أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأعراب والعربانية وصورة المعرفة














المزيد.....

الأعراب والعربانية وصورة المعرفة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4496 - 2014 / 6 / 28 - 15:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأعراب والعربانية وصورة المعرفة

من أهم إشكاليات العقل والفكر العربي بالذات ليس الانتماء للبداوة كنمط أجتماعي واقتصادي منتشر في بقاع كثيرة من العالم وقد تحولت الكثير من المجتمعات تبعا لقانون العمل الأقتصادي من نمطية إلى نمطية ومن خلال الوعي بالزمن , الإشكالية ليست في هذا الجانب إنما في عدم قدرة المجتمع العربي عموما من أن يتجاوز أنتماء عقله للعربانية الفكرية أي أن يتحول الإنسان من إعرابي إلى كائن إيجابي يفهم أن الزمن قيمة مطلقة ومؤثرة وقائدة وعليه أن يتماهى مع الزمن روحا وليس ظاهرة فقط .
عليه أن يتخلص من عربانيته التي يؤمن بها على أنه مركز الكون وأن الله ما خلق شيء إلا لأجله وأجل ناقته وأن قيمه هي الحقيقية وأن ثقافته هي الأصل لذا لم يجد الله أفضل منه ومن ثقافته حتى يرسل أخر الرسالات , على الإعرابي أن يعي أن العرب شيء والأعراب شيء أخر أما أن يختار الزمن والتطور والتجديد الجوهري بمـأخذ المعطيات أو أن يجلس في خيمته ينتظر أن ينزل الله له ويقول أن الأعراب ليس أشد كفرا ونفاق بل وأشد جهلا وتخلفا وسذاجة من كل الخلق .
العربان يأخذون النص الفكري والمنتج المعرفي كما هو دون أن يتمعنوا أن الولادات الفكرية لا تأتي من فراغ ولا من عبث ممن أرسلها أنها منظومة مرتبطة برؤية كونية من أول الوعي التأريخي وانتهاء بالقدر الخلقي ,وأنها أيضا مرتبطة بسلسة من العلل والأسباب والمؤديات وأن هناك معطيات لا بد أن ترتبط بالنص وهناك غايات العامل الذي يجمع هذه الحقائق كلها هو الزمن الذي يمر ويحمل معه التغيير والتحديث وعلى الفكر أولا أن يتغير في كل لحظة من خلال القاعدة التي ينطلق منها العقل والوعي بالعقل قبل الوعي بالزمن , على الإعرابي أن يعي في كل مرة أنه ضمن سلسلة طويلة ومتعددة ومتشعبة من الارتباطات ومنتظمة وفق إيقاع كلي متى ما تخلف عنه لفظته خارجا .
هو لا يعي أن النص الفكر والمعرفي أو أي منتج أخر ى ينتمي له بل ينتمي لرؤية كلية أنتجته بمعزل عن مراعاة حال محدد , الكليات لا تلحظ الجزئيات إلا من خلال تتبع الأخيرة للأولى ,أي أن المنتج المعرفي لم يأت اختراع مسخر له بل استجابة لواقع محكوم بالحاجات والضرورة والمماهات مع حركة الوجود كله التي نختصرها بالحركة بالزمن بالمستقبل , هم يأخذون كأعراب النص المعرفي حكم منعزل عن الواقع وعن الوقائع ويتم حشوه بالدماغ دون تدبر ولذا فان كثيرا من النصوص القرآنية ذمت هذا الوضع كما جاء بمثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو أن تتركه يلهث أو الحمار يحمل أسفارا ولا يعلم أنه يحمل خلاصة الحكمة وجوهر المعرفة لأنه قد أمن بعقله عقل حمار لا تعنيه المعرفة ولكن يعنيه الحمل أكثر في اشارة إلى حمل ما لا تعرف ما فيه .
الأعراب اليوم في ظل عالم مادي مدعوم بقوة مادية مؤثرة وفي ظل حرب مستمرة وجودا وعدما يريدوا فقط أن يعيدوا حكاية قصة حدثت منذ الف وخمسمائة سنه بكل تفاصيلها فقط المتغير الوحيد فيها أن يستبدلوا الخيمة ببرج خليفة والسيف والرمح بالقاذفة والصاروخ ,زعماء الأعراب اليوم هم نفسهم أمس بل أكثر غباء لأن الأولين كانوا خاضعين لحكم عالم محكوم بالتخلف ونقص المعرفة وسكون طبيعي بيئي وواقعي , أما زعماء الأعراب اليوم كل شيء بمتناول اليد ويمكنهم أن يفحصوا عقولهم ومؤدياتهم الإيمانية بكل بساطة وبمنتهى الدقة والشفافية وهم يعلمون أنهم مجرد عالة على التاريخ وعلى الحاضر وأنهم مرض المستقبل ومتأكدون من ذلك ومع هذا وذاك يصرون أن يجتمعوا في سقيفة الأعراب هناك عند ضواحي مكة المتربة وفوق الرمال بعنوان مخادع هو الأصالة والتجذر .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجديد العقل أم تجديد النظام العقلي
- الحجارة والتراب _ قصة قصيرة
- اللعنة
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح2
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج1 . من رواية النرجس والرم ...
- الفصل الأول _ ربيع النرجس والرمان ج2 . من رواية النرجس والرم ...
- مباعث التغير والإنقلاب في المجتمع السعودي _ ح1
- حورية النهر الميت _ قصة قصيرة
- عباسيات 4
- عباسيات 1
- عباسيات 2
- عباسيات 3
- أحلامنا وعشب الحدائق
- إسلام سلام وإسلام حرب . ح3
- إسلام سلام وإسلام حرب . ح4
- ترانيم بغدادية في صباحات الشروق
- إسلام سلام وإسلام حرب . ح1
- إسلام سلام وإسلام حرب . ح2
- الفكر الإقصائي ومشكلات التدين
- الهروب من عزرائيل


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الأعراب والعربانية وصورة المعرفة