( الأفق الرمادي بين حسابات السياسة والعسكر )

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دخلت أزمة الموصل منتصف الأسبوع الثاني منها وهناك رمادية قاتمة قريبة من اللون الأسود لكن لا أحد ينكر أن في هذا اللون بصمة بياض واضحة , المهم نحن أمام أفق ممتد وخلفنا أفق ممتد الأول واضح ومحدد وقد أشرت وعلمت الأهداف والغايات والنتائج ,المحير هو ما في الخلف وأنت تمد عينك للأمام لا يمكنك أن تشرك النظرة هنا وهناك , أتكلم بوضوح عن الجبهة الداخلية التي تضمر الكثير ويستكين فيها الكثير مما هو أمتداد لما في الأفق الذي أمامك , أضافة أن الكثير من الذين يصمتون الآن بدون كلام لديهم كلام وعمل مؤجل بأنتظار أشارة أو علامة , أضافة إلى غدر الغادرين من الحلفاء الذين تعميهم ترجيح المصالح من أن ينصروا الحلفاء .
في العلوم العسكرية وفي حكم الذين خاضوا في معمعتها هناك قول مهم أن التحرز من الخونة أولى من مواجهة الخصم وجها لوجه الأول معروف ومحدد وقابل للإنكشاف في أي حركة , المصيبة الكبرى في الذي لا تتوقع منه حركة أو أنك أسلمت له ظهرك , الطعن سهل في هذه الحالة ,صحيح أن الداخل الذي يحارب منه الجيش العراقي اليوم في غالبيته معبأ لنصرة الجيش لكن نسبة الواحد بالمائة هي التي تشل حركة التقدم وربما تصيب بنكسة أكبر خاصة وأن الأعداء يعرفون حجم التأثير النفسي الذي خلفته صدمة الموصل وانتكاسة ما حدث .
هناك نقطة جدا مهما ويعمل عليها الخصم وهي أيضا من خطاء القيادة السياسية والعسكرية والتي يجب الأنتباه لها بكل جدية وهي أن رأس القيادة اليوم مطلوب بأي ثمن لما له من تداعيات كبيرة قد تطيح بالوجود العراقي كله , رأس المالكي اليوم مطلوب عربيا ودوليا أضافة للخصوم التقليدين , لو قدر الله أن أصابه مكروه أو تعرض للاغتيال سوف تنفرط القيادة السياسية والعسكرية ويصبح العراق بلا قائد ولا رأس خاصة وأن لا رئيس جمهورية موجود وانتهاء وجود مجلس النواب وخلو الدستور من ما ينظم الفراغ الدستوري الحكومي المفاجئ , عليه أن ينتبه السيد المالكي والقيادة العسكرية لترتيبات حساب الأسوأ وأعلان هذا الترتيب ليفهم الشعب والجيش والدولة بمؤسساتها كيفية التعامل مع المستجدات والطوارئ وليس هناك مستبعد في علم الحرب ولا في علم السياسة .
غياب الترتيبات التي تسمى بالتوقعات القصوى والأكثر تشاؤمية تزيد من الإنجرار وراء العواطف والتوهم واللا واقعية وتحبط العمل والتخطيط العسكري ولا سيما أن هناك عوامل كثيرة قد تغيب عن أذهان السياسي التي يقود العمل العسكري منها عدم تقديره لعنصر المفاجأة له وعند الخصم وعدم معرفته بنبض التفكير العسكري الذي يتعامل مع أهداف متحركة وخفية ليست مثل المجال السياسي الذي يمكن قراءته أحيانا بكل وضوح هو وغاياته البعيدة , العسكرياتية تتعامل مع المناورة والخداع والتضليل والإيهام والتحرك والكر والفر وغيرها من الأساليب التي لا تتوافق مع الذهنية السياسية , العسكر منطقهم القوة الفاعلة بالقوة والسياسة منطقها اللعب على الحبال , هناك شدة وبأس وإصرار بينما السياسة تعتمد الحيلة الحريرية والخداع الناعم , لذا فعلى السياسي عندما يمارس القيادة العسكرية أن يتمتع بحسن الإصغاء والتقدير والمقارنة وأعتماد أسوأ النتائج بدل أحسن التوقعات .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات