جودت شاكر محمود
()
الحوار المتمدن-العدد: 4499 - 2014 / 7 / 1 - 13:48
المحور:
الادب والفن
"إلى حسناء مدن جنوب المتوسط، الفاتنة التي خلبت العقول،
واحتضنتني لأعيش أجمل أيامي، طرابلس عروس البحر"
عندما تنسحب أشعة الشمس
وهي تجر أذيال دفئها
أُحلقُ بعيداً
إلى عالم من الزمردِ الأخضر
هناك في جزيرةِ الأبنوس
وعلى ساحلِها الشمالي تركت بضعا مني
حاولت أن أزرع بعض من لمساتي
بين بساتين نهديها
لحظتها..أضعتُ كل خوفي وحيائي
ويداي تتلمسان منحنيات الأضلاع
وتقيسان المسافات والمتعرجات
منحدرتين لتصلا بؤرة
مركز دائرة الوجود
في تلك اللحظاتِ المسروقة
من الوجودِ اللامرئي
والثواني المثقلة بالحيرةِ.....تشدني
نحو نشوة من العسل
لتبحر بي بعيداً.. بعيداً عن الرتابة والملل
والحنين للأصوات المتصاعدة
ولترددات الصدى المتباعدة
عبر المسافات المنحنية من العفةِ.. والخجل
تبتسمُ وتتنهدُ باشتياقِ الرضيع
نظراتُها تومئ لي
كانت نصف مستثارة.... والشوق المتبلور على ملامحِها
في لحظة سادها الهدوء
سبقت اختزال الأبعاد والمسافات
لتزيل كل الجدران
لتطبق بكلتا اليدين والشفتين
وتطلق نار قذائفها
وتهد كل حصوني وموانعي
لأسكر ولبعض ثواني بنشوةِ خمرتِها
ونضيع بين الاهتزازات المشرقة
والخفقات المضيئة
وتسحقُني بقطيعٍ من ديناصوراتِ العواطف
وعندها يتوقف الزمن
لتتفتح سيقان الرغبة
أنحني لأتذوق طعم الثلج العسلي
#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)
#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟