أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد














المزيد.....

الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ربما أنت مع هذه الفئة او تلك, لكني اتمنى عليك الآن أن لا تسقط موقفك الذاتي أو الفئوي على مشهد أحاول أن أقترب منه بعيدا عن الإستنتاجات المعلبة الجاهزة. بعدها سيكون بوسعك أن تتذكرأن كل الصراعات السابقة في عراق العصر الحديث كانت تجري في ساحة الإختلاف على تكوين السلطة (عسكرية, مدنية) أو تكوين الدولة (إشتراكية, رأسمالية, قومية, وطنية), وإن الفئات التي كانت تخوض ذلك الصراع خاضته في ساحة الإختلاف على الدولة وليس في ساحة الإختلاف على الوطن.
الشيوعيون الأمميون, الذين كانوا يتطلعون لإمة عالمية واحدة, كانوا حريصين في الوقت نفسه على ان تذهب الدولة العراقية الوطنية الإشتراكية برمتها إلى هذا العالم من خلال أيديولوجية طبقية تجمع تحت مظلتها جميع العراقيين.
البعثيون القوميون من جهة أخرى, والذين كانوا يتطلعون لأمة عربية واحدة, كانوا أيضا يطمحون بذهاب كامل الدولة الوطنية إلى دولة الوحدة. وتحت سقف نظريتهم القومية إجتمعت مختلف الأقوام والأديان والطوائف.
أنصار الدولة الوطنية الخالصة المناوئين أو من غير المؤمنين بالأيديولوجيتين, الماركسية أو البعثية, يؤمنون أن العراق يستحق ان يعيش كدولة وطنية مستقلة بذاتها ولذاتها, لخصوصيات إجتماعية وثقافية ينبغي إحترامها.
وحينما قاد الزعيم قاسم حركة تبديل الدولة من ملكية إلى جمهورية فإن الإيمان بالوطن العراقي ظل راسخا تماما كما كانت عليه الحال في ايام النظام الملكي. ويمنحنا ذلك قناعة بأن التناقض بين النظامين الملكي والجمهوري لم يكن يتحرك في ساحة الإختلاف على الوطن بل كان تحرك في ساحة الإختلاف على السلطة والدولة.
وحتى ابان الصراع الدموي بين القوميين والشيوعيين في نهاية الخمسينات من القرن الماضي فقد ضمت تلك الفئتين السياسيتين عناصر من مختلف القوميات والطوائف, وكان القاتل والمقتول من نفس الطائفة. وكانت مدينة (عنة), السنية , دارا للعديد من الكوادر الشيوعية المعروفة (عامر عبدالله), أما الناصرية الشيعية فقد كانت دارا للعديد من كوادر البعث, وفي مقدمتهم أحد أبرز مؤسسيه وقائده لسنوات (فؤاد الركابي). ويكفي الشيوعيين أن أحد مؤسسي حزبهم وشهيدهم الاول كان مسيحيا (يوسف سلمان), أما البعثيون فقد تبعوا زعيما مسيحيا هو مؤسس حزبهم ميشيل عفلق في حين ان حركة القوميين العرب كانت تتبع قيادة أبرز رجالاتها مسيحيا هو الدكتور جورج حبش.
كل الصراعات, حتى اشرسها دموية, جرت في ساحة الإختلاف على السلطة والدولة لا على الشعب والوطن. ولقد ظل الصراع يتحرك في إحدى الخانتين أو فيهما معا. لكن الحال سرعان ما تغيرت حينما أطلت الأحزاب الإسلاموية علينا, إذ زحف الصراع من كونه صراعا على سلطة ودولة لكي يكون صراعا على وطن.
لقد أحدثت هذه الأحزاب شقا عموديا بين أبناء الوطن الواحد, ومهما كانت إدعاءات تلك الأحزاب بأنها تمثل الإسلام عامة, إلا أنها ظلت في حقيقتها تمثل المذاهب, ناهيك عن أن الإسلام نفسه هو إسلام مذهبي, ويعرف الجميع أن كل ما كان يدور بين المؤسستين حول الوحدة الإسلامية لم يرتقي حتى إلى مستوى الحوار الجدي من أجل الوحدة, وإن الجانب السياسي قد تقدم كثيرا على الجانب الفقهي لذلك كان الإختلاف السياسي يعطل الإتفاق الفقهي, بل ويزيد الفقه إختلافا. مثلما نعرف أيضا أن الشعب العراقي ليس كله مسلمين, بل فيه مسيحيون وصابئة ويزيديون قررت هذه الأحزاب تصنيفها تحت فقه المكونات المقسمة مواقعه وفق عقيدة الأغلبيات الطائفية.
لقد أقرت هذه الأحزاب تقسيم الوطن منذ ان وزعت الشعب على مذاهب ومنذ حولت المذاهب إلى أحزاب سياسية, وحينما جاءت إلى السلطة مدعومة بثقافة الشراكة والمكونات والأغلبيات الطائفية لم يتقدم الإنتماء المذهبي على الإنتماء الوطني فحسب بل أن الأول وضع الثاني في خدمته بدلا من العكس, لذلك صار وطن الأغلبيات الطائفية والقومية أوطانا متعددة في وطن واحد, وحينما يتحدث معك أحد سياسي الإسلام السياسي عن الوطن العراقي الواحد الموحد الذي لا يجوز تجزئته فإن من حقك ان تخبره بأنه أما كذاب أو مخادع أو غبي.
ولقد كان مقدرا للصراع الحالي أن يصل إلى الحال التي صار عليها.
ولأن السياسة تتعامل مع ما نراه وصولا إلى ما نتمناه, فإن الطريق إلى عودة الوطن العراقي الواحد باتت مرتبطة فقط بالنوايا الطيبة, أما على الأرض فإن الحقائق تشير أن لا وجود لوطن واحد بوجود أحزاب دينية مذهبية, ويعني ذلك أن عودة الوطن الواحد باتت مرتبطة بزوال هذه الأحزاب, ولأن هذا الأمر لم يعد مقدورا عليه, ولحين تراكم حقائق إقليمية ودولية بإتجاه عودة الصراع إلى خانتيه الأوليتين (السلطة والدولة) فإن تراكم الصراع في الخانة الثالثة (الوطن) لا يمكن أن يجد حلا له غير تأسيس اوطان جديدة, أو غير تأسيس أوطان عدة في وطن واحد.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دشاديش البيشمركة
- داعشيون وإن لم ينتموا
- في الحرب ضد داعش والفتوى الأخيرة
- وهل ستسلح أمريكا جيشا يسلم أسلحته لعدوه
- مرة ثانية .. الصفر التاريخي
- خوزية موخيكا
- الصفر التاريخي
- إسعف فمي .. قصة قصيدة, وبعض قصة عن شاعرها العظيم وعنا
- قراءة غير رقمية لنتيجة رقمية
- حينما يكون إسم ابيك عبدالزهرة
- مخاطر التجديد المفتوح في دولة تحت التكوين
- كيف يولى عليكم .. تكونوا !
- يوم كنا لا نحتاج إلى كلمة سر
- النوم مع الشيطان
- الأغلبية السياسية .. مسرحية ما قبل الحصاد
- الإمتناع عن التصويت .. تصويت
- فرص الفوز العظيم ما تزال قائمة
- الفوز لمالك الوطن أم لوطن المالكي
- فرصتان ضاعتا فلا تضيعوا الثالثة
- ضد الطائفية أم ضد طائفي


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - الأحزاب الإسلاموية وقضية الوطن العراقي الواحد