|
ثقافة مقاومة العدو ( الفريضة الحقيقية الغائبة )
صلاح الصادق الجهاني
الحوار المتمدن-العدد: 4495 - 2014 / 6 / 27 - 02:02
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
الأمة العربية في الوقت الراهن تشهد انتكاسة علي كافة المستويات، ولعل وقفه بسيطة في تدرج مع عقود ماضية من الزمن إلي ألان تجعلك تعي تماما حجم ما وصلنا له من تردي وتراجع. الخمسينات والستينات كانت هناك زخم جماهيري، وانطلاق غير مسبوق للمشروع النهضة العربي الذي أعطي الأمل لأبناء هذه الأمة ولامس قلوب كل الجماهير، ووضعت الأمة العربية إقدامها علي الطريق الصحيح، لم تعطي ثورة يوليو المجيدة لأبناء الأمة العربية الكثير مما وعدت، لكن أعطتهم الأمل بان هذا الواقع البشع ليس قدر ولكن يمكن تغييره.حرب يونيو أو ما عرف بنكسة يونيو، أفقدت الكثير من ذلك الجيل ذلك الاندفاع والقوة والحماس، ولكن النكسة الحقيقية كانت في رحيل الرمز الذي أشعل تلك الثورة وعبر ولامس واقع تلك الجموع. رحل الزعيم "جمال عبد الناصر" ولم يكمل ما بداء وجاء السادات وادخل الشيطان الأكبر للبيت "طلبنا منه قشه إعطاء الجمل بما حمل"هكذا قال هنري كيسنجر عن الرئيس السادات في مذكراته، السادات الذي أعلن سياسة الانفتاح فقضي علي الصناعات الإستراتيجية وتلاشت في عهده الطبقة الوسطي التي كانت تحمي التوازن والنسيج المجتمعي المصري، فتحول المجتمع من نمط المجتمع الإنتاجي إلي نمط مجتمع استهلاكي، زادت البطالة بمعدل زيادة تبعية مصر للخارج تحالف. السادات مع تيار الإسلام السياسي لمحاربة كوادر ثورة يوليو وأبناءها، أخير وقع اتفاقية السلام واخرج مصر من دورها الرائد في قيادة الأمة العربية. وأعلن إن 99% من أورق اللعبة في يد الولايات المتحدة الأمريكية، رافع شعار حرب أكتوبر أخر الحروب، نهاية المقاومة للنظم العربية وبداية سلام الحمائم. السبعينيات والثمانينات الزمن الجميل ظلاله كانت موفورة، صمود تصدي مقاومة الفلسطينية وصدي عملياتها مازال يسمع، جيوش عربية وقادة وقمة ومقاومة ورفض للسلام الزائف والتطبيع. دخول القوات العدو الصهيوني إلي أول عاصمة عربية " بيروت " التسعينات ونهايات القرن احتلال أول دوله عربية، تعاون وسباق عربي علي مساندة ذلك، وإعدام أول رئيس عربي ممالك الزيت تحمل المشعل وتقوم بدور الوكيل للقادم للمنطقة، تجيش الجيوش في أفغانستان بنيابة تمارس الخيانة لحليف الأمس الاتحاد السوفيتي، تعطي القواعد، تنفق، تتآمر مقابل تلك العروش الزائلة الملوثة بالدم والخيانة، تقتات علي البقايا حتى وان كانت الوجبة علي قياس ـ سيكس بيكو ـ قطع هزلية للممالك كرتونية. تل أبيب أمنة مواقف الحافلات منتظمة امن مطاراتها كسول مسترخي، ربيع بدون خضرة دم ونار وهدم، موت علي الأرصفة، أكل قلوب وأكباد، طائفية تنضح برائحة كريهة مثل خزانات الصرف الصحي.شيوخ تتقي طائفية يختلفون علي كل شي، مرجعيتهم ومدارسهم وتسمياتهم حتى الملابس والعمائم وأنواع السواك، فالتشرذم أهم خصائصهم، لكن يتفقون في شي واحد جميعا أن التحرير لا يبدأ من القدس، بل من ألداخلنا بتفكيك كل دولة عربية والقضاء عليها!! . حتى أصبحنا إمارات بدون جيوش، عواصم بدون سيادة وهيبة، كل يوم يعلوها الدخان وأصوات الرصاص، مدارس مغلقة وأجيال جديد عقلها يغتصب. سؤال من جند الديانات ووحد أهدافها مع أهداف ومخططات العدو، تفرقة ، طائفية، تكفير، تجهيل، تدمير، قتل علي الديانة أو المذهب او الهوية أو زوجة جميلة ،من اخرج ابن تيمية من قمقمه؟، ليعود بنا إلي عصر القدرية و الانهزام للتتار " أمير كافر عادل خير من أمير مسلم ظالم" حقيقة لكن، لماذا تكفر وتقتل المسلم أخيك وتنصر التتار؟ أليس هولاكو هو اوباما، أليس هولاكو هو الماضي الذي استسلمنا له وأمريكيا هي الحاضر التي نطلبها بتدخل ونصرتنا علي بعضنا البعض. هذا هو الحضيض يا سادة انظروا لقاعه، وانظروا كيف كنا وكيف ننحدر؟؟؟ لكن الواقع البشع هذا ليس قدر بل يمكن تغييره إلي الأفضل" هكذا تعلمنا وهكذا قال لنا وهو يبني. لكن علينا الإجابة علي سؤال: هل تلك الهجمة الشرسة التي تدور رحاها علب امتدد الوطن العربي هي هجمة ثقافية ونفسية أم جوهرها هو الصراع العسكري الاقتصادي ؟ وهل مقاومة تلك الحرب الثقافية هي معركة دون كيشوتية وهمية يقود مثقفون مترفون يبحثون عن دور في ظل غياب قسري عن المشاركة السلطوية فرضته النظم العربية . المقاومة الثقافية ليست بالقصيدة والمقالة أو اللوحة الفنية أو إي نوع من أنوع النتاج الأعمال الأدبية بل هو كل فعل وفكر يستند الي منظومة فكرية، المقاومة المسلحة هي نتاج فكري لثقافة المقاومة يعزز قيمة الوطن ويعزز القيم من حق وخير وعدل والجمال. المقاومة الاقتصادية هي حين يقرر الفرد والمجتمع تحمل خسارة اقتصادية لنفسه لمنع الربح عن العدو الغاصب، وإعادة مفهوم المصلحة ليتجاوز مفهوم المصلحة المادية الآنية، أنها تعبئة علي كافة الأصعداء. الثقافة العربية نظرا لعمقها ما تحمل من تناقضات فنجد ثقافة الاستسلام وثقافة المقاومة جنب إلي جنب ويشرعن لكل منهما باسم الدين أو معروف" بفكر الطاعة " التي يتم استخدامها لأجل طاعة الحاكم وتطويعها بالتالي لطاعة العدو إلا إن الثقافة الإسلامية بمجملها تعتبر ثقافة مقاومة للأجنبي المحتل، رغم التطويع المستمر المعاكس لهذا الإجماع وذلك بفرض أنماط تفكير تواكلي والسلبي وتغليب النص المفسر لمصلحة علي العقل بما يجعل هناك تناقض مستمر بين الفكر والممارسة. المقاومة هي الوسيلة ثقافة المقاومة وروح المقاومة والإيمان بالمقاومة، هو السلاح وهو الإرادة التي تغير كل شي. بيروت 1982 يدخلها جيش الكيان الصهيوني، العرب علي شاشات يتفرجون، ولا، ينتظروا من حكامهم شي. وكانت المقاومة في البداية بالأسنان كانت ثم جاء المدد، روح المقاومة الحقيقية لم تفرق بين سني وشيعي او درزي او ماركسي او قومي شمالي وجنوبي الجميع صهروا في بوتقة واحدة، كان هدفهم واحد، لم يوجهوا أسلحتهم لبعضهم البعض، لم تفرق المقاومة بين الأخ وأخيه، كل مراقبين المشهد اجمعوا بعدم جدوى المقاومة، الجميع كانوا صادقين وفق المعيار الخاصة بهم والمتعرف عليها، لكن، المقاومة كانت لها معاييرها ومفاهيمها ومصالحاتها، التي لم تخضع لموازين القوة وقطبية العالم الجديد وترسانة الأسلحة والتفوق الصهيوني لم تلتفت للجغرافيا او ثلة السياسيون المتناحرون في ساحة لبنان الذين يقتاتوا بالخيانة، ويحجون للخارج ويلامسوا الحجر الأسود في البيت الأبيض. وكانت المقاومة فكان الاستشهاد الحقيقي في المكان الحقيقي. سناء محيدلي عروس الجنوب كما طلبت في وصياتها إن تسمي، 300 قتيل من المارينز الأشاوس تقتلهم امرأة عورة, امرأة من المقاومة واحدة فقط تملك خيار الموت تقول كلمتها ارحلوا عن بلادي فيرحلوا، حتى قبل إن يتكلم الرجال، لله درك ياسناء، سميرالقنطار ينفذ عملية دخل الكيان الصهيوني، الفاتورة كبيرة 20 مليار تكلفت احتلال العدو لجنوب لبنان، والمقاومة مستمرة أعطت ظهرها للسلطة وللكراسي، صمت أذانها عن الطائفية المقيتة المفرقة، ومطرقة المقاومة شديدة في هدوء واتزان تنصب علي العدو،والعدو يكابر يهدد، يجتمع قادة العرب في لبنان يعرضون السلام ويعرضوا أكثر مما يطلب منهم، لكن العدو يستهزئ بهم ويعرض إنتاجه من الجيل الجديد من مدرعات المركابة التي لا تهزم، ويتحسرون القادة لتضييع العدو هذه الفرصة ليريح ويرتاح. الراحة في أحضان القدسيين وفي ثراء بلدي المحرر، هكذا تكلم احد إبطال المقاومة اللبنانية مسيحي الديانة،عشر سنوات تمر من المقاومة والضربات تشتد، العدو يترنح، يستنزف ثم يستنزف، إعلام المقاومة ينقل الحقيقة وينقل بالصوت والصورة كل عملية يكذبها العدو، جثث، خسائر، رعب،خوف. كل ذلك كانت تصدره المقاومة للعدو مقابل صمود الوطن المقاومة. نرحل بشروط، هكذا قال المغتصب الصهيوني المقاومة ترد... لا نرحل بجدول زمني وبدون شروط، المقاومة ترد ...لا نرحل بدون شروط أو جدول زمني، المقاومة... لا المآذن تكبر.... والكنائس تقرع الأجراس.... المقاومة تتقدم والعدو يهرب، يترك العتاد والأسري والخونة جنود العدو يجتازون الأسلاك فرار بأنفاسهم، يتحرر الوطن في ذلك الصباح البهيج، حررت المقاومة الأسري، ولم يقتل احد حتى الخونة من جيش حداد سلموا للعدالة، لم يخدش منهم احد.ثم كانت حرب تموز التي لا تستطيع الكلمات إن ترويها. وكانت مقاومة روح تستنهض الأمة العربية وهي تحتضر، وتعري الجميع وتنسف مشاجب القوة العدو التي يعلقون عليه ضعفهم ، يا أصحاب الدعارة ماذا فعلتم بطائفيتك وانتم تدسون الدسائس لمشروع الكرامة العربية لزعيم عبد الناصر مع الشاه، ماذا فعلتم بطائفيتكم وانتم تحاربون في أفغانستان صف بصف مع كل أشياع العالم وليس الشيعة فقط، ماذا فعلتم بطائفيتكم وانتم تستبيحون العراق أم كانت في غفوة وإسقاط نظامه كونوا رجال كونوا اقويا لا ترضخوا لنداء عروشكم وملذاتكم، وكونوا كما يجب وتقولوا لا كما تدعون كذبكم زيفكم أبشركم مصيره الزوال .
#صلاح_الصادق_الجهاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقف حركة الإنقاذ الوطني الإسلامية الجزائرية من حقوق المرأة
-
امستقبل الاسلام السياسي (بين الواقع واليوتيبيا)
-
الثورات العربية والصراع العربي الصهيوني بين التحرر وتبعية
-
ثورات العربية والصراع العربي الصهيوني بين التحرر والتبعية
-
بدايات ومراحل تطور جبهة الإسلامية للإنقاذ الوطني الجزائرية
-
الحركة الوهابية وقضية حقوق المرأة
-
حركة النهضة وقضية تطبيق الشريعة
-
حركة النهضة التونسية وقضية العنف
-
حركة النهضة التونسية وحقوق المرأة
-
حركة النهضة التونسية وقضية الديمقراطية
-
حركة النهضة التونسية رؤية متطورة
-
موقف جبهة الوطنية للانقاذ الجزائرية من قضايا الديمقراطية وال
...
-
النخب السياسية والقضايا المصيرية (بين سيكس بيكووسد النهضة)
-
بدايات ومراحل تطور حركة الإخوان المسلمين
-
دراسة في مفهوم الاسلام السياسي
-
موقف الحركة الوهابية من قضايا العنف والديمقراطية
-
قراءات في ظاهرة الاسلام السياسي
-
النص الإبداعي بين القيمة المضافة والمحكمة
-
الوطن بين المصالحة الوطنية والعزل السياسي
-
انتلجنسيا الزيف
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|