أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - رسالة الشيعة














المزيد.....


رسالة الشيعة


محسن حبيب فجر
(Mohsen H. Fagr)


الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ان التجييش الكبير الذي ظهر به شيعة العراق استجابة لفتوى مرجعيتهم الدينية قد نجح في إيصال الرسالة التي كان يراد له ايصالها الى العرب السنة ليس في العراق فقط بل تعداها الى امتدادهم القومي والمذهبي المتمثل في اغلب الدول العربية والتي ظلت، ومنذ سقوط صدام والى الآن تنظر الى صعود شيعة العراق الى واجهة السلطة في بلدهم على انها حالة نشاز وغير مقبولة ولابد من العمل على استرداد الواجهة المفقودة لاصحابها التقليديين رغم المشاكل التي كانت تمثلها الواجهة العراقية التقليدية لعدد غير قليل من الدول العربية.
ويتجلى هذا النجاح في الانكماش والتراجع الذي بات يعانيه الحراك السني الأخطر منذ نيسان 2003 والمتمثل في حركة التمرد المسلح الذي تشهده مناطق سنية عدة كاشفة عن النوايا الكامنة في المناطق السنية الحالمة باستلام الزمام العراقي مجددا، والذي يبدو انه قد تجاوز مجرد كونه حلم لدى السياسيين السنة الى هيمنته على مساحات غير قليلة من الجمهور السني والتي باتت مقتنعة ان الديموقراطية ليست خيارها في اخراج حلمها الى العلن فعاودت لعبة العالم الثالث القديمة والمتمثلة في الاستيلاء على الحكم عبر السلاح والمؤامرات العسكرية، مخرجة بذلك الجيش من كونه سور للوطن والشعب الى تحويله لاداة لفرض إرادة من يدفع اكثر لشراء ذمم قادته.
معروف ان لشيعة العراق، كما لسنته مشاكل مع الحكومة الحالية بزعامة المالكي وان أطرافا غير قليلة في المشهد الشيعي، السياسي منه اوالمجتمعي، لا ترغب بوجوده في السلطة. غير ان ما ينبغي الالتفات اليه ان عدم الرغبة هذا، وفي ظل ما يعانيه العراق من انقسام مجتمعي خطير مصحوبا بفقدان الثقة بين المكونين العربيين الأبرز فيه (الشيعي والسني)، ينظر اليه في الغالب على انه شأن شيعي داخلي لايحبذ للآخرين التدخل فيه، وفيما اذا ما تدخل طرف من خارج الشيعة في هذا الامر فان عليه ان يطلب ذلك منهم بأدب لا ان يفرضه فرضا لانه عند ذلك يكون قد دخل، وادخلهم معه، حلبة لي الذراع التي لا يحتملها المزاج السياسي الشرق اوسطي عموما.
لقد اخطأ الماسكون بخيوط الاحداث الأخيرة في المنطقة السنية من العراق، سواء من العراقيين او من غيرهم، في قراءة الواقع الشيعي العراقي ونوعية المعادلات التي باتت تسيّره وطبيعة ردود فعله تجاه محاولات اجلاسه القرفصاء ثانية.
لقد كانت رسالة الجماهير الشيعية واضحة وبسيطة وملخصها انه لا مجال لفرض إرادة أي مكون من المكونات الأخرى على المشهد السياسي بالقوة او باي وسيلة غير الوسائل الديموقراطية، والتي تضمن بدورها هيمنة الشيعة على السلطة في العراق ومحورية وجودهم في الخارطة السياسية للبلد، وان كل من يحاول ذلك او يسعى اليه فانما يلعب بالنار. كما تفيد رسالة الشيعة للآخرين ان مشاكلهم مع المالكي لا تعني ولا تستدعي مطلقا تنازلهم عن مكاسبهم السياسية في العراق الديموقراطي وان الوقت لم يحن بعد لدخول غيرهم من شركائهم في الوطن على خط صراعهم السياسي فيما بينهم على مستحقاتهم في رئاسة الوزراء والقوات المسلحة تحديدا.
وعلى العموم فان مواقف الجانبين، الشيعي والسني، تكشف عن مدى تعاظم الازمة الاجتماعية في العراق ومدى الشرخ والانقسام المجتمعي فيه والذي تمكنت الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة من التستر عليه عبر قهر المكونات وفضحته ديموقراطية اليوم.
هذه الازمة تستدعي من الحكماء في الجانبين العمل على إعادة انتاج عقد اجتماعي جديد من شأنه ان يعيد صياغة الانسجام والاندماج المجتمعي وطرح سبل ووسائل تحقيقه بين مكونات الشعب العراقي فيما لو كان القرار النهائي هو بقاء العراقيين في بلد واحد. او، وفيما لو كان القرار النهائي تقسيم العراق على أساس طائفي، فانها تستدعي ان يتبنى هؤلاء الحكماء وسائل تنفيذ ذلك بشكل سلمي وسلس يضمن الهدوء والاستقرار للاخوة المصرين الى اليوم على ارخاص انفسهم ودمائهم دون مقابل معقول.
وحتى يأتي اليوم الذي يتمكن فيه حكماء الجانبين من قيادة مجتمعاتهم فان اخطاءا أخرى لاتزال في طريقها للعراق يكون ضحيتها الجماهير التي ما عادت تهتم لحجم خسارتها لان الحسابات الى الآن ليست حسابات ربح و خسارة وانما هي حسابات اثبات وجود وهيمنة مصيرية.



#محسن_حبيب_فجر (هاشتاغ)       Mohsen_H._Fagr#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق .. هزيمة المجتمع وانتصار السياسيين
- منعطفات الحياة
- السعوديون ليسوا دواعش
- المجتمع من العقيدة الى الهوية
- سنينَ العُمر
- حُبٌّ وخوف
- عندمائيات 2
- نصائح في طريق الفكر
- كوني الحبيبة
- الى أبي علي
- موت
- صرخة في صمت
- بردٌ وإباء
- شكوى
- الى أخي عبد الحسن
- الانقسام المجتمعي
- لتذهب آثارنا الى السائح ولا تنتظر مجيئه اليها
- رسالة من العالم الآخر
- الشعر الرافديني المعاصر ما بين الفصحى والعامية
- الانسجام المجتمعي


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن حبيب فجر - رسالة الشيعة