زيد شحاثة
الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 10:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ولدي وداعش..وكيكة عيد ميلاد
شهد السادس عشر من حزيران, ولادة ابني البكر علي, وقد أكمل عامه السابع قبل أيام.
ولأنه يهابني جدا, فقد بدا يتقرب مني قبل الموعد, ويلمح ويؤشر, لأن اشتري له كيكة عيد ميلاده مع بقية المستلزمات, ولكن هذه المرة يريد أن يحتفل بها في روضته السابقة مع أصدقائه وأخوته الأصغر منه.
ولأني موظف حكومي, فان أيام وسط الشهر تعتبر نهاية الشهر بما يخص ما يتبقى من الراتب..أي أن الميزانية تكون خاوية, فكنت أجيبه بكلام غير مفهوم منه الموافقة أو عدمها.
لا اعتقد أن أحدا من أبناء الشعب العراقي, يعيش يومه بشكل طبيعي هذه الأيام, فالأغلب بين مستعد للتعبئة, أو مشغول بعمله أن كان موظفا, أو يهيئ عائلته لغيابه عنها, فالجو مليء برائحة التعبئة والجهاد..لكن الكل يجمعهم ويوحدهم دعوة المرجعية للدفاع عن الدين والوطن, ومتابعة الأخبار ساعة بساعة.
هناك قلة اهتزت معنوياتهم في اللحظات الأولى, وبعد سيل الأكاذيب التي روجها الإعلام العربي, بل والغربي حتى, لكن الأغلب كان ثابت الجنان رغم ارتباكه للوهلة الأولى, ففتوى المرجعية العليا, والاستجابة الشعبية والسياسية الرائعة, حسمت الموقف.
الإرهاب ومنظماته لا تريد احتلال مدن أو السيطرة عليها, أو مقاتلة الجيش والشرطة, أو حتى قتل أتباع أهل البيت فحسب..بل تريد أن تجعل من البقية والذين لا تطاله يدهم, يعيشون حالة رعب وقلق, ويمنعهم أن يعيشوا حياتهم العادية بكل تفاصيلها اليومية.
رغم أني كنت متعبا جدا, بعد نهاية اليوم الوظيفي, وعدم قدرتي على النوم ظهرا, من جراء لعبهم حولي, إلا أني تحاملت على نفسي وخرجت للسوق, فاشتريت له الكيكة التي يريد, مع المشروبات الغازية والحلويات, وحسب ما يتاح لي ماديا, وأنشدت له وصفقت, وجعلته يضحك هو وأخوته ويفرح..ولو قليلا.
أنهم يريدون قتلنا, أو دفعنا لنكون الأحياء الأموات, لكن لن نسمح لهم, فنحن أقوى منهم.. لن نحقق لهم هدفهم بحرماننا من الحياة.
#زيد_شحاثة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟