احترام الاراء المختلفة و انتشار العداوات و الكره و البغض بين المكونات و لانتماءات عرقية و دينية و مذهبية، فلا يمكن ان يُزاح هاجس الخوف الا بالانقطاع و التباعد مع البعض ولو مؤقتا . و عليه لا يمكن ان نرى عراقا متصافيا متحابا امنا سالما، بما لدينا من الاساسيات و ما جرت من التغيرات و ما حصل للناس و ما نحن عليه من العقليات . اذا حرية تقرير المصير ربما يبعدنا عن الشرورفي هذه المرحلة، و في حين اذا استوجب الاتحاد عند تغيير العقول فتكون العملية سهلة اذا فرضتها القاعدة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية انفتاح الاعلام العربي عن الكورد
- هل تسقط الدولة الاسلامية في العراق
- بعدما تقاسموا الكعكة يتعاركون على لحم الذبيحة
- لماذا ينظمون الى الداعش ؟
- هل نجد الشعرة الضائعة في العجين العراقي ؟
- هل تركيا هي من تنتصر في النهاية ؟
- المالكي بين ملذات الكرسي و نهاية عمره السياسي
- كركوك قضية شعب كوردستان و ليست جهة معينة
- المشكلة هي الانتماء الوطني
- الحق حق اينما كان
- الموقف الموحد اثلج قلوب الشعب الكوردستاني
- ممكن للعلماني ان ينقذ العراق ؟؟
- لماذا كل هذه التشنجات منذ الجلسة الاولى
- اختيار المالكي رئيسا للوزراء لصالح الكورد
- هل تطول حال العراق كثيرا
- ما يحصل لاقليم كوردستان
- لسانك حصانك ام ........ ايها العراقي
- اهداف اي محور تقع لصالح كوردستان
- العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط
- نحن ضد التفرد في بغداد و نتفرد في كوردستان


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - افرازات هاجس الخوف من الاخر