أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأميركان!















المزيد.....

هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأميركان!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4501 - 2014 / 7 / 3 - 07:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انتهت جلسة مجلس النواب الجديد يوم الثلاثاء الماضي الأول من تموز بتحقيق إنجاز يتيم واحد هو أداء اليمين الدستورية، فقد بدأت الجلسة بحضور 255 نائبا، جاؤوا لأداء القسم الدستوري، فبه فقط يثبتون رسميا صفتهم كنواب وتصرف لهم الرواتب والامتيازات من أجور ووسائل حراسة وسكن وجوازات دبلوماسية. ثم، وبعد الاستراحة مباشرة، انسحبت غالبيتهم وانخفض عدد الحضور منهم إلى 75 نائبا فقط. هذا يعني أن المجلس بدأ "عراقيا" يمثل جميع نواب "المكونات"، ولكنه، وبعد الاستراحة وانسحاب النواب الأكراد والعرب السنة وسقوط النصاب، تحول من مجلس متعدد الطوائف إلى مجلس نواب لطائفة واحدة، بل هو حتى لم يشمل جميع نواب تلك الطائفة الذي قيل أن مكوناتها السياسية تحوز على أكثر من 170 مقعدا فأين ذهب الآخرون من هؤلاء ومن أولئك؟

الطريف والباعث السخرية هو أن هناك أكثر من سبعين نائبا تأخروا عن حضور الجلسة لسبب ما، وحين وصلوا كان النصاب قد أسقط، فقرر هؤلاء إرسال ورقة إلى مهدي الحافظ رئيس المجلس "سناً" يرجونه فيها أن يسمح لهم بالدخول لأداء اليمين واكتساب صفة الرواتب.. عفوا: النواب! ولكن النواب المتبقين رفضوا ذلك لعدم توفر النصاب!

ومع ذلك فقد ساد نوع من الشلل أو العجز الساحة السياسية قبل وبعد انعقاد هذه الجلسة. فهل هو الشلل أو الارتباك أم العجز أو محاولة الاحتفاظ بغنيمة الحكم كاملة هو الذي يمنع المالكي وائتلافه "دولة القانون" وتحالفه "التحالف الوطني" من الإقدام على حلول سياسية حقيقية وملموسة وجريئة حتى لو كانت تبدو ثانوية؟ هل يمنع تقديم حلول سياسية جريئة من المضي قدما في مهمة إنهاء التمرد المسلح وتطهير العراق من داعش؟

لماذا لا يبادر المالكي أو ائتلافه أو التحالف الذي يدعمه إلى تقديم أية معالجات أو حلول سريعة للوضع الخطير الراهن فينشغلون بالبحث عن جنس الملائكة (يريدون رئيسا للوزراء لا يكون المالكي بل المالكي)، ويكتفون باعتماد الحل الأمني المكلف جدا والذي يسدد العراق ثمنه من دماء شبابه الزكية ويقدمون استيراد الخردة الروسية "سوخوي" كوعد بالحسم السريع؟

أ لم يقل المالكي بالأمس إنّ الحل العسكري في مواجهة التمرد المسلح لداعش ومليشيات الدوري سيتواكب مع الحل السياسي؟ متى، وأين، وكيف سيتواكبان؟ هل يعتقد المالكي ومن معه أن انعقاد مجلس النواب واتفاقهم مع شركائهم في "كارثة" العملية السياسية على توزيع كعكة المناصب والامتيازات هو الحل السياسي؟

كنت قد كتبت على صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل يومين المنشور الآتي (لماذا لا يجتمع أقطاب العملية السياسية الثلاثة بعيدا عن أي تدخل أجنبي أميركي أو إيراني أو سعودي أو تركي أو أيا كان ويقدمون أملا للعراقيين يقوم على:
- تنفيذ عفو عام وشامل ومدعوم نيابيا عن كافة المحكومين داخل العراق والذين يسلمون أنفسهم ممن هم خارجه ويستثنى من هذا العفو مجرمو القاعدة وداعش!
- إطلاق مفاوضات رسمية مع التجمعات العشائرية المسلحة التي تقاتل الآن ضد الحكومة ودون أن تكون مرتبطة بتكفيريي داعش ودراسة مطالبها والبدء بتفيذها.
- وضع خريطة طريق بمواعيد ثابتة لإعادة كتابة الدستور العراقي باتجاه إنهاء العملية السياسية الطائفية القائمة على المحاصصة والبدء بعملية سياسية وطنية تقوم على بناء دولة المواطنة الحديثة والمساواة وتحريم وتجريم الطائفية السياسية).

ومع أنني لا أحمل أية أوهام في أن الحكم ومعارضيه قد يخرجون من جلدهم ويجترحون مأثرة مفاجئة تقضي على جذر المصائب "المحاصصة"، ولكنني شخصيا رحبت بالعفو الغامض والمقتضب الذي ورد في كلمة المالكي التي ألقاها الأربعاء، وقال إنه يشمل (أبناء العشاء وجميع الناس الذين تورطوا بأعمال عنف ضد الدولة) مستثنيا منهم من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، رغم تأخر هذه الخطوة، ولكن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا!

غير أن الغريب واللافت هو أن بعض الكتبة والصحافيين العراقيين من مدرسة "بول بريمر" للتصفيق للغزاة برا وبحرا وجوا، بدؤوا بعد انتهاء جلسة مجلس النواب سالفة الإشارة بكيل المديح والإطراء بالقطعة والساعة والكيلو غرام لإياد علاوي، نعم إياد إياه ما غيره، لماذا؟ لأنه لم يحضر الجلسة! وعلى هذا فهم يحاولون تسويقه مجددا على أساس انه العبقري الوحيد في باحة العملية السياسية الطائفية فالأعور الوحيد بين العميان ملك! سؤال صغير لهؤلاء: متى حضر إياد علاوي جلسات البرلمان السابق ليحضر جلسات البرلمان الحالي؟ أم أنها "حرشة" الهدف منها تبييض الوجوه السوداء التي قادتنا إلى ما نحن فيه اليوم لنبقى ندور في دائرة الخراب ذاتها؟ ومَن أكثرُ سوادَ وجهٍ ممن بدأ اللعبة وكانت السلطات التشريعية والتنفيذية بين يديه الاثنتين فقط، يوم كان رئيس وزراء أول حكومة محاصصة تحت ظلال الاحتلال الأميركي؟

إن خطورة الوضع تقتضي التفكير بطريقة فعالة ومفيدة وجريئة في تقييم وتحليل الأمور، ومن ذلك ضرورة اتخاذ موقف حاسم من التصرفات الابتزازية الأميركية التي بلغت ذروتها في تعمد تجريد الجيش العراقي من الأسلحة التي دفع العراق ثمنها وخصوصا طائرات الأف 16 وغيرها، وإرسال المزيد من خبراء التجسس وجمع المعلومات لحماية سفارتهم في بغداد التي يفاخرون بأنها أضخم سفارة أميركية في العالم. لقد بات مهما ومصيريا اتخاذ موقف حاسم من هذه التصرفات الابتزازية والاستفزازية الأميركية التي ستكلف العراق وشعبه كثيرا في المستقبل، لأن واشنطن ستحاول عرقلة إحراز النصر على تكفيريي داعش وحلفائها لتبقى حكومة بغداد تحت رحمتها.

ولهذا فإن على المهيمنين على الحكم أن يعلموا أن نصف الانتصار على داعش وحلفائها يكمن في معاقبة إدارة أوباما على تسويفها ومماطلتها في الوفاء بوعودها التسليحية وطرد خبرائها الأمنيين وإلغاء اتفاقية "الإطار الاستراتيجي" فورا ودون إبطاء! فهل يجرؤ المالكي ومن معه على فعل ذلك؟ للأسف، لست متفائلا، ولا أعتقد بإمكانية وقوع ذلك، فالمالكي ومن معه وحتى من يعارضه اليوم هم جميعا نتاج فترة الاحتلال الأميركي، وهم جميعا مدينون لواشنطن بما هم فيه من مناصب وامتيازات ومواقع. ولكن، وللإنصاف، فالمالكي هو الوحيد بينهم الذي أصرَّ على أن ترحل قوات الاحتلال في المواعيد المقررة فيما أصر الشركاء الآخرون، طالباني وبارزاني وطارق الهاشمي وعلاوي وغيرهم، على أن يتم التمديد لبقاء الاحتلال لعشر سنوات، وقد فاق بابكر الزيباري رئيس أركان الجيش "عن الكردستاني" الجميع بسخائه وكرمه فطالب بالتمديد للاحتلال بعشرين عاما.

وعرضا أقول، إن بعض اللبراليين العراقيين الجوَّف والمريبين وجدوا اليوم أن الحق مع بابكر زيباري وفرقته لأن ما يحدث في العراق منذ سقوط الموصل هو من وجهة نظرهم بسبب الرحيل المبكر لقوات الاحتلال! وهؤلاء أناس بلا أخلاق وكذابون بالجملة والمفرد لأنهم يتناسون أن قوات الاحتلال حين كانت موجودة على أرض العراق لم تنجح في منع انفجار أو مجزرة واحدة بحق العراقيين، بل كانت تشرف على تدريب التكفيريين في سجونها وتنقذ بعضهم من حبال المشانق، وترسلهم إلى الميدان مجددا!

إن أسباب ودوافع معاقبة واشنطن كثيرة، ومنها المماطلة والتسويف في تسليح الجيش العراقي، وتأسيسها لنظام حكم المحاصصة الذي هو جذر كل مصائب العراقيين، وفي تواطئها مع منظمات القتل التكفيرية منذ أيام الزرقاوي وحتى اليوم. يتذكر الجميع أن بوش الابن هو من بدأ تنفيذ إستراتيجيته الغبية القائلة (اتركوا الإرهابيين يدخلون العراق لنسحقهم بعد ذلك هناك حتى لا نقاتلهم على أبواب واشنطن ونيويورك) وكيف انتهت تلك الإستراتيجية بمذبحة فظيعة بحق العراقيين ولم يصب المحتلون إلا بشظاياها الطائشة!

لقد تجرأ جمال عبد الناصر على معاقبة أميركا والغرب في الستينات لأنهم خذلوه ورفضوا تمويل السد العالي فقلب الوضع الجيوسياسي العالمي كله آنذاك رأسا على عقب وتوجه نحو الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية فكسب الكثير لبلاده وشعبه وجعل الغربيين يعضون أصابع الندم. فهل سيجرأ المالكي على تكرار هذه المأثرة الناصرية لإنقاذ العراق من التقسيم والمذابح الفظيعة ما بعد التقسيم؟ الأكيد هو أن عقاب العراق سيكون أقوى وقعاً وأشد هولاً على رؤوس أعداء الشعوب من الحكام الغربيين والأميركيين لما يملكه العراق من مقومات وإمكانات هائلة لا وجود لها في أية دولة أخرى في الإقليم!
وأخيرا، إذا لم يكن المالكي قادرا على فعل ذلك، ومعاقبة الأميركيين على ما اقترفوه ضد الشعب العراقي مباشرة أو بالتواطؤ مع مجرمي داعش، فما الذي يمنعه من التلويح بعقاب كهذا على الأقل مجرد تلويح؟ مع أن لغة التلويح واللف والدوران لم تنقذ وطنا أو شعبا على مرِّ التاريخ، إذْ أنّ:
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ .... وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ
وتعظمُ في عينِ الصغيرِ صغارُها .... وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الافتراءات الطائفية المتبادلة و صمت العرب السنة على ضم كركوك
- هدوء عسكري يسبق عاصفة تقسيم العراق
- بين المطلك و اليعقوبي والوقف السني
- كيف نفذ انقلاب الموصل وما مضاعفاته؟
- حين شكلوا مجلس بريمر للحكم سقطت الموصل والعراق
- أخطر جرس إنذار دولي قبل زوال الرافدين
- أردوغان يتركب أخطر جريمة ويقطع مياه الفرات
- نتائج متوقعة للانتخابات التشريعية العراقية
- لذكرى العالم العراقي راحل مهدي حنتوش!
- ج2/قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: البنية الزمني ...
- ج1/ قراءة في رواية (غرفة البرتقال) لعارف علوان: تقنيات السرد ...
- ج2/ فيلم نوح: من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي (2 – 2)
- ج1/ مشاهدة لفيلم نوح : من أوتونبشتم السومري إلى نوح التوراتي ...
- فزاعة حكومة الأغلبية ولعبة الانتخابات
- 9/حسن العلوي: بين ابن العلقمي وبدر الدين لؤلؤ! /9-9 والأخيرة
- النتائج والسيناريوهات المحتملة للانتخابات في العراق
- ج8/-دماء على نهر الكرخا- لحسن العلوي:الفرسُ هم قتلة العلويين ...
- ما معنى - سانت ليغو- وكيف تطبق في الانتخابات العراقية؟
- ج7/طه حسين يدفن ابن سبأ وأئمة السُنة يوثقون الغدير /7-9
- ج/6 :حسن العلوي و تفريس الصفويين وإحياء ابن سبأ (6-9)


المزيد.....




- لماذا يحذر فائزون بنوبل من تولي ترامب رئاسة أمريكا مجددا؟
- إسرائيل تعلن مقتل -عنصر في الجهاد-.. و-أطباء بلا حدود-: كان ...
- بالونات القمامة من كوريا الشمالية تؤخر الرحلات بمطار سيئول
- إبرام عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
- نيجيريا تستخدم الذرة المعدلة وراثيا لسد أزمة الغذاء رغم مخاو ...
- تحذيرات دولية من مجاعة بلغت حدا -حرجا- في غزة
- مع إعلان الاحتلال قرب انتهاء الهجوم برفح.. احتدام المعارك جن ...
- لأول مرة منذ عام.. وزير الدفاع الأميركي يتحدث مع نظيره الروس ...
- توقيف 4 أشخاص في بريطانيا لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الوزراء ...
- باتفاق لإطلاق سراحه.. أسانج يقرّ بالذنب أمام محكمة أميركية


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأميركان!