أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مالك الحافظ - اشكال الهوية ما بعد الاستعمارية














المزيد.....

اشكال الهوية ما بعد الاستعمارية


مالك الحافظ
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 20:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


أفرزت العواقب الاستعمارية كما هائلا ومفجعا من التمثلات المنقوصة، تلك التي تتبدى في طريقة التعامل مع المنجزات المادية التي قدمها الغرب للمجتمعات التابعة، إنها المظاهر التي تبرز في المجال العمراني الهجين، في عربات النقل التي يتم وضع العلامات والملصقات الفظة عليها، في تناشز الأزياء، في الاستخدام الملفت للمزيد من المفردات الأجنبية ، بغية توكيد الأهمية والتميز على الآخرين، في البيروقراطية المفرطة التي تعم الإدارات الحكومية، والتي تصل إلى حد إذلال أصحاب المصالح، في بروز النماذج التي تتبنى نموذج الغرب وتهيم به وتستغرق بالنهل عنه،في غياب الوعي بالتحول الحضاري، وبالتالي في سوء التقدير المزمن للسياقات الثقافية، والذي ينجم عنه الصراع الحضاري.
ان التطلع نحو النهل الكثيف عن المناهج الغربية ، جعل النظرة إلى التراث تعيش حالة من الابتذال والدونية، ومن هنا استعر التنافس للحظوة برسم الحداثة، والتي راحت تعاني من الفهم المجزوء، لاعتبارات تتعلق باللحاق بركب الموضة، لتتحول مفردات ومفاهيم قيم الحداثة إلى مجرد علامات لغوية خالية من المضمون العميق، هذا بحساب توظيفها خارج السياق الذي صممت لأجله.لقد تفاقمت حمى التعالي على الثقافة الأصلية، حتى بلغت حد استبشاع الدرس التراثي الذي راح يعاني العزلة والارتهان ، هذا بحكم ظهور دور الجامعات في البلدان المستعمرة ، والتي ارتهنت إرادتها بالمناهج الغربية، بل ان مركب النقص راح يبرز في طريقة التقويم لجهودها الذاتية، من خلال النظرة الدونية لخريجيها مقابل الاحتفاء المفرط بخريجي الغرب.
ملامح التجميل للواقع كانت هي الأشد حضورا في البلدان المستقلة عن الاستعمار وذلك في ستينيات القرن الماضي، إلى الحد الذي راحت فيه ملامح المداهنة تتبدى في التداولات الثقافية، حيث الانبهار بثقافة العناوين اللافتة والشعارات البراقة، وبالقدر الذي يكون النسج وفقا للرؤى التوفيقية ، فإن ملامح الفرز الحدي، بين التقدمي والرجعي، المتقدم والمتخلف ، باتت تشكل حضورا بارزا في الحياة العربية ، إنه التشظي الذي يجعل من المواقف في أشد حالاتها انقساما، فالأنا يمثل المجمل من مرتكزات الهوية والأصالة والتراث العميق ، لا سيما على الصعيد الروحي، فيما يبرز حضور الآخر المتقدم والحديث والقادر على الانجاز، لكنه الموغل بالمادية والقهر والقمع والاستغلال.
تعكس حالة التأثير التي أبرزتها الحقبة الاستعمارية على الأمم والمجتمعات، في إبراز ملامح ثقافة ما بعد الاستعمار والتي تتداخل فيها فعاليات المواجهة بين سطوة وقوة الحضور التي أفرزتها حقبة الاستعمار ، والتطلع نحو الإفلات من هذه المؤثرات عبر السعي نحو تنقية النص من تراكمات الأنشطة التي قامت بها المؤسسة الاستعمارية، وعلى مختلف القطاعات والحقول المعرفية منها والثقافية.إنها الفعالية التي يتم فيها تحديد غاية الدرس وموضوعه والذي يتمثل في القوة الغربية ، تلك التي قيض لها أن تفرض قيمها ومثلها ورؤاها وتصوراتها وتحدياتها ورهاناتها على مجمل التفاصيل التي تزخر بها الحياة، وعلى هذا فإن مهمة قراءة ما بعد الاستعمار تنطوي على ( إعادة النظر) في المجمل من العلاقات والتراكمات والوقائع والأحداث والموضوعات التي أنتجتها العملية الاستعمارية.

المراجع:
*هنري إيكن، عصر الأيديولوجيا
*هربرت ماركوز، الثورة والثورة المضادة



#مالك_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو جنيف2 والمعارضة الوطنية السورية


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مالك الحافظ - اشكال الهوية ما بعد الاستعمارية