الطيب طهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 17:51
المحور:
الادب والفن
1- بركة عربية
يحفر في الماء..
في العمق بعيدا يحفرُ..
موجات، موجات ينزع، يرمي..
لا سمكا يلقى..
لا عشبا في القاع يرى..
دود يتلوى في الأسفلِ..
في الفوق بعوض يتراقص مزهوا بنسائمَ أعشابٍ صفراءَ تعانقهُ..
في الجانب هذا أو ذاك ضفادع ملأى بصراخ الليل الممتد سوادا..
البِرْكة آسنةٌ..
والماء الراكد عطش ملحي يتراكم في جسدي .. . .
الأعراب هنا أغربة تنعقُ..
تلهث خلف الخلف حريقا حجريا..
والماء دماء
:23/06/201
2- داعش
تفتح للريح عباءتها..
تزحف في الرمل لحًى تتأفَّعُ..
دا...عش..
أعشاش عناكب سوداء..
للقرن السابع من سيف الغزو تشد رحال الأرجل زاعقةً..
تأسر عقل الحاضر في فقه نكاح الـ ما ملكت أيمانكمُ..
لا شمس، تقولُ..
شموس الأرض هنا مظلمة، تعلنُ..
كل الغرب عداء..
وعماءٌ كل حضارات البشر الفانينْ..
لا ماء هنا..
كل مياه الكون ملوثةٌ..
ماء الله هناك بعيدا..
نحفر آبار الغزوِ..
نسيل الأرض دماء شاخبةً..
ندفع بالريح الشرقية حيث خيول الفتحِ..
هناك الماء.. . .
.
.
داعش أقفية بلهاء..
وعباءات تنفخها الريح جنوبا سافيةً..
والماء الـ (كان هناك).. جفافا حجريا صار هنا..
كرة تتقاذفها الأرجل فارغةً..
ووباء
:24 /06/2014
3- الليل يراقص صحراء العرب
تتكدس آبار النفط فقيها فوق فيقه فوق فقيهْ..
تركض في الأحياء مساجدُها مئذنة تعلو مئذنة وتصيحْ:
يا ربُّ تعالْ..يا رب تعالْ..
تنزل أسرابا خلف الأسراب ملائكةٌ وتتيهْ..
رمل غبار الأرض هنا في وطني العربيِّ يزيل معالم وجهتها..
يحتفل الليل ، يغني ظلمتهُ..
تحضنه الصحراء، تراقصهُ..
لا شيء هنا يبدأ ..
لا شيء هنا يبقى..
قاعدةٌ تأكل داعشَ..
داعشُ قاعدةً تأكلُ..
ضفدعةٌ في شح الماء هنا تنكح ضفدعةً..
وعناكب تتلو أغصان سواد الأيام الحجريه.
***
في الجهة الأخرى من هذا الكون أيادٍ تعملُ..
سفن تنشر أشرعة الآتي في البحر الشاسعِ..
كتب تقرأ سر الخلْقِ.. وتمشي..
تعطي للعقل مراكبها..
مدن تنشأ..تعلو..
طرق تفتح للريح حدائقها ..
أمطار تعشق أمطارا..
تفرح أزهار في الشرفات القُزحيةِ ..
وقت الأرض هناك دقيقْ..
يختلف الناس، يغنونْ ..
تتعدد في النهر رؤاهم..ويغنونْ..
ما أبدع هذا الكونَ تقول سواعدهم..
... وترى العينُ ، تقول مباهيةً:
يا ألله..
ما أروعَ كونَك يا ألله.
25/06/2014
#الطيب_طهوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟