الصديق بودوارة
الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 22:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(1)
ما حدث الاسبوع الماضي في ليبيا قد يبدو حدثاً محلياً لا يهم إلا الليبيين وحدهم ، لكنه في الواقع علامة دالة قد تمنح دول الجوار بصيص أمل في أن صوت التعقل لم يغب بعد عن الليبيين ، وهذا الخدث يتمثل في مصالحة عشائرية مهمة تم التوصل اليها بشكل جدي وحاسم بين مدينتين ليبيتين فرقت بينهما أحداث السياسة وجمعتهما النزعة القبلية والاحساس بالخطر على ما يتهدد البلاد ، والمصالحة تمت بين "ورفلة" و"الزاوية" ، وهي المصالحة التي أخبرتنا أن الصورة ليست قاتمة إلى هذا الحد .
(2)
بصيص من ضوء ، منحه لنا هؤلاء الأخوة الذي يجري في عروقهم دم واحد ، وأخبرنا بعد يأس أن الأمل لم يمت بعد .
(3)
برغم كل ما يجري ، لازلت أؤكد أن لا مخرج لليبيين لإنقاذ بلادهم إلا الحوار ، والحوار وحده هو خشبة الخلاص في خضم هذا الموج المتلاطم من الخطر .
(4)
ربما ، نحن بأمس الحاجة الآن إلى صرخة محبة وسط بحر الكراهية هذا ، فالمحبة وحدها هي الخيط الذي سيرشد هؤلاء إلى مخرج النجاة .
(5)
المحبة ، أن يمد الليبي يده إلى أخيه ، وأن يحتضن الليبي أخيه ، وأن يتعاضد الليبيون من أجل أن لا تضيع ليبيا .
(6)
المحبة ، ذلك الوهج الذي ينبغي أن يكون له الآن مريديه وأتباعه ودعاته ، ربما نحتاج الآن إلى "غاندي" ليبي ، يحمل كفنه ويرحل بين المدن والقرى داعياً الناس إلى كلمةٍ سواء .
(7)
المحبة ، لا تستغربوا الكلمة ، ففي جوفها يكمن الحل ، قد يبدو الطرح ساذجاً في مثل هذه الظروف ، ولكن الملاذ الأخير يكمن هنا ، والتحدي الأعظم يسكن معنى هذه الكلمة بالذات ، والمعركة الكبرى التي لن ينجو الليبيين إلا اذا انتصروا فيها هي هذه المعركة بالذات ، أن يحضن الليبي أخيه ،وأن نستبدل ثقافة الكراهية والإقصاء والعزل بلغة الاندماج والتسامح والغفران والمودة .
#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟