أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - هكذا هوى العراق














المزيد.....

هكذا هوى العراق


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن نعود بالتاريخ الى الوراء كثيرا لان احداث 2003 واسقاط النظام العراقي السابق قريبة علينا وحاضرة دائما وابدا لبدء الحديث والتحليل والمقارنة لما لها من تاثير عظيم على العراق كدولة داخليا وخارجيا، لان هذا التاريخ هو الخط الفاصل بين عراقين وبين نظامين وبين نهجين وبين وجوه سيتذكرها التاريخ العراقي ابدا سواء من حيث تدمير الوطن او بنائه، فالوطن الذي عانى ما عانى من ثورات وانقلابات واحتكار للسلطة كان يمكن ان يصبح اجمل بلدان الكون من حيث رفاهية العيش والسكينة والتطور والعيش المشترك لما يحمله هذا الوطن من خيرات في بواطنه، التي ربما تكفي لاعاشة سكان العالم جميعا، لكن الذي حدث كان عكس ذلك تماما، فالسلطة احتكرت من قبل اشخاص معدودين والاموال نهبت بمئات المليارات من قبل المسؤولين الحكوميين بصورة علنية دون محاسبة او حتى سؤال!، ومبدأ النظام في الحكم كان يستند على الاكثرية والاغلبية والفئوية، والامن تدهور والدولة سقطت والفقر اكتسح الشعب والملاحقين والنازحين اصبحوا بالملايين والقانون اصبح في خبر كان....الخ، وباختصار اصبح العراق جحيم العصر، وما حصل ويحصل للعراق بعد 2003 كان نتيجة حتمية للسياسة الخاطئة المتبعة سواء من قبل المحتل ابان فترة الاحتلال او بعدها من قبل الحكومة الطائفية في بغداد.
تقسيم العراق وتفتيته وتمزيق نسيجه الاجتماعي كان من اولويات الدول المحتلة، وذلك لتحقيق اهدافها عبر شعب مشتت وبلد ضعيف ومقسم، حيث كان اول عمل يقوم به الحاكم المدني الامريكي بول بريمر هو حل الجيش العراقي المكون من خمسمائة الف جندي، بحجة ولاء الجيش للنظام السابق، وتجريد كافة افراد الجيش من صغيرهم الى كبيرهم من كافة حقوقهم المعاشية والتقاعدية وملاحقة ذوو المراتب الرفيعة، فكان امام هؤلاء خيارين لا ثالث لهما واحلاهما مر، وهما اما ترك الوطن كرها او البقاء والموت فيه عن طريق الكواتم وغيرها من ادوات تصفية الحسابات، وبذلك اصبح العراق ساحة مفتوحة امام المتطرفين من اتباع وانصار القاعدة وغيرها من المجموعات والميليشيات المسلحة التي نشرت الموت والدمار في ارجاء الوطن.
اما الكارثة الاخرى، او بالاحرى القنبلة الموقوتة التي زرعت في قلب العراق لتنفجر بين لحظة واخرى، التي حلت بالعراق وطنا وشعبا فكانت توزيع المناصب السيادية وغير السيادية في الحكومة العراقية الجديدة على اساس قومي وطائفي، وهذا الامر ادى الى التعامل مع كافة القضايا السياسية والاقتصادية والادارية التي تهم البلد وتمس حاضر ومستقبل الشعب العراقي بمبدأ الاكثرية والاقلية وضياع مفردة المواطنة من القاموس العراقي الجديد، اضافة الى تهميش طوائف معينة وحرمان ابناء الوطن من التنعم بخيرات البلد بصورة متساوية دون تفرقة او تفضيل على اساس الانتماء الديني والقومي والمذهبي، وبذلك انتهى العراق واقعيا واصبح جماعات وطوائف تتصارع على السلطة من اجل المنصب والمال وليس لتعمير الوطن وخدمة الشعب.
كل ما يحدث في العراق الجديد ( اي عراق ما بعد 2003 ) من مآسي ومذابح وتدمير ذاتي سببه النهج الخاطىء المتبع من قبل الحكومات المتعاقبة على الحكم في التعامل مع القضايا المصيرية، فبدلا من احتواء افراد الجيش العراقي السابق وتخصيص راتب تقاعدي يناسب سنوات خدمتهم اقدمت الحكومة على نبذهم وتهميشهم وقطع مصادر رزقهم ( جزء من المليارات التي تنهب بصورة مستمرة كانت تكفي لارضاء كل منتسبي الجيش السابق وتبعدهم من الانخراط في المقاومة المسلحة )، وكذلك الامر مع البعثيين فبدلا من اصدار عفو عام عن جميع البعثيين الذين لم تتلوث اياديهم بالدم العراقي بدأت عمليات الملاحقة والاغتيالات العلنية ومصادرة الاموال ( او بالاحرى نقل الملكية لاشخاص في السلطة ) دون استثناء احد، وبذلك حولت الحكومة جزءا لايستهان به من الشعب العراقي الى معارضة مسلحة بعد فقدان الامل من قبل هؤلاء للعيش في العراق الجديد.
بناء الوطن لن يتم بفوهات البنادق بل بالتحاور وقبول الاخر، واذا كان قادة العراق الجديد يريدون للوطن ان ينهض ويعيش ابنائه باخوة وسلام عليهم عدم تكرار اخطاء الماضي في احتكار السلطة والتفرد بالقرار وتهميش المقابل وتخوين كل معارض وتصفيته، بل بالعكس من ذلك تماما عليهم الاستفادة من الماضي والعمل بمبدأ ( عفا الله عما سلف ) حقنا للدماء اولا، وثانيا لبناء وطن ينعم بخيراته ويعيش تحت رايته الجميع من كافة المكونات والاديان دون تفرقة او تمييز.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق لا يبنى بالاحقاد ولا ينهض بالشعارات التجارية
- هل من مستقبل لمسيحيي الشرق في بلادهم الاصلية؟
- موقف جميل في زمن قبيح
- محمية لشعب ينقرض!
- تفجيرات اربيل الارهابية ضد من؟
- رؤسائنا متى يتعلمون ؟
- بين مضايقات الحكومة وتصريحات السيد يونادم كنا ضاع مسيحيي الع ...
- سركيس اغاجان فرصة ضيعناها!
- ما هذا كان طموحنا
- البلاد عندما يحكمها القتلة!
- عراقنا الجديد بلا تجديد!
- رسالة شكر من حمير العراق الى الجيش الامريكي
- الاعور بين العميان سلطان
- النائب الاشوري ( يونادم كنا ) ينعت المسيحيين العراقيين بالار ...
- بماذا تختلف باسكال وردة عن طارق عزيز حتى تعاتبه؟!
- متى تصبح مصلحة الوطن اعلى من مصالحكم؟
- الانتخابات الجديدة هل ستغير وجه العراق؟
- برلمان للعرض فقط
- الدم العراقي في احقر المزادات!
- مقترح لبديل عن الانتخابات العراقية


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوهر يوحنان عوديش - هكذا هوى العراق