أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ عفيف - ***العرنجي***














المزيد.....


***العرنجي***


حفيظ عفيف

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 04:35
المحور: الادب والفن
    



انه ينادي...حي على الصلاة، حي على الصلاة...استجبت كعادتي للنداء اجر رجلي متثاقلا، كنت قد لم انم منذ يومين متتابعين، فمن يعتبر نفسه رئيسي في العمل قد ارهقني...ما عساي افعل...فقد سَنَّ علي قانونه الخاص او بالاحرى قانون الفقراء...وصلت المسجد متأخرا لصلاة العشاء...نزعت حذائي و تركته خارجا و ذخلت...ارفع رأسي أجده على طرف الصف...من؟؟؟ انه ذلك الشخص الذي تظهر عليه جينات الافرنجي الاشقر، فقد كان ابوه فرنسيا تعرف على والدته المغربية في فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب...ذلك المحصن من طرف "القبة"...ذلك الذي يملك ثلث اراضي المدينة بما فيها من عقارات و شركات...ذلك الذي تزوج اثنتين تكاد تكون الثانية من عمر ابنته من الاولى...الذي انجب تلك الحسناء، من كانت تبتسم لي في القسم لاساعدها في حل تمارين الرياضيات لا غير، التي كانت تفتن المكبوتين من الاساتذة و على رأسهم استاذ الفلسفة هههه...استاذ يأتي تارة ملتحي، و تارة لا يترك لها اثر...ثارة سكران و ثارة يسعى الدراهم منا ليشتري السجائر...و ثارات لا يأتي. بحر من الاسئلة هاج على رأسي...اهي الصدفة ام هو قدري ان اصلي جانب "العرنجي"؟؟؟، ليس لي خيار فاني البي طلب ربي...ولجت الصف، ارفع يدي لأُكَبِّرَ تكبيرة الاحرام، أُنزل عيناي حيث السجود، يتراءى لي جلد تمساح، انه حذاءه الفاخر فهو لا يشبه باقي الاحذية، لم يشأ ان يتركه خارجا...تفوَّرَ دمي فاخذته و رميته خارجا، كان قد لم يلحظني لانه كان ساجدا...اتممت صلاتي و انصرفت غير آبها تاركا اياه يبحث عن جلده كالكلب المسعور...كان قد تعود على هذا الفعل دون ان يجد اي ردة فعل من هؤلاء الجبناء، من يحبون رائحة طلاء حذاءه.
عدت ادراجي...وجدت البيت يعتمره السكون، ما عدا صوت عقارب الساعة على الحائط تئن من مرور الزمان، الكل غاذر، كانوا قد ذهبوا عند زوجة اخي، فقد ازداد عندها مولود...دلفت غرفة نومي بخطوات متثائبة، متثاقلة، لعلني اخلد لنوم يبلسم دمي الذي تفوَّرَ...ما ان تمددت على السرير حتى استحضرني تصرف ذلك "العرنجي"...فطار النوم من على جفني و زاد السهر على سهر تلك الليالي...رحت ابحث عن مشغل التلفاز، فلم تكن لي رغبة في مشاهدة او سماع اي شيء بقدر ما كنت اراود النوم لعله ينقاد الي مطواعا، رغم ذلك لم يغفل لي جفن...تجنبت ذخول المطبخ، فشهيتي خاصمتني هذه الايام، قلقت عَلَيَ...دلفت الى الحمام لاشطف وجهي بماء بارد يزيل مسحة الكآبة من عليه...قضت قدماي ساعات و هي ترسم في ساحة البيت ذهابا و ايابا...كان المساء قد ولى و اسدل الليل عباءته على المكان، و الساعة تشير الى الثالثة بعد منتصف الليل...صعدت الى السطح، لعلي استنشق حياة جديدة...رحت انظر الى الشارع من فوق...ما اروع المكان و هو ساكن...رحت ادندن بكلمات "احن الى خبز امي...و الى قهوة امي...و لمسة امي" حتى تراءى لي شخص يمشي متثاقلا، ظننته.."اكيد ليس و لن يكون ابي" ما ان اقترب حتى عرفته...انه يمشي و يفتح شرفة سرواله في آن واحد...يقف عنذ باب البيت غير آبهٍ، حتى اعطى اذنه لثعبانه ليخرج من الشرفة و يسقي الشارع بسمه...ثعبان اكل الزمان منه، فلم يعد يقدر ان يرفع رأسه، فهو دائما منحني...ثعبان لطالما راود تلك الافعى، التي ما فتئت تلد كل كل سنة ثعبان او افعى حتى اصبح العدد لا يعد و لا يحصى...
ضايقني تصرفه هذا ...اردت ان اصرخ في وجهه، لكن الناس نيام...ماذا افعل؟ أأنزل اليه؟ كلا فقدماي متعبتان...فكرت مليا حتى حضرتني فكرة...نزلت الى المطبخ، اخذت حبة بطاطس، فتحت الشرفة فارسلتها له تحت عنوان اصيبي ذلك الثعبان...اصابته في المكان...تلفت يمينا و شمالا لم يجد احدا...فاخذها، ظنا منه انها عطية من عند الرحمان...مسح بها رأس ذلك الثعبان و انصرف...و تركني في سهري غرقان...أهل بتصرفي هذا اكون غلطان؟؟؟؟.



#حفيظ_عفيف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أنت
- أمي أرجوك


المزيد.....




- عــرض مسلسل ليلى الحلقة 24 مترجمة قصة عشق
- نبض بغداد.. إعادة تأهيل أيقونة العاصمة العراقية شارع الرشيد ...
- فنانة شابة في علاقة حب مع نور خالد النبوي؟ .. يا ترى مين ضيف ...
- إيران.. 74 جلدة لنجم شهير حرض على خلع الحجاب!
- سلي أولادك بأفضل أفلام الكرتون.. اضبط أحدث تردد لقناة كرتون ...
- انتقادات واسعة للمسلسل العراقي -ابن الباشا-.. هل هو نسخة من ...
- فنان مصري مشهور يفقد حاسة النطق.. وتامر حسني يتدخل
- شاهد.. مغني راب يصفع مصارعا قبل نزالهما في الفنون القتالية
- -أشغال شقة جدا- كاد ألا يرى النور.. مفاجآت صادمة عن المسلسل! ...
- معرض للفنان العراقي صفاء السعدون بين جدارن جامعة موسكو الحكو ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حفيظ عفيف - ***العرنجي***