محمد طلال
الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 21:10
المحور:
الادب والفن
جلجل بصوت عنيف قاس :اصمت يا ابن الكلبة ! توقف وإلا... !
قال: هل الرجال يبكون ؟ أيبكي أمثالك؟ !
حشر في زنزانة مظلمة دامسة وباردة حفرة من حفر جهنم جحيم بشرى لا مغفرة ولا رحمة... رائحة الرطوبة تزكم الأنوف وخرم صغير مخصص لقضاء الحاجة.
يتسلل إلى الزنزانة خيط نور رفيع عبر ثقب ضيق جدا ،تتلقفه بشراهة الأجساد المشوهة المتزاحمة في هذه الحفرة والغارقة في تبرم وأنين مذوي ! تسمر في مكانه فاقدا للوعي عاريا ملقا على الأرض وضاما أطرافه إليه، فيما قطرات ماء الصنوبر تخترق أذناه في إصرار مخلفة صداعا رهيبا... "شقاء الدنيا لا ينسيه نعيم الآخرة".
لم يبق من صورته الإنسانية شيئا الرضوض تكسوا عينيه وأسنانه مبعثرة والدماء متدفقة من مخرجه. كان الحارس على بعد خطوة منه في حالة غضب عارم فرغم شدة التعذيب وحدته لم تشفع لهم من قسوته وحنقه عليهم.
ـ أجبني : لماذا تضللون البلاد والعباد؟! أنتم كفرة تهددون الأمن والإستقرار وتفسدون في الملة والدين !
ـ أيها الوحش الكاسر الأخرق جاهل أبله وشديد الإيمان. أنا أشفق عليك. امتلأ غيظا وقذفه بحذائه الثقيل. جثا على الأرض ممتقع اللون مرتجفا لكنه يبتسم ساخرا رغم الألم رغم الدموع والبكاء... رغم كل شيء يبقى المعنى خالدا.
ـ عن أي معنى تتحدث دودة مثلك !
ـ أنا أناضل في سبيل حب الإنسان والحياة.
ـ أسكت يا ابن "الق.....بة " هذه زندقة... أنت تسعى وراء معانيك إلى القوة، وأنا أقوى. حياتك لا معنى لها.
ـ أجابه في تمرد وعناد :إذا كانت الحياة رتيبة قذرة مشبعة بالجهل والعبودية... أنا لا أريدها. كثلة الحشود ذباب الساحات العمومية غارقة في ملذات مبتذلة وحقيرة... أبدا لن أكون واحدا منهم.
أجد كلامك حافلا بالهيبة والشرف ! ألا تعرف أن زوجتك المصونة تعيش على الرصيف تتبرج وتتأنق كل ليلة... لتطعم عيالك؟ ! فهل لوجودك من معنى؟ !
#محمد_طلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟