اللعنة

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 14:46
المحور: الادب والفن
    

انتظرني أيها المغفل
في أول بوابات المدينة
ستعرفني فورا من معطفي الأسود
الذي يلبسني طول الوقت
أيها المغفل أجلب معك صورة قديمة
لوطنك الذي رحل لاجئا يبحث عن وطن
وأرسم علامة في الطريق
عندما تفر من شرطة الأخلاق والفضيلة
التي ستتهمك بالحنين
دع بعض من رائحتك على الرصيف
فقد تعلمت من كلاب الغرب
كيف أكتشف الغريق في بحر المجاهيل
لا عليك ... لو قلعوا عينيك فقلبك يبصر
أذنك لا تحتاجها فقد أصابها الصمم من طنين ذبابهم
أما اللسان فقد أطعموه لكلابهم
جسدك المنهك من سلاسل زنزانتهم
أمسى شاحب يترقرق
نسيت أخي لماذا أناديك
نسيت أني أكلم نفسي عن نفسي
فقد أعود يوما لأحمل ما تبقى من أمسي
وأرحل صوب المدفن
أطمر أخر ما بقى مني إنسان
أسم وقلب موجوع ورقم في سجلات دائرة الأمن
وهوية تتمسح بها عاهرات يعلمن حكامنا
فن الضحك على الجسد
وكيف تسرق الأرواح بلا حسد
نسيت أني المتهم بالردة عن دين الملوك
لا يمكنني أن أساوي حتى جرذان حدائقهم
لكن ما يمنعني من الذهاب إليهم
كي أشتمهم
أشخ على شواربهم
أني ميت من ألف عام
وما ينطق أمامكم إلا ظل شيطانه الذي يلعن دينكم
مع كل دمعة
مع كل حسرة
مع كل ألام الجياع
دينكم الذي سرق من الجائع لقمة
ومن ظلمة الليل نجمة
ألعن دينكم أيها الفاسدون المارقون من تحت بوابات الجحيم
لتحرقوا دار المساكين .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات