|
مؤتمرتطبيق الفدرالية الحقيقية هو الحل
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4493 - 2014 / 6 / 25 - 11:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اضرمت النيران في كل مكان، و لم يعد هناك من يخمدها الا اذا تعقل اصحاب الشان و شارك في الحل من اُحرقت ارضه جراءها . منذ احتلال داعش و من لف لفه لمناطق عديدة و مساحات شاسعة، و هي في تقدم وفق المنظور العسكري على الارض. لم يعد هناك من تراجع، الا هنا و هناك من كر و فر ان تكلمنا صريحين، دون اللف و الدوران و عدم قول الحقيقة لرفع المعنويات كما يفعله الاخرون طوال هذه المدة . تكلمت مع العديدين من المنتمين الى المكونين السني و الشيعي و من العرب و الكورد ايضا . وددت ان اكلهم بصراحة تامة خلال هذه الايام، لاعرف ارائهم و مواقفهم و نظرتهم الى ما يجري، و كانوا من جميع الفئات و ابسط فرد الى النخبة، واقول هنا بصراحة ايضا، لم اجد فروقا ما في النظرة من كل منهم للاخر و وجدت تشابها شبه متطابقا لكلام المنضوين تحت سقف المكون الواحد، و كل يتكلم وفق خلفيته المذهبية و العرقية البحتة دون ان اجد الا نادرا جدا من حدثني بحيادية مشكورا و كان هذا الكلام نابعا من انسانيته التي يؤمن بها قبل اي انتماء اخر، و لم اجدهم هؤلاء الا بقدر اصابع اليد الواحدة فقط . منهم من تكلم جهارا و بصراحة، و منهم تكلم و كان يضمن كلامه ما يؤمن به من المذهبية دون ان يصرح به علنا، و منهم تشدد على احقيته و مذهبه في كل شيء دون ان يدع للاخر اي ذرة حق، و الى اخره من الاراء العديدة التي تصب في جعبة ةالمذهبية العرقية فقط . هذا من حيث الواقع الاجتماعي السياسي الداخلي و ما يسير عليه الفرد العراقي، فكيف لو اضفنا المصالح الحزبية و الشخصية للمتنفذين، ناهيك عن التدخلات الخارجية و كيفية الحفاظ على مصالحهم . تاملت مع ذاتي و فكرت كثيرا في كلام الجميع و ما يؤمنون و ما توارثوه، و اعدت الى اذهاني ما كتبه العالم القدير علي الوردي فيما امن به و تاكد من المجتمع العراقي و صفاته و ما يتحلون به و سماتهم المتناقضة، و قلت، ان كان هذا واقع الحال و ما عندنا من الشعوب و العقليات، اذن كيف السبيل للخروج من هذا الوحل الذي نحن فيه،و ما الحل للبدء في الخطوة الاولى للعملية السياسية الصحيحة و القرارات الممكنة التحقيق؟ بعيدا عن الخيال و استنادا على ما نحن فيه من الواقع المرير و ما تجذرت في عقولنا و كياننا، ليس هناك حل نهائي جذري، الا اذا فكر المتنفذون مع ذاتهم بتاني بعيدا عن ما تفرضه عليهم السياسية و الخلفية الفكرية الضيقة، واخص المؤمنين منهم من الاحزاب السياسية من اجل اخرتهم ان اعتقدوا بها حقيقة، و اكثريتهم من الاسلام السياسي، ليكونوا اهلا للمسؤلية الكبيرة و ان يتحركوا بما يرضيهم ضميرهم للكف عن الصراعات التي اطالت الجميع، و من دون اي مبررتُسفك الدماء التي لا يغتفر للمسببين له الخالق . المنفذ الوحيد المتبقي امامنا اليوم، و هو الفرصة الاخيرة، كي لا يتحول العراق الى اخطر من سورية و تطول الحالة هو؛ الجلوس مع البعض جميعا في مؤتمر مصغر تحضره اصحاب الامر و الشان، و يجب ان يدورالنقاش بكل صراحة عن جدول عمل يحتوي في طياته كيفية تطبيق الفدرالية الحقيقية فقط، لم يبق الا هذه الوسيلة، اي كيفية التعايش مع البعض و تكون هناك مسافات معقولة بين عمل و ادارة المكونات على الارض، اي كل في موقع مكونه، لمنع الاحتكاك، اي يدير كل قائد او مسؤل مكونه الخاص في جميع الملفات و الامور التي تخص مكونه واقليمه فقط، و تبقى هناك امور عامة لم تمس المواطن من قريب جدا يبقون عليها ضمن المهام السلطة الاتحادية . و الا، كل كلام خيالي فضفاض نابع من الخلفيات و الافكار و التوجهات غير الواقعية لا يفيد و لا يسمن احدا الا الاعداء المتربصين و مرور الوقت ليس لصالح احد، و بالتفاف الشعب حول اي مسؤل، يمكن ان يُصد كل من يريد الشر بالبلد و لا يمكن هذا الا بتعاون الشعب بذاته، و لم يحصل هذا الا في فدراليات يؤمن اي مكون بان سلطته منه و له و ليس من المكون الاخر الذي يشك به اصلا، و ان فعل الاخرخيرا لهم . ايجاد خريطة طريق مشتركة للدخول من هذا الباب سيدع المشاركين في العملية السياسية يعيدون الثقة مع البعض و يعيد الشعب ثقته بهم و كل حسب مقدرته و امكانياته ، اي العمل العقلاني و الواقعي مطلوب اليوم، و عندئذ يمكن ان يختار الشعب ما يلائمه و من لصالحه غدا في الانتخابات التي تنبثق منها حكومتهم المحلية الفدرالية لاقليمهم و من ثم الاكفاء يكون موقعهم السلطة الاتحادية كي تتعامل مع المكونات كافة بعقلية انسانية تقدمية حرة و بحيادية . اي، مؤتمر جامع و لموضوع واحد هو؛ كيفية تطبيق الفدرالية الحقيقية دون الدخول في المتاهات، و من ثم كيفية ادارة السلطة الاتحادية التي يجب ان تدار من المعروفين بالاعتدال في نظرتهم لجميع المكونات و ايمانهم بالتعايش الاخوي للمكونات الثلاثة و لكل حقوقه و واجباته . و الا سنواجه مصيرا غير محمودا . وان كانت هناك خشية البعض من اسالة الدماء في حال تطبيق الفدرالية على الخلافات الجزئية، لن يكون بقدر اسالة الدماء في الخلافات الكثيرة بين المكونات المختلفة و يدوم، و ان وقع ما يخشى الخائفون من الفدرالية لن يدوم، ويعيش كل في موقعه و اقليمه بعيدين عن البعض سالمين . فذهب زمن الشعارات و العنتريات و العقائد و الافكار الايديولوجيات الخيالية، اليوم يُراد ان نجد طريقا نوفر قطرة دم افضل من الف شعار خيالي و هو لا يلائم و لا يُطبق على ارض الواقع .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يحصد ما زرعته امريكا في العراق
-
ما هي الاولوية في ايجاد منفذ للعملية السياسية في العراق
-
هل تكون الفوضى العراقية خلاقة ؟
-
دعو كركوك و المدن المستقطعة بسلام
-
داعش نتاج العقليات السائدة
-
ما الموقف المناسب لاقليم كوردستان في هذه المرحلة
-
سيناريوهات ما بعد مجيء داعش
-
ثورات الربيع العربي و الخريف العراقي
-
كيف يمكن تفادي اطالة سفك الدماء في العراق
-
الاستقواء بالخارج ام تنظيم البيت الداخلي
-
ساندت امريكا المالكي و تحمله مسؤولية ماحصل ايضا !!!
-
هل من حل لما يحصل في العراق الان
-
لماذا النظرة الدونية للاخر
-
المالكي و الداعش على دفتي الميزان
-
هل من مصلحة الكورد ان يحاربوا الداعش
-
امريكا لن تغامر مجددا في العراق
-
الجيش العراقي و ازمة الولاء
-
احداث الموصل و ما بعدها اسقطت الاقنعة كافة
-
المالكي يشكر الجميع الا اقليم كوردستان
-
تنظيم داعش و هذا التوقيت لمفاجئاته
المزيد.....
-
مفاوض إسرائيلي سابق عن خطة ترامب بشأن غزة: هل سنرى أكياس جثث
...
-
كيث كيلوغ يقيم فرص أوكرانيا في الحصول على سلاح نووي
-
حوادث الطائرات ترفع مستويات القلق وتزيد من مخاوف السفر جواً
...
-
دراسة: غير المتزوجين أكثر عرضة للاكتئاب
-
ترامب: إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة عند انتها
...
-
خبراء المتفجرات من وزارة الطوارئ الروسية يدمرون الذخائر الأو
...
-
مدفعية مجموعة القوات -دنيبر- تدمر مواقع العدو في خيرسون
-
توقيع مذكرة تفاهم في مجلس الدوما الروسي مع البرلمان العربي
-
إيطاليا.. سالفيني وحزبه يرحبان بخطة ترامب بشأن غزة -إذا كانت
...
-
وزيرة بريطانية: سنعارض أي جهود لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|