أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة عصام الدين - قصص قصيرة














المزيد.....


قصص قصيرة


هبة عصام الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


1 – شرود


يسرع الطريق، فلا أكاد أحصي البنايات، أعمدة الإنارة، وأشجار الزينة على جانبي العربة، لا شيء يغري الذاكرة بالتزحلق عبر وديانها سوى ذلك الثبات المتحرك، كذلك هي العين فوق مقعدٍ طائر، وكذلك أنا؛ جسدٌ مقيد بالرزانة، ومزاجية مصابة بالتقلب الجوزائي، فلا يكاد يجمع بيني وبيني إلا غباء أفلاطون، وكأن خللاً مَسَّ أوردتي، فحول خط البراءة لدائرة لا تنتهي.

يسرع الطريق، فتنكمش أناملي داخل جوربٍ أنيق، لا يوجد ثمة خطر، فلستُ مَن يقود على أية حال.
لم أفعلها يوما، ربما هي الأوتوفوبيا، وربما القهر المقنع.

يسرع الطريق، فأرقب رجفتي، يااااه ...
كلما أصعد فوق جرحي ... يسقطني جرحٌ آخر
تذكرني بي طواحين الهواء

يسرع الطريق، ويمنح المطر وَجه الزجاج قبلات عابرة ... هل لي من أمنية؟
أن تعرف ما تريد، تلك هي المشكلة؛ من يزعم أنه يعرف، إما إله أو مجنون.
فلأغمض عيني قليلا...
أيها الحلم المبهم:
لستُ هنا ، فتش حيث أنت .. ستجدني.

.................................................


2 – الجوزاء


مرت ساعات وهي تقطع أرجاء غرفتها جيئة وذهابا، تغيرت ملامحها ألف مرة، وتشابكت أصابعها خمسين، وأيقظت مرآتها بضعاً وعشرين، هي عدد سنوات عمرٍ عاشتها بقوة الدفع، لم تمارس خلالها فعل الحياة.
حريتها قرضٌ بنكي بفائدة مركبة.
لها قلب وجناحا طائر .. لكن النوافذ مغلقة.
تذكرت النسر الذي لم يعرف الطيران طيلة حياته الداجنة، وعندما ألقوه من عَلٍ، انتفضت فطرته فحلق قبل أن تصرعه الصخور.
تملكتها الفكرة، أخرجت قلماً ودفتر، وخطت رسالة تقول:
" دافئة هي حياتي معك، لكني ممزقة... ملاكٌ أنت، وبداخلي ألف شيطان.. ارستقراطي أنت، وروحي تدخن النارجيله في مقهى شعبي.. مقيمٌ أنت بمدنك الهادئة، ويقيني معقود في قدمٍ مسافرة.
فماذا لو تحررنا من ذلك القيد الوهمي؟
أشياءٌ جميلة تجاهك، لكنها لا تعصم القلب من جموحه.
ولأني امرأة ... تطاردني مشاعر ذنبٍ إرثية، ولأنهم علموني كيف أبيعك حريتي أيَّا كنت، وأيًّا كانت البيانات في بطاقة هويتك ... أحاول بين الوقت والآخر ارتكاب المصارحة، فأجدني على حافة جرف، أتشبث بياقتك، وياخذ اعترافي شكل قبلة طويلة، لا تفهمها.. فأتعذب أكثر، وتجتاحني كلمة اعتذار، فأنطق كلمتي: أحبك جدا!
أيها النقي:
ها أنا ذا أمنحك القدرة على سبر أغواري، لا تغضب، فقط تنفس بعمق، واستمر في الغوص إلى أبعد نقطة حيث تتكون الدمعة والابتسامة، وحيث أنا، تلك التي يدنو إليك بعضها، وينأى الآخر، ليس هرباً منك، وإنما هرباً إليّ، ولأني لست اثنتين... سأختارني... وأرحل بعيدا... وداعاً.."

طوت الرسالة، وحدقت طويلا في سقف الغرفة.
بعد ساعات أخرى، كان الرماد يغطي بقايا رسالتها في سلة مهملات سميكة أََلِفت جدرانها النحاسية ذلك الاحتراق، وكانت ذراعاه تطوقان خصرها، وهي تمنحه قبلة طويله، تنظر بعدها في عينيه قائلة: أحبك جدا!!

....................................................


3- الراقص الأخير


يتراقصون... يعلو الضجيج؛ فيجرحون الأغنية.
أعود لطاولتي، أراقبهم، يطوفون حول ذواتهم، يركلون ما سواها، خطوات تقطعها عقارب الوقت، وتنكرها الذاكرة.
وحده كان هناك، ثمة آخرون لا تبصرهم الروح، هل للعازف أن يترك قيثارته قبل اكتمال اللحن؟!
فقط هو مَن يسمع صداه دون وتر؛ فليرقص إذن...
وليرفع الزمن قبعته للراقص الأخير ...!



.................................................




















#هبة_عصام_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أَلِفٌ .. بـَاءْ
- بأي عقلٍ يفكرون
- لحظات للبوح
- وأمضي...


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة عصام الدين - قصص قصيرة