-سأكون بين اللوز- حسين البرغوثي

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4491 - 2014 / 6 / 23 - 14:28
المحور: الادب والفن
    

"سأكون بين اللوز"
حسين ألبرغوثي

في زمن السرعة واختصار الزمن، من النادر أن يقرأ الإنسان عمل أدبي أكثر من مرة، وفي فترة متقاربة، هذا الأمر حدث معي عندما قرأت "نجمة النواتي" لغريب عسقلاني، وهذا العمل "سأكون بين اللوز" العمل الأول أعادتي إلى بداية الرواية الفلسطينية، التي كانت تهتم بالصور الفنية، وتطح الحب بطريقة وسطية لا هي جنس فاضح صريح، ولا هو عذري، لكن معنى الكلام كان يشير إلى فعل الحب، أما في الثاني فما دفعني إليه هو وجود فكرة الموت واقترابها من الإنسان، ومن ثم التعامل معلها بطريقة عادية جدا، وكأنها تمارس بشكل يومي من قبل حسين ألبرغوثي.
العمل من إصدارات المؤسسة الفلسطينية الإرشاد القومي، رام الله، عام 2004، وما يميز الكتاب طريقة طرحه للأفكار التي يقدمها الكاتب، والتي اعتمد فيها الحديث القريب، فالمتلقي يشعر بان الكاتب يخاطبه وكأنه من المقربين منه وعليه، فهو يعتمد على الحديث عن أبنه آثر وزوجته بترا، بشكل مكثف، وهذا ما جعل النص يقترب أكثر من المتلقي، ويجعله يتعاطف مع النص، كما أن اللغة التي كتب بها النص كانت تخضع لتخصيب مستمر، من خلال الحديث عن فيروز، التي كانت من الحواضر الأساسية في ذهن الكاتب، وكان تأثيرها واضحا عليه، وهنا نستذكر كتاب محمد حلمي الريشة "سير شعر" التي جعل من فيروز من العناصر الأساسية التي عملت على تشكيل الشاعر، ونستذكر أيضا إسماعيل فهد إسماعيل الذي يقول في رواية "الأصدقاء" : "إذا أردت إن تكون فنانا ناضجا فعليك إن تستمع إلى فيروز" ففيروز من المكونات الأساسية التي أسهمت في تشكيل العديد من المواهب الأدبية في المنطقة العربية
كما نجد بان الألوان كانت حاضرة وبقوة في هذا العمل، بالإضافة إلى الطبيعة من خلال شجرة اللوز، وهناك تركيز على حياة القرية (الدير الجواني) التي كانت تلعب دورا الحنين للماضي البكر
النص في المجمل يستحق الوقوف عنده، فهو يحمل العديد من الأفكار التي بحاجة إلى البحث، مثل فكرة التقمص التي يذكرها الكاتب وعلاقته المتوحدة مع ابنه الذي لا يتجاوز الأربع سنوات، فهو يحدثنا بما يقوله آثر لكي نفكر به ونتوقف عنده، وليس لكي نتعاطف مع الأب الذي سيرحل قريبا، فالأفكار والألفاظ التي نطق بها الطفل في بداية كلامه :"طائرة، قمر، هلال" لها مدلول يتعلق بالفضاء الرحب والأفق إلا محدود.
المقدمة التي وضعها الشاعر احمد دحبور تقدم الكتاب والكاتب بطريقة كاملة وشاملة، فهو لم يترك شاردة ولا واردة إلا وتناولها في تقديمه للكتاب، من هنا ندعو الجميع إلى معرفة طريقة التعامل مع فكرة الموت، وكيف إنها ليست بالمسـألة التي ترهب، فهي طبيعية تماما، ويجب التعامل معها بهذه الشكل.
رائد الحواري

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات