أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - بغياب الجهود الدولية والمبادرات الداخلية، اولية المكون والمذهب تفرض وجودها وتحدد معالم التقسيم














المزيد.....

بغياب الجهود الدولية والمبادرات الداخلية، اولية المكون والمذهب تفرض وجودها وتحدد معالم التقسيم


سامان نوح

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 19:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح ان حكومة بغداد قررت في اليومين الأخيرين التخلي عن بعض مناطق البلاد كنينوى وأجزاء من محافظات الأنبار وصلاح الدين بدليل الانسحابات الأخيرة للجيش من تلعفر وراوة وعانة ومناطق حدودية اخرى دون قتال، بينما يطالب سياسيون شيعة بالتخلي عن معظم المناطق ذات الغالبية السنية وتركهم يواجهون او يقررون مصيرهم بانفسهم.
المؤسسة العسكرية تقول ان قرار الانسحاب من بعض المناطق هو تحرك عسكري تكتيكي فقط، لكن آخرين يقولون انه توجه لانهاء معظم وجود الحكومة في مناطق الصراع السني وجعل السنة يحكمون انفسهم بانفسهم سياسيا وامنيا واقتصاديا حتى تتضح نتائج "الحراك الثوري" في غياب التحركات السياسية الحقيقية.
التوجه الأخير سيفرض جملة اشكالات صعبة ويثير اسئلة معقدة:
- من سيحكم تلك المناطق، ويدير الموقف الأمني فيها، ويضبط الأحداث، بوجود اكثر من عشرة فصائل مسلحة غير متجانسة، بلا قيادة موحدة مع عدم فرز المكون السني لأي قائد يجمعون عليه منذ عشر سنوات، الى جانب وجود قوة العشائر ووجود مؤيدين للسلطة المركزية ايضا.
- من سيدير تلك المناطق اداريا وينظم امور ملايين من البشر ممن يسكنونها ويحتاجون الى خدمات من كهرباء ومياه ووقود وادوية ومواد غذائية، مع تزايد التقارير التي تؤكد حدوث نقص خطير في كل تلك الخدمات الأساسية لحياة الانسان.
- من سيدير تلك المناطق اقتصاديا، ومن سيدفع رواتب مئات الآلاف من البشر الذي لا يملكون غير الرواتب الشهرية او التجارة مع الأردن التي تشهد انهيارا خطيرا. حيث تشير التقارير الصحفية ان معظم سكان الفلوجة يرفضون العودة اليها ليس بسبب تدهور الأمن بل بسبب فقدان مظاهر الحياة فيها رغم ان موظفيها يستلمون رواتبهم من الرمادي، ويتخوف هؤلاء من سيطرة "الثوار" على الرمادي ما سيعني انهيارا اقتصاديا سريعا لأن ذلك سيؤدي لقطع الرواتب القادمة من بغداد وهو المصير الذي انتهى اليه مئات الآلاف من موظفي نينوى الذين اصبحوا بلا رواتب.
- الن يدفع العوز المالي والانهيار الاقتصادي، حتى لو حصل استقرار أمني، مئات الآلاف من اهالي تلك المناطق للنزوح باتجاه باقي مناطق البلاد، وحينها على حكومة الاقليم استقبال الجزء الأكبر من هؤلاء في مناطق تمتد من سنجار غربا ومرورا بمناطق سهل نينوى واربيل وانتهاء بمناطق خانقين شرقا، كما ان على الحكومة الاتحادية استقبال عشرات الآلاف في سامراء وبغداد وحتى محافظات وسط البلاد.
ذلك المشهد بدأ يفرض نفسه فعليا في مناطق اقليم كردستان، بكل ما لذلك من تداعيات امنية واقتصادية صعبة، فالمناطق المتنازع عليها وحتى مراكز المدن بدأت تشكو من قلة الأدوية وتاثر الخدمات من مياه وكهرباء ووقود وارتفاع اسعار المواد الغذائية.
ومع استمرار الأزمة لشهرين آخرين، ستكون المدخرات المالية للعوائل النازحة قد استنزفت مع انقطاع الرواتب القادمة من بغداد، وستكون الامور اكثر صعوبة حتى مع تصدير كميات اكبر من النفط الى تركيا لا يمكن للاقليم وحده تحمل اعباء ملايين النازحين لأشهر، في وقت تبدو التحركات السياسية الامريكية بطيئة جدا وضعيفة وكأنها لم تستوعب تجربة سوريا المريرة، بينما ترحب الدول الاقليمية بما يجري في العراق وتزيد من محاور الصراع فيه.
مع ذلك الموقف الدولي والاقليمي، يبدو واضحا ان العراق متجه الى ثلاث مناطق نفوذ ستشهد حدودها صراعات دموية، مع غياب أي مبادرات عراقية من قادة متزنين، حيث يرى قادة الشيعة ان الحرب على داعش وحماية الشيعة اولوية على الجهود السياسية وضمان وحدة البلاد، ويرى قادة الكرد ان استعادة المناطق المتنازع عليها هي الأولية لتاسيس الدولة الكردية، فيما ينزوي القادة السياسيين للسنة عن المشهد مع غياب تاثيرهم في مناطقهم وبروز قادة مسلحين يعتبرون ان الأولية هي السيطرة على مدنهم واعلانها اقليما مستقلا.
وسط ذلك المشهد سيدفع عشرات الآلاف من البشر حياتهم ويعيش ملايين آخرون في ظروف اقتصادية وخدمية وامنية معقدة قد تستمر لسنوات، وكل ذلك تحت راية رفع الظلم والتهميش والدفاع عن الانسان والمكون والمذهب والقومية.



#سامان_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الشراكة الكردستانية في مواجهة التغيرات الاقليمية والمح ...
- بعد درس -تحرير نينوى-، اعتراف متأخر لقادة السنة ومحافظاتهم ع ...
- الموقف التركي من النفط الكردي، والاستقلال الاقتصادي والسياسي ...
- لا بديل عن حكومة ائتلافية واسعة في اقليم كردستان
- العصر الذهبي للتحالف الكردي- العربي
- تركيا - حزب العمال الازمة المشتعلة والحل المفقود


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان نوح - بغياب الجهود الدولية والمبادرات الداخلية، اولية المكون والمذهب تفرض وجودها وتحدد معالم التقسيم