أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك, هل ستكون كويت البارزاني














المزيد.....

كركوك, هل ستكون كويت البارزاني


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عُرِف عن السيد مسعود البارزاني انه يشتغل في السياسة وهو في تمام إنشغاله بالحرب.
في الأعوام التسعينية التي تلت (نصر) صدام في الكويت ! وبينما كانت المواجهات العسكرية قائمة بين البارزانيين والطالبانيين حكى لي احد أصدقائي الأكراد عن بعض الذي دار في مؤتمر كان قد دعى إليه السيد مسعود وقتها, وبالضبط حول نية البارزاني فتح خط من التفاهم مع صدام. وقف أحد المؤتمرين وأعلن تنديده بتلك النية وإعتبر مجرد وجودها في القلب خيانة على الأرض. وقتها كان العالم كله يتغنى بكراهيته لصدام فكيف يمكن لعدوه المزمن ان يتودد إليه.
البارزاني الذي إنتظر المتحدث لحين إنتهى من كلامه طلب منه ان يقارن بين عدد الذين قتلهم صدام من قبيلته لكي يقارنهم بما قدمته قبيلة بارزان, وبعدها سأله .. هل تظن أن كراهيتك لصدام أكبر من كراهيتي له, أو هل تظنني سأخون قتلاي إن خنت قتلاك.
بعدها كانت الصفقة واضحة. طلب مسعود من صدام ان ينجده في معركته ضد الطالبانيين, واستطاع الجيش العراقي إنقاذ البارزانين بعد ان سمح له الأمريكان بذلك من خلال تغاضيهم مؤقتا عن حدود المناطق الآمنة.
كانت السياسة هي التي أنقذت البارزاني وقتها وليست القوة العسكرية, فلقد صار البارزاني قويا حينما صار اضعف مما يجب, بينما صار الطالباني ضعيفا حينما صار أقوى مما يجب.
ولقد أدخل هذا التخلخل في موضوعة القوة والضعف قوى أخرى أعادت ضبط المعادلة من جديد.
معادلات التوازن, التي تملك قبّانها بالنهاية القوى صاحبة القرار الدولي, تتحكم فيها إلى حد كبير المعادلة التالية: سيصير (العدو) الأضعف من اللازم (صديقا) ينبغي نجدته, وسيصير (الصديق) الأقوى من اللازم (عدوا) ينبغي إضعافه حتى تعاد معادلة التوازن على الأرض ليعود الصديق صديقا والعدو عدوا.
في عام 1975 كان الملا مصطفى البارزاني والد السيد مسعود على ابواب ان يعلن السليمانية عاصمة لدولته. لكنه خسر يوم إنتصر وبعد أن سحب الشاه تأييده للحركة الكردية بإيعاز من صاحب الأمر وقتها كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي. صحيح ان صدام كان تنازل لإيران عن نصف شط العرب مقابل تخلي إيران عن الأكراد, لكن ذلك لم يكن كل الحكاية, فالنصر في ساحة معركة قد ينقلك إلى ساحة معركة أخرى تتمنى لو أنك لم تكن إنتصرت في التي قبلها.
وفي منطقتنا قد تكون صديقا حينما تكون ضعيفا, لكنك ستكون عدوا حينما تكون قويا, ولقد كان من سوء حظ الحركة الكردية العراقية ان تكون إلى الجوار من بلدين كلاهما يحبونها ضعيفة ويكرهونها قوية. والمعارك هنا أشبه بدوري الملاكمة, النصر في مباراة على خصم ضعيف يحتم عليك أن تجابه خصما أقوى ربما سيخرجك تماما من اللعبة, أو قد يجعلك تكسب نصرا كذلك الذي كسبه محمد علي كلاي على فورمان, حيث خرج الأول معوقا مشلولا رغم أنه كسب اللقب بينما خرج الثاني بكامل لياقته البدنية رغم أنه خسر اللقب.
البارزاني رجل حرب لكنه يشتغل في السياسة, وهو على دراية كاملة بمعادلة الصديق الأقوى مما يجب والعدو الأضعف مما يجب, وهو يدري ان نصره على المالكي, حال إعلان الدولة الكردية, سيضعه في مواجهة إيران وربما تركيا وربما أمريكا أيضا, وإن على خصومه الذين يراهنون على رفض القوى المقررة لمسألة الدولة الكردية أن يتنبئوا بأنه ربما لديه من الضوء الأخضر ما يكفيه لإعلان الدولة.
خلاف ذلك سيكون نصره مثل نصر محمد علي كلاي على فورمان. الأول ربح المباراة لكنه خسر صحته, والثاني خسر المباراة لكنه ظل معافى.
وقد لا يكون البارزاني شاهد تلك المباريات في حلبة الرياضة لكنه بالأكيد كان شاهدها في حلبة السياسة.
فهل ستكون كركوك هي كويته؟!
أم أنه ضمن خروجه من المباراة باللقب والصحة معا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الكردية وقضية الثابت والمتغير في الموقف التركي
- الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا
- في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه
- مرة ثانية .. الصفر التاريخي
- خوزية موخيكا
- الصفر التاريخي
- إسعف فمي .. قصة قصيدة, وبعض قصة عن شاعرها العظيم وعنا
- قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية
- حينما يكون إسم ابيك عبدالزهرة
- مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي


المزيد.....




- طائرة تعود أدراجها بعد محاولة راكبة فتح باب الطوارئ بالقوة ف ...
- بعد يوم من اختياره رئيسا للشاباك.. نتنياهو يدرس مرشحين آخرين ...
- اكتشاف هام.. تحديد هدف جديد لعلاج ألزهايمر
- نتنياهو يسحب ترشيح أدميرال سابق لرئاسة الشاباك
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- قادة ووزراء غربيون ينددون بالحكم الصادر بحق مارين لوبان
- الجيش الإسرائيلي يطلق إنذارا أخيرا لسكان شمالي قطاع غزة لإخل ...
- التطورات العسكرية بالسودان.. قوات الدعم السريع وعناصر تابعة ...
- الخارجية الروسية: موسكو تعتبر التهديدات الأمريكية ضد إيران غ ...
- ماذا وراء التصعيد الإسرائيلي واستهداف ضاحية بيروت للمرة الثا ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - كركوك, هل ستكون كويت البارزاني