|
اختيار المالكي رئيسا للوزراء لصالح الكورد
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 19:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اختيار المالكي رئيسا للوزراء لصالح الكورد عماد علي بشكل غير مباشر و دون قصد او من خلال سير السياسة المالكية في العراق، اصبحت كل الطرق مشرعة امام تحقيق الاهداف الكوردية الاستراتيجية، و هذا لم يكن يحصل نتيجة ما يحمله المالكي من الافكار و العقلية و التعامل الحسن مع الكورد، و انما بفعل افرازات ما ينتهجه السيد المالكي نفسه سياسيا و ما يتحرك به و ما يعتمده من الخطوات السياسية التعامل مع الوقائع و ما يسلكه في اداء واجباته كرئيس لوزراء العراق . لو لم تكن الحال و الصراعات على ما هي عليه و العلاقات بين الاقليم و حزب الدعوة او المالكي على غير ما هي عليه الان، لفكر اي منا بان السيد المالكي متفق سريا مع القيادات الكوردية ، وانه يؤدي الواجب و مخلص لما عليه من اداء الواجبات التي من المفروض ان يؤديها و يرجع الدين المعنوي الذي عليه جراء ما كان يعيش في الاقليم و تلقى الدعم الكامل من قبل قيادة الاقليم، و عليه يجب ان يمون الاقليم عليه، كما هو في العرف الاجتماعي . كان لدى تركيا ثوابت تجاه الكورد و ما يحملون و تجاه مدينة كركوك بالذات، و طوال المفاوضات التي اجريت بين الثورة الكوردية و المركز العراقي، كانت لتر كيا اليد الطولى في افشالها، استنادا على ثوابتها السياسية التي اعتمدتها في المنطقة و مع العراق بالذات . اننا هنا لا نتكلم عن تعامل المالكي مع التفصيلات و الدقائق السياسية لما تخص اقليم كوردستان من جهة و الطائفة السنية من جهة اخرى، و بناءا على السنوات الثمانية السابقة انقلبت كل المعادلات و الموازين من العداوات الدائمة بين الكورد و السنة الى الصداقة، و التعاطف الدائم و الاحساس بالتظلم المشترك بين الكورد و بعض من الشيعة الى التشنجات و احيانا الى الصراعات الثقيلة، و به تغيرت مواقف و اراء تركيا و انتهجت سياسة عقلانية فانتهزت الفرصة السانحة، قلبت تركيا ما يجري في العراق لصالحها اكثر من السيد المالكي . و في المقابل، ان انتهاج المالكي لبعض السبل التي تقع لصالح استراتيجية ايران فاصبح الابن المدلل لها، و لكن على حساب الشيعة كمكون و ليس لمصلحتهم الاستراتيجية من ادارة العراق كبلد موحد، لان الصراعات الحزبية داخل البيت الشيعي افتحلت و اثر السيد المالكي على وحدة البيت الشيعي لحد كبير عند المقارنة بين ماهم عليه اليوم و ما كانوا ابان سقوط الدكتاتورية الصدامية . لم يقرا المالكي المتغيرات الدولية ومتطلبات العصر و ما يجب ان يتعامل به اليوم و ليس الامس بشكل جيد، و لهذا، تعامل مع الاخرين باساليب القرن العشرين، فجعله في موقع لا يحسد عليه من كافة النواحي .الا ان سلوكه هذا وقع و انعكس لصالح الاستراتيجية السياسية الكوردية بغير مباشر، فلابد للكورد ان يشكروه بدلا من انتقاده، لانه هو ان لم يفعل شيء و انما هو بالذات الذي بسياساته غير نظرة و سياسة تركيا من حيث الثوابت التي تعاملت بها مع الاقليم الدولي و داخل العراق مع المكونات و التي استمرت عليها منذ عقود . المالكي وحده لا يقدر ان يطبع العلاقات مع المكون السني، و به، ستكون علاقاته المتازمة مع تركيا مستمرة، و تتمسك ايران بها اكثر فاكثر و هذا ما يغيض تركيا و تتعامل حسبما يفيد الكورد . و سيكون المالكي ضعيفا سياسيا اكثر مما نتصور و يمكن فرض ما نريد عليه سياسيا اكثر من غيره الذي يمكن ان يسايس اقليم كوردستان و جميع دول الاقليم و ونخرج نحن من المعادلة فاضي الوفاق، لان الواقع لم يبق كما كان قبل مجيء داعش و غضب السنة . لهذا، اننا لو ابتعدنا عن الاحاسيس و المواقف الشخصية و نسينا تعاملات المالكي السياسية اليومية التي انعكست عليه سلبا اخيرا، اننا نعتقد بان الكورد ان اختاروا المالكي لولاية ثالثة، و تفاهموا معه بشكل سري جدا و اجبروه على التنازل على الكثير من السلبيات التي اقترفها خلال سنوات حكمه و بشكل موثوق، فانهم المستفيدون اولا و اخيرا. هذا من ناحية المعادلات الاقليمية و ما تتطلبها المصالح الكوردية بعيدة المدى و لا توجد العاطفة في السياسة و لكن الاخلاق من اهم المباديء و القيم التي يجب ان تُعتمد، فان خالف المقابل هذه الاعمدة فيمكن ان تتعامل معه بما عمل و بما سار عليه، و لكن المصلحة فوق كل شيء في السياسة . لا يوجد الخجل في السياسة، و اليوم فبل غد هو الاكثر ملائمة لتقارب كتلة المالكي مع الكورد، من اجل التفاهم و الاتفاق السري الكامل، ليس من اجل عيونه و انما من اجل ما يهمنا اقليميا و داخليا، اذ اننا نضمن تعامل تركيا و نجعل سياسات ايران اكثر عقلانية و معتدلة تجاه الكورد و نبقى نحن بيضة القبان لحين الوصول الى الهدف الاستراتيجي الكوردستاني الاهم الذي ينتظره الشعب الكوردي و خلال هذه المرحلة من حكم العراق .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تطول حال العراق كثيرا
-
ما يحصل لاقليم كوردستان
-
لسانك حصانك ام ........ ايها العراقي
-
اهداف اي محور تقع لصالح كوردستان
-
العراق، حرب الطائفية و ليست حرب الطائفيين فقط
-
نحن ضد التفرد في بغداد و نتفرد في كوردستان
-
هل يعيد المالكي اخطاء الاسد
-
الانتماء وما تفرضه المصلحة العليا
-
مؤتمرتطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل
-
من يحصد ما زرعته امريكا في العراق
-
ما هي الاولوية في ايجاد منفذ للعملية السياسية في العراق
-
هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟
-
دعو كركوك و المدن المستقطعة بسلام
-
داعش نتاج العقليات السائدة
-
ما الموقف المناسب لاقليم كوردستان في هذه المرحلة
-
سيناريوهات ما بعد مجيء داعش
-
ثورات الربيع العربي و الخريف العراقي
-
كيف يمكن تفادي اطالة سفك الدماء في العراق
-
الاستقواء بالخارج ام تنظيم البيت الداخلي
-
ساندت امريكا المالكي و تحمله مسؤولية ماحصل ايضا !!!
المزيد.....
-
أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة
...
-
إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات
...
-
الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة
...
-
فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع
...
-
بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه
...
-
عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع
...
-
رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير
...
-
رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
-
بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري
...
-
بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|