أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - خربشات نصف مجنونة يكتبها نصف صرصار لباقي الصراصير














المزيد.....

خربشات نصف مجنونة يكتبها نصف صرصار لباقي الصراصير


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 23:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


شعور يرافقك وجودك في هذا الكوكب العربي ، شعور بأن لا توجد ، بأن تكون فناء كلي ، بأن تصبح دون ذاكرة كلية .. قاسية تلك الثواني التي تنتقل بنا في دروب القاع حيث نعيش ، دون ضوء دون أوكسجين ، قدرنا الكوني بأن نكون وقود تلك النار الأبدية ، في ليلة وضحاها تكتشف بأنك دون حكومة ودون دولة وحتى دون شعب ، وتكتشف بأنك مشرد دون وطن ، رغم أنك تحت ظلال خيمة الوطن المثقوبة .. تجلس هنا والصراصير تحتك ، تضحك عليك وتخبرك بأنها أفضل منك ، تعيش في تأملات رائعة والصرصار يخرج من فتحة حذائك المثقوب ويخرج من ثقب أخر ، يدخل هذا اللافقاري ويخرج ويبصق على جدران قدميك ، من تلك التأملات المجنونة التي لا يفهمها أحد أكتب لكم بعضها : الحياة ظاهرة غريبة على الوجود الفيزيائي ، مغامرة في ذهن صانع القرار الكوني ، الحياة هي حاضنة لشي ما غامض في طور التشكل ، مليار سنة من زمن الحياة الأولى وحتى تشكل هذا الغبي المنتصب القامة ، كل تلك الازمنة وصولا للخطأ الأخير وظهور الخليفة المزعوم في أرض الله السعيدة ، رغم أنها سقطة وصدمة وحلم غير جيد في ذهن الآلهة لكنها صامتة على هذا العار الكوني ، لا أحد يفهم صمتها الطويل على هذه الزرع البكتيري الذي تمخض بعد طول تجارب وراثية على مخلوق مشوه ومسخ أسمه الإنسان .. صمت الآلهة لعله من انتظار الكائن المكافئ لها ، حتى تعيد دورة الديمومة من جديد ، ملايين السنين التي مرت من القتل والسرقة والإبادة الجماعية وال DNA ينتظر اليوم الذي يتخلص من عيوبه في الحصول على ال X Gen الذي يعيد لهذا الكائن ماء الوجه بعد تاريخ طويل من الخزي والعار .. المشوار طويل على ما يبدو ، والآلهة تدخل في تخدير طويل ، أخبرهم بأن طفلة ما ماتت من الجوع والبرد في سوريا ، أخبرهم بأن أم عراقية فقدت ثلاثة من اولادها في حادث انفجار ، أخبرهم بأن أب مصري يبيع أعضائه من أجل معيشة أطفاله ، أخبرهم وأخبرهم ولا أحد يبالي ، يأتي الهمس أخيرا بأن تراكم الأخطاء في أي نظام يولد الشكل الأكمل قبل نهاية هذا النظام بلحظات ، لم أفهم هذا الهمس بصراحة ، وهل يهم الفهم والإدراك والشعور أصلا بهذا الزمن المتسخ بالنفط وحليب الامهات والنطف والدولارات ، لا يهم ولن يهم ، هكذا اخبرني صرصار المجاري قبل قليل ، همس لي هو الأخر بأن آلهة البشر نفس حال آلهة الصراصير ، نفس العقد النفسية تمتلك ، لهذا أتفقنا أنا والصرصار بعد إكمال نصف زجاجة ويسكي مغشوشة على أن يجعلني أشاهد إله الصراصير ، وفعلا قمنا وفي انفاق لم يصلها أحد كانت المسيرة المقدسة ، وأخيرا وصلنا لتمثال صرصار بألف جناح يشع من رأسه هالة ضوء تعمي الناضرين ، كانت ملامحه تتقاسم ما بين الشفقة والسخرية على عباده من الصراصير ، الغريب في التمثال ، كان يملك سبع وسبعون أبره تناسل ، وسبع وسبعون أخرى فتحات أنثوية للتناسل !! ، كائن متكامل فحل الهيئة كما في تماثيل الآلهة اليونانية ، وهناك كتابة بالخط الكوفي العتيق : ( ماننطيها ) ، الجملة تكررت كثيرا عبر عصور الطغاة الذين حكموا البشرية ، الشعب كله فداء لكرسي العرش ، المهم الملك يبقى و ( في ستين داهية الشعب ) ، جدران المعبد كانت تحتوي على انتصار الإله على كل أعدائه من المارقين والرافضين بيعته الكونية ، الرسوم كانت تخص على أنه كان يقطع الرؤوس بمهارة ، عشرات الرؤوس المكدسة تحت قدميه ، تلال منها ترفعه بعيدا نحو السماء ، وقبل مغادرتنا للمعبد ، جاء الكاهن يسألني بالنيابة عن هذا الإله سؤالا أحرجني جدا أمام عشيرة الصراصير بصراحة : متى سيرفع السيد نوري المالكي ( أعزه الله ) الحضر على الفيس بوك ؟؟؟



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاناة بمذاق باراسيكولوجي
- البارا سيكولجي ليس نزهة !
- باراسيكولوجي : بغداد - كركوك - أربيل
- سطور لا علاقة لها بالأرض
- سعدي الحلي ، ثيمة باراسيكولوجي
- عاشوراء الدوق فليت الأبدية
- أنصاف بشر .. تحليل أنثرو - نفسي و بارا سيكولوجي
- بارا سيكولوجيا قدح الشاي
- تأملات سوداء في أمعاء بشرية
- الرسالة الشيوعية الأخيرة
- بشر يأكل بشر في صحن الفقه الشافعي
- سأهبك طبشورا يابشار
- النانو - بارا سيكلوجي .. محاولة فلسفية لشرح أحجية ما
- تحليل سوسيولوجي بنكهة العرب
- أزمنة وثورات .. ونساء !!
- أنصاف عرب وأرباع عرب .. واقل !!
- إلى .. كارمن
- من وحي إله المتاهة
- شعب ياكل ربه إذا جاع
- الكاربون المصاب بالضجر


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - خربشات نصف مجنونة يكتبها نصف صرصار لباقي الصراصير