أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب














المزيد.....

التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1273 - 2005 / 8 / 1 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للقراءة شكلان: الأول الذي يُشكّل وعيا يساهم في تنمية الشخصية المعرفية ،أما الثاني فهو الذي يُقدّم قالبا يُضعف صاحبها معرفيا، لأنه يرتطم باستشهادات تصفعه بحكم عدم سلامة استخدامها من جانب أو عدم استيعابها من جانب آخر، وما وقع به العديد من القرّاء الشباب هو التقولب، وعديد آخرمنهم تعاملوا معها على أساس الاستيعاب أي التلاقح الذي يساهم في التشكل الذاتي النقدي بين القارئ والمقروء،وهو ما يمنح القارئ فرصا كثيرة في الحوارات التي تدور حول أي موضوع يُطرح ليس من منطلق الانتصار في الحوار بل بغاية اعتماد وتقديم معرفة مفيدة للزمن قيمة بها، والسبب في هذا التشكّل يعود إلى القراءة النقدية، إذ ليس شرطا أن يقبل القارئ كل ما جاء بنص ما، وربما يقبل لكن العلاقة بين عقل القارئ والمادة المقروءة هي التي تُنتج مادة الحوار الواعي الموضوعي، وأضرب مثالا حول الاستشهاد الذي يعتمد عليه المتحاورون، فأحيانا يُقدّم أحد المتحاورين دليلا ضعيفا حول موضوعا معينا يخذله حين ينقد الآخر دليله ويبين مدى ابتعاد الدليل عن إمكانية تعبيره عن الواقع المطلوب تعديله أو تغييره ، ولو دققنا في ضاربه لوجدنا أن مثاله قدّمه دون تحليل تحديدي لصلاحيته من عدمها، وهو ما يخضع للقراءة النصية في منبت تلقيني تساهم إلى حد كبير بصناعة مطلق الفكرة أو قدسيتها الذي يؤسس للأصولية الفكرية، والتي بدورها تختزل حرية الفكر بالفكرة مُنتجة الأمر الناهي أو الحاسم الذي يؤسس للاستبداد الفكري والسياسي، وليس التحليلية أو النقدية مؤسسة النسبية المعرفية التي تؤسس للديمقراطية الاجتماعية والسياسية، وحرية التفكير الذي يؤسس للإبداع ،ومن هنا أجد أن التمييز بين الحالتين غايته معرفة مستقبل حالة ثقافية معينة،وتحديد إمكانية استمرارها من عدمه الذي يسببه شرنقتها وبالتالي موتها المحتم.
الماركسية كانت النتيجة الطبيعية للقراءة النقدية لـ (للفلسفة الكلاسيكية الألمانية، والاقتصاد السياسي الإنكليزي، والاشتراكية الطوباوية الفرنسية) يعني أنها تكونت من عملية النقد لمصادرها الثلاثة،وعملية النقد لاتتم إلا بسبر أعماق الفكرة وليس هيكلها الشكلاني أو الأدبي،بينما القراءة الحفظية النصية لايُمكن أن تكون مُرتكزا نقديا،وهي أضعف أشكال العلاقة ما بين العقل والمعرفة، إذ أنها تفتقر لدلالاتها الحسية الميدانية، وتعبيراتها الإنسانية المادية والروحية،ويكون كسبها المعرفي أقل ما يُمكن،وتبقى غير قادرة على إنتاج الوعي الجديد الناتج عن العملية التثقيفية، وهذه الشريحة أكثر عرضة لتقلبات الانتقال الثقافي الأفقي بلا خلفية تلاقحية وصورتها في الحياة الفكرية والسياسية انتقال ماركسي إلى الكهنوتية أو العكس أو انتقال قومي إلى القطرية أو العكس أيضا،وأخطر النتائج التي تحصدها القراءة النصية والحفظية أنها تُبعد العقل عن الفعل المعرفي وتغلقه عن التبصر للمحيط وبه، فيعيش غربة منغلقة تؤسس للانفصال عن الواقع وتُمهّد لعدوانية ثقافية وسياسية وتنظيمية إن وُجدت، وتُحدد ملامح شروخ نفسية تُبنى عليها كل الحركات الذهنية الأصولية، لأن الأصولية ليست صفة الدين أيا كان، بل فعل العقل المنغلق على المعرفة القاصرة المُحدّدة المؤطّرة تأطيرا عصبويا مهما كان نوعها أو مصدرها.
قرأت كتابا يُقارب المئتي صفحة، لم أجد فيه غير صفحات ورقية مُجلدة بجلد كُتب عليه عنوان الكتاب واسم الكاتب، أما المضمون فكان نصوص من هنا وهناك وكانت صفة الاضطراب واضحة عليه،والنصوص المقدمة فيه قيّمة لكنها غير مُنسجمة مع العنوان أو السياق وذلك بسبب دور الكاتب الضعيف الذي لم يتمكن من عرضها إلاّ ضمن الحالة القدسية التي لاتستدعيها، وبالتحقق تبين أن كاتبنا من النوع الحفظي النصي الذي لم يتمكن من تفعيل الحالة العقلية أو الذهنية مع مقروءه، أي التعامل السبري أو السطحي المباشر الذي يمتاز به الفنان أو القاص أو الروائي، فكان الكتاب له شكل فني لكنه خال من المضمون المطلوب بالتقييم الفكري أو الأدبي مقارنة مع العنوان الذي يعبر عن الاستشهادات وليس عما يريد الكاتب قوله من إنتاجه، وهي أزمة التشكّل النصي الثقافي التي لاتُنتج غير ما أنتجته من حفظ أعمى.
أي قراءة كانت إن لم تقم على مبدأ التحليل النقدي واكتشاف التوافق والاختلاف دون أحكام مُسبقة، لن تُنتج وعيا أفضل، ولن تكوّن المُثقف الميداني المطلوب في الواقع ، ولن تنتج المُنتمي إلى أي اتجاه فلسفي(الوعي الاجتماعي) أو فكري(من الواقع) أو سياسي(الفعل في الواقع من الأصغر)،إذاً لابد من تحليل أية فكرة ونقدها وإسقاطها على أرض الواقع لتُحقق التفاعل المطلوب الذي فيه خدمة وتطويرا لواقع مرير لا يُمكن معالجة مرارته إلاّ بمعرفته الواعية المُتبصرة المُنفتحة الحُرة،وأنا مع مبدأ قُل رأيك حتى لو كان خطأ وهو البداية في التكوّن المعرفي للشباب خاصة، لأن المعرفة تحليل وليست توصيف وهي ماتُحقق ملاءة معرفية،والقراءة النصية ليست أكثر من رسم وتوصيف لواقع مفترض خطورته أن يكون منطلقا لنشاط ميداني.



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب السياسي في دائرة الشلليه
- الطبقية بين الثابت والمتحول
- الحق -الدفاع عنه:هل هما نقيضان
- القضاء في النظم التسلطية
- الظرف الموضوعي شرط التغيير
- البعث القومي العربي بين الماضي والحاضر
- هل الماركسية عِشْقُ الماضي أم نقده؟
- لمكتب السياسي – رياض الترك - ثروتان للاستمرار
- ما الذي يتوخاه المواطن السوري من مؤتمر البعث
- الحزب السياسي والمجتمع الماقبل وطني
- الأخلاقية العبثية لقانون الطوارئ
- سوريا أمام التحديات هل تصمد… أم؟؟؟؟
- مرض المعارضين المزمن
- إلى الطيب التيزيني..{{مصياف وردة سورية
- ضرورة قانون الأحزاب
- موت القاتل
- مُرتكزات الطائفيّة المُعاصره
- الحروب الطائفية القادمة
- المثقف والدولة بين التنظير والممارسه
- ضحايا الاستبداد


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - التثاقف بين النصية والابداع- مهمة الشباب