احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4502 - 2014 / 7 / 4 - 00:44
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
شفاهيات الدرويش شيردل – أليس كذلك!/3
أحمد الحمد المندلاوي
المقدمة
** شيردل كان درويشاً جوالاً بين القرى و الأرياف يزور المضائف و الدواوين و المجالس ،و يقرأ ما يحفظ من الأشعار و الاحاديث حيث يطرق الأبواب و يُكافأ بمواد عينية من الغلات،واذا حل الظلام ينزل في احد المضائف دون وإيواء او احد بيوت الوجهاء فيرى امورا كثيرة و يسمع خلال معايشته للناس و هو مورد احترام و تقدير لدى الجميع كونه مؤمنا عرفانياً و لا ينقطع عن الذكر و الصلوات و لا يتدخل في شؤون الناس و يقتات هو و عائلته على هذه الهبات و لا يطلبها مباشرة .
كان ذا قامة طويلة و لحية بيضاء و عمامة و يطغي البياض عليه له صوت رخيم و عندما يعود الى منزله الكائن على نهر السوق (سه ر جو) وفيه حديقة جميلة و يدون ما يراه مهماً بخط تصعب قراءته على أغلفة باكيت (تركي) أو (غازي) و قد حصلت على تلك المذكرات من هنا و هناك ،و نتفٍ منه شخصياً..هنا نذكر شيئاً منها،و وضعت لكلِّ شفاهية عنواناً :
قال شيردل : رأيتُ رجلاً في أحد المضائف بعد الصلاة تناول المصحف الشريف ليتلو شيئاً من الذكر الحكيم ؛نزع نظارته الطبيّة السميكة؛و شرع بالتلاوة تعجبتُ من أمره و النظارة للقراءة فما باله ينزعها.. و بعدما جلستُ جنبه تماماً ؛فسألته عن سبب ما رأيتُ، أجابني:
- لا أريد أن يكون هناك حاجزٌ بيني و بين كلمات الله حتى عدسة النظارة رغم شفافيتها؛ ولكنّها موجودة و أحسُّ بأنَّ هناك حاجزاً بيننا لذا أخلعها أثناء التلاوة. أليس كذلكَ يا درويشنا العزيز!!.
خيّم عليّ صمتٌ جميل؛و فقدتُ مفرداتِ الكلام!
احمد الحمد المندلاوي
3/7/2014م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟