جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 23:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
من انت يا رب؟
الحمدلله الذي لا شريك له خلقنا كبشر- نحمل معنا موتنا على اكتافنا اينما ذهبنا كشهادة لذنوبنا و كبريائنا. ربي انك تسوقنا بالسوط كالحمار لنمدحك لانك تحب المدح و تغرس فينا القلق الابدي لانك سريع الغضب - تحتقرنا و تسمينا عبيد لندعو و نتوسل بك كالشحاذين.
ربي اتكلم معك رغم اني لم التق بك سابقا. أنت بعيد لا اعرفك و لكن كيف استطيع ان اتصل بك دون رقم تلفون و اذا ناديتك لا اعلم اين انت؟ و هل تسمعني و هل تستطيع ان تزورني بنفسك و لو مرة واحدة؟ ليس لي وجود بدونك فانت تحتكر كل الوجود و تملأ كل الفراغات في السماوات و الارض و انا لا املك حتى بيت صغير واحد في مملكتك الواسعة فاين اذهب ان لم اذهب الى الدنيا و الاخرة؟ و كيف ان الاخرة خير لي من الاولى كما تقول و انك تحتل كل الاماكن بجسمك الهائل؟
فمن انت يا رب؟ تغير كل شيء دون ان تتغير - تموت كل شيء دون ان تموت. انت المشغول و الحي القيوم دائما في الهدوء تبحث و انت في غنى عن البحث. لماذا هذا الحسد و هذه الغيرة و لماذا تتأسف و لا تعاني - تغضب و تبقى هادئا؟ يقال انك السخي الكريم فلماذا تطلب منا الفائدة و الزكاة اذن؟ لماذا تجعلنا مديونين لك و تثقل كاهلنا بالقروض و تتكدس الاموال لديك في مصرفك العقاري كالتجار الجشعين؟ كيف نستطيع نحن البشر ان نتخلص من كل هذه الديون؟ لماذا لم تنقذني من الالحاد الذي في داخلي؟ لقد ضاق بروحي بيتي الصغير.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟