صبري هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 4497 - 2014 / 6 / 29 - 16:57
المحور:
الادب والفن
تَرَكْنا الضِّفافَ وَبَلَغْنا أعماقَ الليلِ
غادرَ الروّادُ وتَفرّقَ النّدلُ
ثمَّ أُغلِقتْ كلُّ الأبوابِ وانفضَّ الحفلُ
وحارسُ الأسوارِ مازال بِبُرْدَةِ التاريخِ يَتَلَفعُ
يا هذا الحارسُ فاصْحُ
ففي غيابِكَ اُغتُصِبتْ أَسْيجةُ الليلكِ
وتحطّمَ زجاجُ المَعْبدِ
ونحن مَكَثْنا نجتَرُّ ما دارَ على صدرِ الوقتِ
نرقبُ ، بِوَلَهٍ ، سريانَ الموسيقا في موجِ الأجسادِ
أيها الحارسُ الذي غاب منذُ حينٍ في سكرةٍ
هنالك .. خلفَ تلكَ الأجمةِ كائنٌ يترصّد
وراء أستارِ الغَفْلَةِ يَتَنهّد
ينتظرُ باباً على الرؤيةِ تَنفَتِحُ
فيما الأبوابُ توارتْ
زَهدَتْ بالوجوهِ واختفتْ
ربّما ارتحلَتْ
أجلْ قيلَ تباعاً ظلّتْ تَنسحبُ وتَرتحلُ
إنّما في العتمةِ كائنٌ مازال يَتصيّد
على بُعدِ رميةِ حجرٍ ظلَّ يَترقّب
دعْهُ إنْ شِئتَ يَدْخُلْ
إلى زهوِ الساعةِ فليدخُلْ
فنحن بَلَغْنا عمقاً سحيقاً في الديجورِ
حَلِلنا في جسدِ الهواء
وبِنا حلَّ الهواء
دَعْهُ يُسددْ طَعنةً نحو الهباء
ليشفِ مِنّا غليلاً
دَعْهُ يَرمِ روحاً .. خواء
21 ـ 6 ـ 2014 برلين
***
#صبري_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟