محمد عبد الله دالي
الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 12:07
المحور:
الادب والفن
أصر أن يخرج هذا اليوم رغم طلب زوجته ورجاءها له أن يبقى هذا ليوم لمه ،عقب لمساعدتها ،لسؤ حالتها الصحية ، عقب على طلبها :ـ
ــ عندما أعود ، لأني أوعدت صديقي لمساعدته في إصلاح محله الذي دمره الانفجار قبل يومين .
أذعنت أخيرا لطلبه ،ودعها قائلاً:ــ
ــ لا تنزعجي سأفي بوعدي..صدقيني .
غادر البيت وهو يتمتم بكلمات غير مسموعة ،دلف يمينا الى وسط السوق ،امتزجت أفكاره مع صيحات الباعة ،كانت تقاسيم ،وجهه غير راضيه على أسعار السوق
ـــ أجاب على سؤال افتراضي من بائع متجول ،الأسعار لا تحتمل وَسَعَ من خطواته ، للوصول الى محل صديقه ،وقع نظره على عناوين الصحف المطروحة على الرصيف ، استطلع قسم منها ، تأجيل بعض القوانين .. عدم الاتفاق على القراءة الثانية لقانون الأحزاب ،تأجيل قانون التقاعد . تحسر قائلاً :ــ
أريد ان أعرف متى تتفق هذه القوى على السير بالبلاد الى طريق الأمان واصل السير، وقد أتاح لنفسه التحليل والاستنتاج للوضع الراهن في البلاد ، قطع نداء احد معارفه سلسلة أفكاره ، وجه نظره نحو المنادي قائلا :ــ
ـ نعم .
ــ نريد ان تذهب معنى إلى الطب العدلي ، للاطلاع والشهادة .
ــ قد أوعدت صديقي هذا اليوم ، لإصلاح محله الذي دمره الانفجار .
ـــ ذهابك معنا هو لصديقك ،لان أخيه استشهد في انفجار في مكان أخر ، ونتيجة لشدة الانفجار ،لم نتعرف عليه بشكل دقيق نتيجة للحروق التي أصابته ،وفقدان بعض أعضائه واختلاطها مع بعض الضحايا ،وحتى نحصل على شهادة له موقعه من الطب العدلي ،بأنه شهيد .
ــ وقف مذهولاً وهو يقول .الى متى نبقى ندفن من نحب ، وفي اليوم الثاني نتحدث عن الانفجار والإرهاب ، وكأن شيء لم يحدث .
استجاب لنداء صديقه ،وهو يتعوذ من الشيطان ،..وبعد الفحص والتأكد من سلامة الضحية ، وافق الطبيب على توقيع الشهادة ،لأن حتى الأرض في بلادي لا تقبل الضيوف إلا بشهادة .
محمد عبد الله دالي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟