|
دولة كردستان . خطوات على الطريق
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 19:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
زيارة السيد " مسعود البارزاني " رئيس أقليم كردستان ، الى البرلمان الخميس 3/7/2014 ، وإجتماعه مع رئاسة البرلمان وثم مع رؤساء الكُتل ، وإلقاءه بعد ذلك ، كلمة ، يستدعي الملاحظات التالية : * تَوّجُه البارزاني الى " البرلمان " ، لطرح المُستجدات على الساحة الكردستانية والعراقية ، خطوةٌ في الإتجاه الصحيح ، وتكريسٌ لدَور البرلمان وإعتباره المَرجعية الأساسية . فكان السيد البارزاني ، يستطيع ان يلقي خطابه او كلمتهُ ، في رئاسة الأقليم او من خلال مؤتمرٍ صحفي ، لكنهُ لم يفعل وذهب الى البرلمان . * عندما أعلنَ مكتب رئاسة الأقليم ، قبلَ يومَين ، ان السيد البارزاني ، سوف يذهب الخميس الى البرلمان ، ويلقي كلمة حول الأوضاع الأخيرة .. فنشطتْ توقعاتٌ ، في بعض الأوساط المُتحّمسة ، بأنُه أي رئيس الأٌقليم ، سوف يُعلن ( إستقلال كردستان ! ) .. وفي أوساطٍ أقل حماسةً ، قالوا ، ان البارزاني ، سوف يُلْحِق كركوك والمناطق المتنازَع عليها ، بأقليم كردستان .. أما القِلّة من الواقعيين ، فتحدثوا مُسبَقاً ، عن خطواتٍ ضرورية ، ينبغي البدء بها ، لفتح الطريق أمام إجراء إستفتاء في تلك المناطق .. من قبيل سَن قانونٍ يسمَح بإجراء مثل ذاك الإستفتاء ، وإستحداث مفوضية إنتخابات خاصة بالأقليم ، وكذلك إقناع التُركمان والعرب والمسيحيين والإيزيديين ، أو على الأقل جزءاً مهماً منهم ، بالتصويت لصالح إنضمامهم الى الأقليم .. وهي خطوات لاتتعارض مع الدستور الإتحادي . وبعد ذلك تهيئة الأرضية المُناسِبة ، عراقيا وأقليمياً ، لتفعيل " حق تقرير المصير " للشعب الكردي . وهذا ماحصلَ بالفعل ، إذ ان السيد رئيس الأقليم ، طلبَ من البرلمان ، البدء بإيجاد آليات مُناسبة ، من أجل إلحاق كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها ، بأقليم كردستان ، وأكدَ على حَق الكُرد بعد ذلك في تقرير مصيرهم . ردود أفعال : - المالكي ومُؤيديهِ ، لم يتأخروا في الرَد على البارزاني ، وقالوا بأن كُل ماقامَ به الكُرد بعد 10/6 وما يقومون به الآن ، هو مُخالف للدستور الإتحادي ، حسب تفسيرهم، ولن يرضوا بذلك مُطلقاً . - ايران سارعتْ الى توضيح موقفها : لن نقبل ان تُضَم كركوك الى الأقليم بالطريقة التي جرتْ ، وبالطبع لا نرضى ان ينفصل الكرد عن العراق ، وإدعتْ بأن البارزاني يعرف حق المعرفة ، بأن إستقلال كردستان ، غير ممكن في هذه المرحلة . - تركيا الرسمية لم تُؤيِد ، الخطوات الكردستانية ، وموقفها غير واضح ، ففي حين يقول وزيرٌ في الحكومة ، بأن تركيا لاتُمانع قيام دولة كردستان العراق ، فأن مسؤولين آخرين ومُقربين من الإدارة التركية ، يعترضون بِشدة . - الإدارة الأمريكية ، رددتْ ما كانتْ تقوله سابقاً ، من أنها تريد " عراقاً موحداً " ، وحّثتْ الأطراف جميعاً ، الى تشكيل حكومة توافقية وحل المشاكل العالقة بينهم . وكأن شيئاً لم يحصل ، بعد سقوط الموصل وتكريت بيد داعش ، وسيطرة البيشمركة على كركوك وغيرها ؟!. - " أياد علاوي " هو السياسي الوحيد الذي تجرأ بإعلان : أن ما يجري في الأقليم ونيتهم في إجراء إستفتاء ، هو ( شأنٌ داخلي كردي ) !. - أسوأ ردود الفعل في رأيي ، هو : التأييد الإسرائيلي لقيام دولة كردستان . فأن ذلك الإعلان لايخدم الكُرد في الوقت الحاضر ، بل هو في مصلحة كُل المناوئين للطموحات الكردية المشروعة . فالكُرد اليوم بحاجة الى " أصدقاء " عَرَب و تُرْك وفُرْس ، بالدرجة الأولى .. الى المُحيطين من كُل جانب ، ب " دولة كردستان " المُستقبلية .. بحاجة الى تفهُمِهم ودعمهم وتطمينهم . أما الدخول منذ الآن في مَحاوِر ومناطق نفوذ أقليمية ودولية ، فأنه يجُر المشاكل والخلافات والنزاعات ، التي نحنُ الكُرد في غنىً عنها . ................................ عموماً .. ان زيارة البارزاني الى البرلمان ، وطلبه بتشريع قوانين مُحكَمة ، يمكن الإستناد عليها ، في البدء بالخطوات العملية ، من أجل تكملة مشوار إنضمام كركوك والمناطق الأخرى الى الأقليم .. وكذلك تمهيد الأرضية لتفعيل حق تقرير المصير .. شئٌ جيد وحضاري . ويعني ببساطة ، ان أمام البرلمان وإدارة الأقليم ، الكثير من العَمَل الجاد ، داخلياً وأقليمياً ودولياً ، ينبغي إنجازه أولاً ، بكفاءة ونزاهة وصبر ، حتى يتحقق المطلوب . وكُل ذلك بحاجة الى وقتٍ ليسَ بالقصير .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التطمين .. ثُم التطمين
-
حولَ ( دولة كُردستان )
-
كوتا الأقليات .. وبيضة القّبان
-
الإيزيديون والمسيحيون في الموصل
-
مُقاربات حول الوضع الراهن
-
بعض ما يجري على الساحة العراقية
-
نازِحونَ خَمِس نجوم ، ونازحونَ عاديون
-
الموصل و - وثيقة المدينة -
-
على كُلِ تَلٍ ، صّدامٌ صغير
-
الرابحونَ والخاسرونَ ، مِما يجري في الموصل
-
إنهيار الموصل .. إنهيار ( قِيَم ) ما بعد 2003
-
الموصل تحت النار
-
بعض ما تَشهدهُ الموصل
-
عَفا اللهُ عّما سَلَف
-
الأشخاص أم الأفكار .. أيهما أهَم ؟
-
فولكسواكن
-
حلمٌ مُزعِج
-
حُسينية علي الأديب
-
السليمانية : حركة التغيير أمامَ إمتحانٍ صَعب
-
- دُنيا - التي غادَرَتْ الدُنيا
المزيد.....
-
لحظة تصدي رجل هارب لشرطي أمريكي أدخلته في حالة حرجة.. شاهد م
...
-
بروتوكول تعاون عسكري بين مصر والصومال وسط خلاف بين مقديشيو و
...
-
برلين تؤكد أن التحقيق في تفجير -السيل الشمالي- لن يؤثر على ع
...
-
نائب نمساوي يدعو إلى وقف المساعدات لأوكرانيا بسبب تورطها في
...
-
سامي الجميّل في بلا قيود: تطرف حزب الله وإسرائيل يصعب إيجاد
...
-
إيران: إصابة أم بالشلل النصفي بعد إصابتها برصاص الشرطة بسبب
...
-
فلسطيني يستخرج شهادة ميلاد توأمه.. ويعود ليجدهما مقتولين مع
...
-
عدد القتلى في غزة يقترب من -40 ألفاً- منذ بدء الحرب، ووزير إ
...
-
لإفساح المجال لوجوه جديدة في اليابان.. كيشيدا يعلن عزمه الت
...
-
زيلينسكي: قواتنا أسرت أكثر من 100 جندي روسي في كورسك صباح ال
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|