|
من عاطف صدقي لابراهيم محلب يا قلبي لا تحزن
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 07:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عام 86 من القرن الماضي كان الرئيس مبارك في ورطة ..فالإقتصاد يفقد الدفعة التي تلت إنفتاح السادات و اموال(النقطة ) التي سقطت علي رأس بطل الحرب عندما تحول الي بطل السلام .. و القطط السمان أصبحت نمورا سمانا تنهش في المواطن المصرى وتدمر من قدرتة الشرائية بما تعرضة من مغريات السوق العالمي .. والبنك الدولي يرفض اى مساعدة الا بعدما يتم ما سماة بالاصلاح الاقتصادى (ريفورم ).. و الذى ينتهي الي قرارت تخفض من قيمة الدعم وترفع من الاسعار خصوصا رغيف العيش و البترول و التليفونات و الكهرباء .. او إجمالا جميع الخدمات بما في ذلك الصحة والتعليم .ولم تكن حكومة علي لطفي قادرة علي أن تذبح بدم بارد مواطنيها .. وهي تبتسم .. فاقيلت و تم تقديم رئيس الجهاز المركزى للمحاسابات ليقوم بهذه المهمة بمعني ((إن المرحلة كان فيها إملاءات خارجية من صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومعهما أمريكا، وبالتالى فلقد كان المطلوب هو حكومة تنفذ أكثر مما تناقش، عاطف صدقى هو النموذج الأمثل لذلك، فالرجل ليس ابن الممارسة السياسية، وليس صاحب وجهة نظر أيديولوجية مسبقة، وإنما هو بيروقراطى فى سياق أى نظام سياسى، وبالتالى هو تنفيذى بالدرجة التى تتطلبها المرحلة التى تكلف فيها برئاسة الوزراء )) كان هذا ما رآه المراقبون وكانت وجهة نظرهم أن أداء الحكومة كان بيروقراطيا تنفيذيا لا يعتمد الا علي توجيات الرئاسة و إرادة الممولين . ((اختيار الرجل لطاقمه الوزارى قام على مبدأ «الشلة»، فمنهم من كانوا أصدقاءه فى باريس وقت أن كان يعمل مستشارا ثقافيا هناك حتى عام 1980، مثل فاروق حسنى وزير الثقافة، والدكتور محمد الرزاز وزير المالية وكان من اختياره أيضا ابن محافظته «القليوبية»، وهو الاعتبار الذى اختار بمقتضاه الدكتور على عبدالفتاح وزيرا للصحة الذى كان هناك صلة نسب مع عائلته، ويقترب من هذا النهج اختياره لتلميذه الدكتور ممدوح البلتاجى وزيرا للسياحة )) او كما صرح الدكتور صبرى الشبراوى عضو مجلس الشورى وأحد البارزين فى الحزب الوطنى ((حكومة شلة طاولة فى زهراء المعادى)). حكومة عاطف صدقي استمرت 10 سنوات تقريباحتي عام 1996 دون أن تقدم شيئا للبلد، ((كانت تضع لبخة على الجرح))، و تنفذ ما عجز علي لطفي علي القيام به اى أن تذبح بدم بارد الشعب المصرى بقرارات إقتصادية كانت بداية الازمة ((عام 86 كان الدولار 0.85جنيه ثم تم تعويمة بواسطة حكومة صدقي عام 89 فوصل عندما غادرعام 1996الي 3.4 جنية ) ثم توالي الانهيار الذى إنتهي الي هبة 2011 . السيناريو يتكرر في نهاية حكم الرئيس المؤقت .. إنهيار إقتصادى نزيف في الشارع نتيجة محاولات الاخوان والسلفيين السيطرة علي الحكم ورفض الشعب لهم.. إنكماش من رجال الاعمال (المباركيين )في مقابل نشاط رجال الاعمال (الشاطريين ) ..البنك الدولي يضغط أن لابد من إحداث إصلاح إقتصادى (ريفورم ) و الرجل الطيب حازم الببلاوى رئيس الوزراء المتخصص لا يستطيع أن يمسك بالسكين لذلك تم ترشيح مقاول بيروقراطي موالي لكل العصور تعود علي الطاعة وتنفيذ العقود المحالة الية بمواصفات محددة في زمن محدد وتكلفة مناسبة تسمح بارباح . عقود المقاول الذى اصبح في فبراير 2014 رئيسا للوزراء .. هي إنهاء إلتزام الحكومة بدعم السلع الرئيسية و تركها لامواج السوق ترتفع و تنخفض بها حسب تيارات و إرادة الاقتصاد العالمي ثم إعادة تعويم الجنية ليأخذ مستوى علاقة سوقية مع الدولار قد تطيح به لما هو أعلي من عشرة جنيهات . . وها نحن ننتظر بقلوب واجفة سكين رئيس الوزراء الجديد الذى سيذبح بدم بارد أخر منجزات زمن الناصرية منفذا عقودة المبرمة مع صندوق النقد الدولي . خطة البنك الدولي و صندوقة و رجال الاعمال الامريكان المنتظرين الهجوم علي الجثة المذبوحة المنتظره النهيشة تتلخص في الاتي ..((إنسف حمامك القديم )) بمعني تخلص من جيش البيروقراطية الذ ى يثقل باجوره وحوافزه وبدلاتة جانب الانفاق من الموازنة .. وقبل ذلك تخلص من الدعم بالكامل خلال ثلاث سنوات .. ثم إرفع الضرائب و شدد في اساليب التحصيل و لو بسجن المتهرب .. تخلص من أعباء التعليم المجاني و العلاج الحكومي و تحول به الي الجمعيات التعاونية .. او شركات القطاع الخاص الاستثمارية . هذا عن الانفاق .. اما الدخل فسيأتي من خمسة مصادر لاغير .. وغير مسموح باى تجاوز .. السياحة مع رفع مستواها باستيراد الادارة و الاثاث و الخمور ووسائل الانتقال و اساليب الترفية .. مع عمل حماية بواسطة شركات الامن الخاصة ..لكل مراحل حركة السائح .. مفيش مانع نكمل المتحف الكبير و ننشيء مجموعة فنادق حول الاماكن السياحي. النشاط الاخر تكثيف الاعمال الاقتصادية حول المنطقة التقليدية للحرب مع إسرائيل حتي لا يستطيع اى مخبول أخذ قرار الحرب و التضحية بالاوزة التي تبيض ذهبا .. الصناعات الخفيفة .. المزارات .. الخدمات للمراكب العابرة .. البترول والغاز .. ولا مانع من الزراعة و الصيد وتعليب الاسماك ..وإستخراج الفحم من جبل المغارة و الذهب و القصدير .. ورفع كفاءة المواصلات .. وتنمية المجتمع البدوى .. لابد من إستكمال الخطة التي وضعت بعد كامب دافيد و فشل المبارك في القيام بها . الاستثمارات المشتركة مع الراسمال الصهيوني العربي الامريكي سيدعم المنطقة و يجعلها امنة للحدود الاسرائيلية المجال الثالث هو الصناعات القذرة .. الملوثة للبيئة و التي توقفت اوروبا عن القيام بها .. السماد ،الاسمنت ،الالمونيوم ،الحديد والصلب ، المنتجات الكيماوية الخطرة .. ولا مانع من تجميع بعض المعدات العسكرية و السيارات و الماكينات الثقيلة و إعتبار المكان مركزا لتوزيعها . المجال الرابع هو توريد العمالة الرخيصة لدول الجاز .. ولهذا يتطلب الامر إعادة تأهيل وتدريب بحيث تغطي إحتياجات السوق هناك .. والتي تدور حول الامن .. إستخدام قوات الشرطة و الجيش للدفاع عن المنطقة سيفي بغرضين أحدهما توفير الدم الامريكي الغالي .. و خلق سوق إستهلاكي قوى بعد أن تشبع سوق الخليج و يحتاج لقوى شرائية بكر . المجال الخامس هو الاعانات و التبرعات و التسول من اللي يسوى و اللي م يسواش بالاضافة للقروض والت أصبحت فوائد خدمتها تدور في مراحل الخطر . خطة البنك لدولي هذه تم إعدادها منذ نهاية فترة حكم السادات ثم فشل كل من مبارك والشاطر في تنفيذها .. ولم يبق الا الرهان علي النظام الجديد إذا أثبت قدرته وصلاحيتة و التي تتلخص في إعادة الاتزان للشارع و الانضباط و إقرار القوانين التي تمهد الطريق لفرسان البزينيس . ولكن كيف سيأكل هذا الشعب الذى يتمدد بمتوالية هندسية .. الجواب من الاستيراد .. وقد يسمح للبعض أن يزرعوا بعض الافدنة .. ولكنها ليست هدفا .. فالاحتياج الي القمح و الدواء و السلاح لابد أن يستمر و بصورة تسمح بالخضوع الكامل لارادة البنك و الصندوق ((وكأنك يا ابو زيد م غزيت )) منذ عاطف صدقي و حتي اليوم لم يحدث تغيرا .. قد يكون للنظام الجديد اساليب أخرى ولكن ما يبدو أن الطبقة الحاكمة المكونة من كبار الموظفين المتحالفين مع رجال الاعمال ليس امامها الا التحرك علي الدرب المرسوم .. كل الفارق أن حملات الدعاية الواسعة التي تمرست قادرة علي تضخيم الانجاز و التهوين من شأن الفشل لحشد البعض حول اهداف مرحلية إيجابية . كلما نظرت حولي و رأيت غيلان الاسلامجية يسنون انيابهم ليعيدوا الكرة ويستولون علي عرش مصر .. وكلما تأملت الاوباش الذين يتحركون علي ارض العراق والشام ناشرين البؤس .. لا أستطيع أن أمنع نفسي من تأييد رؤية قاصرة بان الاسبقية الاولي الان هي مقاومة المغول .. حتي لو عاد عاطف صدقي من القبر بسكينة البارد وحتي لو اوقف سد النهضة الاثيوبي نهر النيل و حوله لترعة .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كن رجلا و لا تتبع خطواتهم
-
تعلم في المتبلم يصبح ناسي ..مفيش فايدة
-
بريخت وأنا و الاجيال المقبلة
-
العودة مهزوما مكسور الوجدان
-
هل يريدون تطبيق شرائع الاسلام ؟
-
النبوءة(19/6/1989...8/6/2014 . )
-
هل إنتهت الغمة ..هل بدأ زمن جديد؟
-
بعد إنتهاء الرقص في مولد سيدى إنتخابات
-
الوفد - السيسي عن الفاسدين: -ماقدرشى أمشّيهم-
-
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما .
-
في النهاية ،فساد السمكة بدأ بالرأس
-
صعود الطبقة الوسطي المصرية.
-
نفارين ثم إحتلال بريطاني لسبعة عقود
-
القرن التاسع عشر والاستعمار الاوروبي.
-
مصر يحكمها كابوس الانكشارية
-
الانجاس المناكيد يحكمون مصر لثلاثة قرون
-
قرنين خارج عباءة الخلافة العباسية.
-
البدو يعيثون فسادا علي ضفاف النيل
-
مقدمات الغزو البدوى لمصر
-
الاقباط هم اولادك المضطهدين دوما يا مصر
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|