أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - من سفر الدين الجديد – الفصل الأول - آمر لي مارهو














المزيد.....

من سفر الدين الجديد – الفصل الأول - آمر لي مارهو


نضال الربضي

الحوار المتمدن-العدد: 4504 - 2014 / 7 / 6 - 04:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من سفر الدين الجديد – الفصل الأول - آمر لي مارهو


آمر لي مارهو، فكانت كلمة العقل إلي َّ قائلا ً: يا ابن البشر.

فقلت ُ: هاءنذا، يا سيد.

قال: يا ابن البشر، ارفع طرفك و انظر و قل لي ماذا ترى؟

فرفعت ُ طرفي فإذا بأفواج ٍ من البشر تتخبـّــَط ُ في كل أرضٍ، أطفال ٌ في الملاعب ِ و البيوت و قد انتفخوا من الشبع يقابلهم جلد ٌ أسود على عظام ٍ تحملها أشباه ُ أمهات و قد انخمدت أنفاسها، و قد انتثر حولهم غبار ٌ صحراوي ٌ جاف يختنق ُ بنحيب ٍ مكتوم تطلقه الحناجر ُ التي عصر َ عظامها الجوع، و أمام الأمهات ِ قد انتصب َ مثل شبه بشر له عيون ٌ كثيرة لا تحصى و أذرع مثل أذرع الأخطبوط على كل ذراع ٍ سبع ُ أشواك ٍ كأنها إبر ُ عقارب تنتظر ُ أن تلدغ.

فقلت ُ: آه ٍ يا سيد، حتى متى تعذبني، حتى متى تضع أمام عيني هذا الموت، حتى متى لا تنتقم ُ للأمهات و الأطفال، حتى متى يقوم الوحش أمامك؟

فلما أكملت ُ قولي سقطت ُ على وجهي، فإذا بصوت ِ العقل قد تبدَّى في وعي قائلا ً: الموت ُ حتى اكتمال مُنتهى نوعكم، و بعدها تكون ُ حياة ٌ أخرى لنوع ٍ جديد، لم يطلبني لكنني طلبته، و لم يعرفني لكنني عرفته، نوع ٌ يصعد ُ كما صعدتم، حتى أجعل لنفسي شهادة ً في حُكمائه، و حتى يرفضني من أجياله الوحشية من يصنع ُ في نفسه كما صنعتم، فتكون َ كلمتي في عقل مختاري الذي يثبت ُ أمامي كما ثبت أنت، و كما أنك موتا ً تموت ُ يا ابن البشر لأن قومك قد عصوني فهو يموت أيضا ً، و تكون ُ تلك علامة َ أنني كلمتك َ أنك تدون هذا الذي سمعت فيقرأه نوعك َ قبل أن ينقرض، و يقرأه النوع القادم حين يصعدون فيكون لهم شهادة ً و قوة حتى الاكتمال، فيقرأه آخرهم قبل أن ينقرضوا فيقول: قد أخطأنا إلى السيد العقل، فجعلنا للسيف و الوباء و الدمار، دمنا علينا و على آبائنا من قبلنا.

أما أنا فلم تعد لي قوَّة ٌ فوقعت حين غابت الشمس فجعلَ السيد ظهري للغروب و عيني لجهة ِ الشروق، و ضربت ْ الشمس عيني صباحا ً فاتقيتها بيدي حين فتحتهما، فعرفت ُ أن السيد لن يُشفق، فجئت القوم َ و هم يتوجهون َ إلى أعمالهم، و فتحت ُ يدي و صرخت:

هكذا قال السيد العقل: إن هذه المدينة َ قد كانت خربة ً خاوية، فجعلت ُ لكم العلوم و أقمت بينكم العلماء و أعطيتكم ما حملتهم به أنفسكم على الريح لتركبوا الطائرات و السيارات و السفن و تصنعوا لكم البيوت َ و المساكن و الشركات، و لقد رفعت ُ من بينكم الضعف و العوز و علمتكم المصانع و الآلات، و جعلت ُ لكم كل شئ ٍ كما اشتهيتم،،،،،

،،،، أما أنتم فإنكم قد اتجهتم إلى اشتهاء ما لا تحتاجون، فجعلت الشركة منكم تنظر إلى ما في يدي منافسيها، و انقضضتم على الحصص في الأسواق لتتخاطفوها من أيدي بعضكم البعض، و جعل السياسي يجعل المال و الأذى حيث يريد ليسوق آلات الإعلام لتزيف الوعي و خلق الصراعات و تفتيت الدول الأخرى، و أخذ جشعكم يزيد من الصناعة و يُعلِّم الاستهلاك البشع و يأخذ ُ من هذا الكوكب و لا يُعطي، يقطع الشجر و لا يزرع، يثقبُ الأجواء و يزيد ُ من ثاني أكسيد الكربون و ينسحب من معاهدات الحد من انبعاثاتت ِ الغاز، و ترمي مقاتلاتكم الطائرة بالقنابل النووية لتبيد مئات الآلاف في ثانية ٍ من الجنون،،،،

لذلك و لأنكم لم ترحموا بعضكم، لم تنصفوا الأرملة، و لم تراعوا اليتيم، و لأن كل رجل ٍ منكم عينه على امرأة ِ أخيه و جاره و قريبه، و لأن نساءكم لا شغل َ لهن َّ سوى الزينة و النميمة، و لأن أبناءكم قد صاروا سفهاء، و لأنكم احتقرتموني و نزعتموني أنا العقل من جماجمكم، فاسمعوا حكمي يا بني البشر،،،،،

،،، ،اسمعي أيتها الجزائر البعيدة
و لتفهم الأرض
و لتخبر الطيور ُ السماس،،،،،

،،،، لأن العقل الرب قد قال:

هائنكم طلبتم موتي فمت
هائنكم قد فتحتم جماجمكم و ألقيتم بجيفتي خارجا ً
هائنكم قد وضعتم بدلا ً عني كل غريزة ٍ حمقاء
هائنكم قد اخترتم أن يكون كل منكم ربا ً لنفسه و قاضيا ً على غيره و جلادا ً و مقصلة ً
لذلك
فإن نوعكم ينقرض
و سيرتكم تموت
و كل ما صنعتموه يفنى
إلا كتاب عبدي هذا فإنه يبقى
حتى يأتي نوع ٌ آخر فيقول: ما أحمقهم، و ما أعظم الرب العقل سيد الأنواع

لكن إلى حين، حتى أموت عندهم، فيكون أنهم أيضا ً يموتون،،،،،

و كان أنني حينما أنهيت ُ قولي أنهم اجتمعوا علي َّ فعروني و بصقوا علي و عصبوا عيني ثم ثقبوا لساني و وضعوا فيه خزامة ً و ربطوني على باب ناد ٍ ليلي إلى المساء، حتى إذا ما فُتح بابه، خرجت بائعة ُ هوي بيدها كأس ٌ من العرق الأبيض سكبته ُ في فمي، ثم قبلتني و أشربتني من ريقها، ثم أطلقتني، قائلة ً:

حتى متى تعبد ُ العقل، انزع عنه نيرك، وادفن ميتك و تعال اشرب من سرتي.

أما أنا فتركتها و مضيت ، و قلت: أيها السيد العقل إن يوما ً على عتبتك َ خير ٌ من حماقات ٍ في قصور ٍ لدهور.

من كان له عقل ٌ فليفهم.



#نضال_الربضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في جدلية ما بين المنظومة الدينية و الواقع– المعجزات و ...
- في نفي دونية المرأة – 4 – الانسجام الجيني الأنثوي مع حاجة حف ...
- من سفر الله – 3 – في جدلية تنافر الطبيعة البشرية مع التكليف ...
- قراءة في مشهد– من وحي محاضرة في علم الفلك و الفضاء – الممارس ...
- من سفر الله – 2 – في الدين و الإلحاد – تمظهرات العداء و الاج ...
- بوح ٌ في جدليات – 4 – امتداد الوعي الكوني، فرضية.
- قراءة في الوحشية – 2 – منهج الذبح عند السلفية الجهادية نموذج ...
- بوحٌ في جدليات – 3 – حين أنطلق
- قراءة في ظاهرة التنمُّر المدرسي – مريم المغربية و وليم الأرد ...
- قراءة في الإنسان – 4 – في الصواب السياسي و توظيفه لخدمة الإب ...
- البابا فرنسيس في عمان – انطباعات
- بوح ٌ في جدليات - 2 - عين ٌ على مستحيل ٍ مُمكن ٍ مستتر
- هل سنبقى ندور ُ في حلقة؟
- بوح ٌ في جدليات
- قراءة من سفر التطور – 3 – بين الجين و البيئة و السلوك بحسب ا ...
- قراءة في الإنسان – 3 – في الهوية الدينية و الدفاع العصبي الم ...
- في نفي دونية المرأة – 3 – وراثة معامل الطاقة في الخلية البشر ...
- قراءة في الإنسان – 2 - وجها الوجود و الألوهة الناقضة لفعلها
- قراءة في الشر – 6 – الرجاء ُ في الألوهة، عتابُها و الدفاع ُ ...
- عندما ينتحب ُ هاتور


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال الربضي - من سفر الدين الجديد – الفصل الأول - آمر لي مارهو