أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائد السويركي - كلنا في لعبة الإغواء















المزيد.....

كلنا في لعبة الإغواء


سائد السويركي

الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 17:54
المحور: الادب والفن
    


كلنا في لعبة الإغواء ، يا طائر الحب جناحي سمائي ، أخفق يفتح الحلم بابه ، هنا لا يعلق النوم بي إلا لتصحو قطعة السكر في ربيع الريح ، كلنا في لعبة الاغواء .. نوري ظلام الآخرين ، ظلامهم نوري أنا ، نتبادل الأدوار ، كلنا في لعبة الإغواء نهرب من كلام جارح من عابر فج ينظِّر للجفاف ويقلع البستان من أيدي الملائكة الجميلة ، أعترف أني افتراضي كقلبي ، بارد كالثلج ، أعترف أن الكلام حجارة مصفوفة سقطت من التاريخ في الماضي وأشعلت الصحارى
كلنا في لعبة الإغواء ، والأخلاق تشبه شجرة الحناء ... لا دخل للحناء بالشعر الذي حلقته أحلام القبيلة للنساء ، لا دخل للحناء بالبيت القديم ، لا دخل للحناء بالإغواء
كلنا على جسد الرصيف خيالنا ظل القناع على الوجوه ، تبدلين قناعك الحجري يا حسناء ، أبدل اسميَ الحافي من اللحن الشجي ، أبدل جوهر الأشياء بالأشياء
واسمي هو التاتو الأخير ، نقش لأحلامي على وجه السماء
يا طائر الحب ... جناحان لي ، غير أن الأرض تحملني إليها كالحجارة ... وأنا في الحلم أحلم بالفضاء
لكن حين أفتح أعيني ، يذوي الفضاء على يدي ، وتختفي الغابات ، والورد ، العبير ، رسائل الحب الجميلة ،و ينبت الإسمنت في الصحراء

أشياءٌ عن حواء

عَلى الشَّاِطئِ ، لا شَيءَ سِوى الرَّملِ الذي يَعلقُ فِي الأَصابِع ، والقلبِ الذي يُعلِنُ انحيازَه لخطيئةِ الدفء ،هَكَذا كانا فِي السَّماءِ ، هَكَذا هُما عَلى الأرض ، جَسَدان في جَسَدٍ ، وَحَّدَهُمَا ضَوءٌ وَرَغبةٌ غَجَرِيَةٌ وَهَدِيرُ بَحرٍ وَأُفقٌ بُرتُقَالي
يا شوق محمل بالاخبار
أنا شوقي غريب ديار
أنا توبي اللي بات سهران
يناجي ألف دقة زار

للقُبلَةِ مَعنى وَاحِدَاً ، هَكَذا تُصبِحُ المَسَافةُ صِفرَاً ، الجَغرافيا لا تُعنِي العَاشِقين ، الأَسوَارُ فِي الخَلف ، الطَرِيقُ مُمتدٌ ، للقُبلةِ لُغةٌ مِن صَمتٍ وَنار .... بُركانٌ يَحتَرِفُ العَاشِقَانِ صِنَاعَتَه ، هَلّا كَتَبتَ عَلى سِفرِ الرَّغبَةِ أَنَّ المَعرِفَة والسِّر يّنبُعانِ مِن اتِحادٍ يُسَمِّيهِ الغُرباءُ خَطِيئةً ، فِيما الإنجيلُ يُسَّمِي العَاشِقَ وَالصَليبَ والمجدليةَ اتحاداً إنسانياً مَعرفياً كانَ مُقَدَّراً لِيكُون ..
يا إِلهي مَاذَا لو كُنتُ هذا الرَّجُلَ بِلا صَليبْ
امنَحينِي شَفَتَيكِ لأموتَ راضياً ، امنَحِينِي شَفَتَيكِ ... فالنَّحلُ لا يَحتَكِرُ صِنَاعَةَ الشَّهْد ، وَالفَراشَاتُ لا تَحتَرفُ الرِّقةَ مثُلك ، غِناؤُها نِسمةٌ تُولدُ مع خَفقةِ الريح ، احتمَيتُ بالريحِ مِنها ، هَكَذا انفَتَحَت شَبابِيكي عَلى نِسمَةٍ تَمَنَيتُ ، فَوَجَدتُنِي فِي الإِعصَارْ

اتكأت على الندى فانساب من شفتيَّ خمر
فأمر بما ترضاه لي فاليوم أمر
لا الصد ينهاني هنا لا النار بي
فلقد رضيتك يا حبيبي قد رضيت
جمر عيوني ، خافقي
والدرب جمر
الفُصحَى والعاميةُ يُؤَديانِ لِتفاحةِ العَاشقينَ الأَوائل ، طِينتانِ اقتَربتا مِنَ المَاءِ قَبلَ الخَلقِ فَاندَلعَ رَبِيعٌ وَنَهارات ،
هَكَذا تَفتَتِحُ القُبلَةُ عَصرَ الحَضَارةِ ، هَكَذَا تُصبِحُ المُدُنُ مُدُناً ، وَالحَدَائِقُ حَدَائِقاً ، وَهَكَذا تَعرِفُ العَصَافِيرُ طَرِيقَها للغِناءِ فِي ظِلِّ أَشجَارِ الزَيزَفُون ، الفُصحى وَالعَاميةُ لُغتانِ تَقُولانِ الشَّيءَ ذَاتَه ، أَنتِ فَاكِهةُ المَلائكة ، غَيرَ أَنَّكِ تَقتربينَ مِن الحِكَايةِ بِسُرعةِ ضَوءٍ شاردٍ مِن قُسَاةِ القلب ، الفُصحى وَالعَاميةُ التِقاءُ أَرضٍ بِسماءٍ، وَمركِبِ صيادٍ فقيرٍ بِنَجمةٍ مُسَافِرة

على هونك يا قلب معلق بصورة
يا نبض الريح بيدقدق
على أبواب مكسورة

ميناؤنا الَصغِيرُ عَلى بُعدِ دَقةِ قَلبٍ ، هَل يأخُذُنا الحُبُّ للمِيناءِ وَحيدَينِ حَافيينِ عَاريينِ الاَّ مِن نارٍ أَشعَلتها البراكين ، الفِيزونُ لا يَكفِي لترتيبِ الخَطَايا عَلى جِدارِ أَروَاحَنا ، فَالعُريُ كَانَ أَولَ الكَلام ، هَكَذا التَصَقَ حَالِمانِ فِي حُلمٍ وَاحدٍ ، فَعَرفَ آدمُ أَنَّه آدم وَعَرَفَ أَنَّه لَيسَ سِوى ظِلٍ لِحَواااااااااااء
لِهذا أُحِبُ الجَغرَافيا واكتِشافَ تَضاريس النَّار ، وَلِهذا أَعشَقُ المَحظُور ، آدمُ يُدرِكُ أَنَّ حَجَرينِ كَافيانِ لإِشعالِ المِرآةِ ، وَأكثر مِن كافيينِ لإِسقاطِ وَرَقَةِ التُوتِ عَن لَحمِه ، أُحِبُّ الجَغرافيا لِأنَّها تَكشِفُ عَن مَساحاتٍ كَانت مُخبَأةً فِي سَمَاواتِ المَجراتِ البَعِيدة ، قَالَ آدمُ ، لَكِّن حَواءَ فَتحَت كِتَابَ الطِّينِ وَنَقشت اسمَها عَلى شَجَرةِ الخُلد ، بِك يا صَدِيقِي وَمَعَكَ وَتَحتَ ظِلِّ الَفَنَاءِ ، أَعرِفُ الطريقَ للخُلود

ما قَاله آدمُ بِالسِّر
امنحيني كنوزك وفكي رموز الجغرافية ، قال الثوب القصير والعطر البري ، لا تصدقي الأفعى ، ولا رواية الذئب في الأرض التي ستحملنا إليها خطيئتنا ، هل تعرف يا آدم كيف تلبس ارتعاشة جسدك ؟ ، طينتنا من هذه الأرض وانا جنتك يابن كل أضلاعي ، اتحد بي وقل : أنا حي ، رغم الموت بي وحولي وأمامي

رقيتك يا قمر عيني يا وردة ضي بتغني على الشباك
رقيتك قلبك بلادك رقيتك من عيون الناس ومن نظرات حسادك

لحظة الكشف الأولى ، كانت قبل ميلاد كن لأكون ، أو بعدها ، لا أعرف ما الذي اعتقدته قبل ولادة الأسماء في رأسي ،
حواء ، هذا أنا أمامك ، كنتني طينة وحيدة ملقاة على جانب طريق منسي ، كورقة شجر جافة ، قال الله : يا آدم لن تصلح للزرع ولا للحصاد ، للصمت أو الكلام أنصاف الأشياء لا تلد إلا الفراغ يا عبدي ، فأشعل نورا خافتا ، وتأمل هذا العطر الغجري ، و الشعر السائب على جسد الأبنوس ، وتحسس نفسك
الرغبة تخلق شمسا نورها ونارها سلام سلااااااااام ، هكذا عرفت حواء آدم ، وهكذا لم يقرأ آدم منها إلا العنوان
عندما تأتي الجغرافيا
لي مساء وحيد ... وعتمة وحيدة ، وفنجان قهوة بارد يا صديقتي ، لي ذاكرة مخرومة تسيل ذاكرتها في طرقات فارغة من الناس ، هكذا الحب ، جغرافيا تمشي على قدمين ، سترسلنا الأماكن من نقطة لأخرى ، فراشتان في مواجهة الوحشة والكابوس ، هكذا الحب خيوط تعلق أرواحنا على المسرح العبثي ، كوني وردة ، وأنت التي جاءت من ضلع شاعر مكسور ، كوني الحاوي ، أرانب القبعة ، حمام النص ، كوني في مسائي الوحيد فنجان قهوة يغلي بنار اللغة
عندما تأتي الجغرافي ينفلت ارتباك ما ، سأقصقص جناحي ارتباكي الفاضح ، ربما لأصير الراعي والناي والطريق والجغرافيا التي تمشي على قدمين
في النص على أرض النص كوني ملكي ، هذه حكايات العرافة ، تبدأ دائما من فنجان النص ، وتنتهي بميلاد النبوة على مهل ... فالملكية نص أناني جدا ، قال شاعر مدرج على قائمة الصحارى ... هكذا استيقظ فجأة على وقع خطى العصفورة الوحيدة في النص ... هكذا العرافات ... القهوة بلادهن ، معناهن ، القهوة كلماتهن التي من مطر ، وأنا أنا ... كلام البن على جدار الفنجان
تأتي الجغرافيا على قدمين حافيتين ، ما حاجتي للحذاء ، وأنا قلبي يشبه شاطئا وموجة حالمة ، وموسيقى ، ما حاجتي للحذاء في جغرافيا من كيمياء ، أذهب من مربع ألف لمربع باء على غيمة ... هكذا تأتي التحولات ... فكرة تلد ابنتها في حديقة الروح الخلفية ...
سأقلب المعادلة ... كلما نبتت وردة ... كتبتني القصيدة ، كلما خطت الجغرافيا الحافية على العاريين ... نمت أوطان في صدري اللاجئ
وتسأل العرافة عن صدر اللاجئ عن خيمة ، عن ظل الوردة ، عن أسئلة العشاق أمام الميلاد ، ولدتني الجورية قبل نهارين فقط ، ولدتني كي أعرف معنى الميلاد ... وهل نبت الاسم على لحمي كالوشم مثل الناس ، هل جاء الشعر على قدر ، كيف يقول الشاعر باللغة أحبك ؟
لا أدري ، أسئلة كثر تفسد هذا النص إذا قيلت
ماذا يعني الصدر اللاجئ ، هل ترغب بامرأة وطنا مثلا ؟... هل ترغب أن تعكس تكوين الأشياء ..اصنع من الحب كهيئة الطير ؟. كنا منذ زمان شيئين ... صرنا منذ الآن غناء الجوري فوق حصان الرغبة ... صرنا عشاقا نصنع من لغة المعنى أسطورة حب
في التقاء جغرافيتين سنعلن الثورة
في التقاء نهرين ستنبت غابات
في التقاء جسدين سيولد نص . هكذا فتحت حضورها على روحي فامتلأت بنور يقين المجرات
أحلم باختزال المسافة بيني وبيني ، هكذا أصبح صورتي في المرآة ، وتصبح المرآة صورتي على الحائط ، كلما ناديتني لم تسمع الظلال صوتي ، قلت هكذا تصنع فراشة واحدة فارقا بيني وبيني ، كلما رفت بجناحيها اقتربت مني ، حينما يتحد نصان تسقط المسافة في اللامكان ، على أرض الصفر فقط تصبح كل ظلال الأرض لحما ينبت كالعشبة تحت بريق الشمس ، قالت لا تنظر أمامك فأنت موجود في الخلف يا صديقي ، لا تنظر خلفك فروحك لم تولد بعد ، لا تنظر للحاضر وأنت نصفك لم يولد بعد ونصفك الآخر مات
أحلم باختزال المسافة ، تعجبني النسبية ، فيزياء النص الساخن ، مثل القهوة في فنجان فوق الشباك ، لا الغريب يهوى ولا الذي أتى من بعده ، ظلت القهوة باردة .. باردة ... مثل الزرقة ، أتعثر بالفكرة ، للفكرة قلب شفاف ، دمعة عصفور فوق التينة ، للفكرة رائحة الليمون بغزة ، وأنا أسأل نفسي ، ماذا في النص يوحد روحا ضائعة مع روح أخرى ضائعة ، ماذا في النص الغزي يشبه ما يوجد بي



#سائد_السويركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواصم في الظل
- فيسبوكيات
- سِفر الرؤيا
- هذيان طفل حالم على باب ابنة زيلفيا
- فراشات على لوزة الجارة الفراشة الخامسة سائد السويركي
- فراشات على لوزة الجارة
- لا أريد مساءا دون وجهك
- أنا أنا
- كن إنسانا ... في وداع فيتوريو ... لا تعذر تطرفنا يا صديقي
- الحناجر المتعبة لشباب الخامس عشر من آذار تنتصر في معركة الوح ...
- شباب الخامس عشر من حزيران كما أعرفهم
- مؤتمر دمشق ليس مؤتمرا توحيديا
- نبضات على هامش الحصار ( 4 )
- نبضات على هامش الحصار (3)
- نبضات على هامش الحصار
- الجهاد الإسلامي وأسئلة التنظيم والمنهج ... الهوية المذهبية
- الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج
- في المحرقة الفلسطينية كل هذه التضحيات ... ولا زلنا نردح لبعض ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سائد السويركي - كلنا في لعبة الإغواء