أسامة أبوديكار
الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 15:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أمّة اقرأ.. يجب أن تقرأ
في بلد اختلط فيه الحابل بالنابل، وضاعت فيه الأخلاق، ولم يعد للطفولة معنى، ولا للإنسانية مكان..
وسط أمّة تعوّدت اجترار الماضي، ورفض التطور والتطلع للمستقبل.. أزمتنا ليست سياسية..
أزمتنا، أزمة أخلاق، ومتى فُقِدت الأخلاق.. لا أسف على أي شيء.
أربعون شهراً والكارثة السورية مستمرة، ولم يبقَ مصطلح إلاّ وقيل في هذه الأزمة وهذا الشعب، وأظهرت هذه الأزمة حقداً دفيناً، وأصبحت ثارات الحسن والحسين، وعمر وعثمان، وأمويين وعباسيين، وفتاوى ابن تيمية، والعرعور والقرضاوي، هي الموجه لشعب كان يرفض الإثنيّات والقوميات والطائفية، وبعد أن كان شعباً مضيافاً، أصبح شعباً لاجئاً يتلقى الحسنات والهبات.
الكل يتحدث عن حل سياسي للأزمة، وهو المطلوب، لكن.. كيف نُصلح أنفساً مريضة وجدت في هذه الأزمة ضالّتها، فالفساد زاد أضعافاً مضاعفة، والفلتان يسود الشارع، ولا قوانين تضبط الانفلات، ولم يُحاسب للآن من باع الحدود سابقاً، ومن تاجر بكرامة الشعب، ومن هدر الاقتصاد السوري، ومن جمّد وعرقل القوانين.
فأين محاسبة من سمح للمؤامرة الكونية والداعشية أن تنجح؟!،
فهل يكفي أن نقول إننا نتعرض أو تعرضنا لمؤامرة؟!.
هل يكفي أن نقول بأن الخطر الداعشي وخطر جبهة النصرة يهدد الوطن؟!، ومدن في الشمال السوري تُباع وتُشرى وتُستباح، ونقص الماء والغذاء يهدد حياة المواطن السوري؟.
فلننظر إلى قرنٍ مضى، أين كنا وأين أصبحنا؟!.
ماذا قدمنا للحضارة وللبشرية.. كيف تطورنا.. ومن هم أعداؤنا.. وأين كانوا قبل مئة عام.. وأين أصبحوا اليوم؟!.
فقبل مئة عام كان حلم اليهود بإقامة دولة لهم، حيث كان للعرب والمسلمين حينها دول وامبراطورية، أما اليوم فلا امبراطورية عثمانية إسلامية، ولا دول يخشى منها أحد..
بينما صار لليهود دولة، تتحكم بمعظم مقدرات العالم، وتتحكم بسياساته، وبات العرب يبحثون عن دويلات تضمهم.. هذا هو التاريخ الذي نتغنى به؟!.
العرب والمسلمون، أمة عاشت على انتصارات وهمية كاذبة، فدائماً يسيرون على "شعار أن العملية الجراحية للمريض قد نجحت، ولكن لا يهم إن مات المريض".
عندما نصبح أمّة عدد جامعاتها ومدارسها أكثر من عدد جوامعها ومفتييها.. عندها يصبح لنا مكان بين الأمم، فأمّة أقرأ، يجب أن تقرأ وتكتب، فبالعلم نواجه الأمم ونضاهيها، ولنا من الشعبين الألماني والياباني عبرة، لمن يعتبر.
#أسامة_أبوديكار (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟