الهامي سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 21:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المقال الاول نشر تحت عنوان الجيش والفاشية والمستقبل الحوار المتمدن-العدد: 4393 - 2014 / 3 / 14 ويتناول الفتره الاولي من حكم الجيش من المجلس العسكري الاول حتي يناير 2011
في المقال الاول لم تأتي حركة الجيش الاولي علي مجتمع يحتاج من يضعه علي الوعي بمصالحة ولكنها جاءت علي واقع شديد الديناميكيه حيث التنظيمات العماليه غير حكومية وهناك احزاب وتنظيمات سياسية تنشق عن الاحزاب التقليدية واقرب الي اليسار منها للطبقه الحاكمة, ولكن النظام العسكري وقيمه التي لا تتناسب مع الديموقراطية تحالف مع الفاشية الدينية التي يمثلها الاخوان والتي انتماؤها لمصالحها يجب انتماؤها الوطني واستخدم البكابشي عبد الناصر المرتزفة لإخراج المظاهرات التي ترفض الديموقراطية ,ليلغي الحياة السياسية ويستبدلها بتنظيمات شكلية فوقية وهذا المنطق في الحياة السياسية استمر مع المنابر ثم اخيرا الاحزاب الشكلية ,اما الحريات النقابية فتم ردعها باعدام اثنين من العمال بعد محاكمة شكلية ليحل محلها نقابات واتحاد عمال لم يخرج من سيطرة السلطة التنفيذيه طوال الفترة السابقة, اما فيما يتعلق بأنتقال السطلة طوال الفتره السابقة فمن البكباشي جمال للبكباشي السادات, للفريق مبارك وبالرغم ان هذا كان يتم تحت مظله وهميه من الدستور ولكن لحظة ان اصبح النظام علي حافة الانهيار تحت اقدام المصريين نقل الفريق السلطة للمشير في المجلس العسكري الثاني ضاربا بعرض الحائط بأي نص دستوري لنقل السلطة وبذلك عادت الحياة السياسية للمربع الصفرلفترة البكباشي الاول وتحت ضغط الجماهير تخلي الجيش بشكل مؤقت لتعود مره اخر لمشير اخر – هيأتة المؤسسة العسكرية لرتبة لا يستحقها- تحت اعلام مضلل سبق هذا, لخلق كاريزما لشخص لا يملك منها اكثر مما يملك الشاويش هتلر.
الاسباب التي كانت خلف تدخل تدخل الجيش في 52 هي نفسها الاسباب التي ادت لتدخل الجيش الثاني في فبراير 2011, والتي عبر عنها د. نادر فرجاني, النظام المصري في ورطة تاريخية, حيث اصبحت القاهرة مدينة الاحتجاجات, ووفق تقارير مركز الدراسات الاشتراكية الخاصة, فإن عدد الاحتجاجات الذي كان لا يتجاوز المئة احتجاج خلال العامين 2002 و2003 استمر في الارتفاع بإطراد ليصل خلال الربع الأول من العام 2010, عدد يفوق اجمالي الاحتجاجات التي رصدت خلال الأعوام 2002 و2003 و2004 و2005, الجميع يحتج موظفي الجهاز البيروقراطي ولإول مره يصبح الموظف مناضل, لا يستثني احد من النضال موظفي وعمال قطاع الأعمال العام والخاص، المهنيون، الفلاحون الأهالي، المهن غير المنظمة، مثل تجار السمك وأصحاب المحلات واتسع مجال الاحتجاجات لتشمل القاهره والاقاليم وتنوعت أشكال الاحتجاج ما بين إضراب واعتصام وتظاهر وشكوى جماعية، وإضراب عن الطعام وتراوحت الاحتجاجات بين عدة أيام وعدة أشهر كما حدث مع اعتصام خبراء العدل على سلالم وزارة العدل مدة شهرين متتاليين, واكتسبت الاحتجاجات مهارات جعلتها اكثر تأثير لدي الاخرين مثل استخدام الطبل او النعوش او استخدام هيكل عظمي من الفلين وإذا لم يصل المحتجون لنتيجة فإنهم عادة ما ينقلون مكان الاحتجاج إلى أمام الوزارات أو مجلس الشعب أو مجلس الوزراء، أو إلى النقابات التي يتبعونها.
اما علي مستوي العمل السياسي والنقابي لاول مره في تاريخ الحكم العسكري يتم تأسيس اتحادات عمالية ومنظمات سياسية خارج الاطار الحكومي مثل حركة كفايه و6 ابريل والنقابات المستقله, اتحاد أصحاب المعاشات واتحاد الفلاحين وغيرها من المنظمات التي تعبر عن نضج الشارع السياسي المصري, ولعل التنسيق الذي حدث ما بين مايقرب من 50 منظمه مستقلة في عيد العمال 1 مايو 2010، حيث في مقابل الاحتفال الرسمي في القاعات المكيفه الذي ينتهي بتسول المنحة كانت هناك مظاهره أمام مجلس الوزراء المصري، شارك فيها اكثر من 50 هيئة ومنظمه للمطالبة بحد ادنى للاجور 1200 جنيه شهريا، وتميزت بدخول كثيف للشباب وتم والحشد والتعبئة بتوزيع ولصق الملصقات في القاهرة.
وبالرغم من الحالة الثورية التي خرج العسكر لمواجهتها في الحالتين ولكن المأذق الان بالنسبة للنظام ان الحركة الثورية الان اصبحت اكثر عمقا من الناحية الجماهيرية واكتسبت الجماهيرية الكثير من القيم النضالية والثقة بالذات واعتياد الموت وبالرغم من عدم اتفاقي مع جماهير الفاشية الدينية في ممارستهم العنف ولكن ادعي انه يضع علامات علي افق التي من الممكن ان يصل لها الشعب المصري في المقاومة مستقبلا, ولذلك يمكن القول ان هذا معلوما لدي اجهزه النظام التي تمارس بعد يونية 2013 خطه مدروسة لضرب الحركة الجماهيرية والتمهيد لسيطره فاشية عسكرية حيث:
1- ماكينة اعلامية تشوة كل رموز العمل الثوري سواء علي مستوي الافراد او التنظيمات التي انتقلت من كونها قوي ثورية ما قبل 3 يولية الي كونها قوي عميلة للخارج والداخل الاخواني.
2- من اللحظة الاولي ل30 يونية هناك حملة اعلامية للتضليل الاعلامي في رفع شأن الحكام العسكريين, من خلال الملايين من الصور بملابسهم العسكرية ومعهم وزير الدفاع السيسي واي متتبع لتلك الحملة كان يدرك ان خلفها تمهيد لعودة حكم الجيش وخلق كاريزما لشخص لا يملك منها اكثر مما يملك الشاويش هتلر.
3- رفع شأن الحكام العسكريين ارتبط برفع القيم العسكرية ولعل حديث المشير السيسي عن ما يحدث داخل المؤسسة العسكرية من انضباط وغير ذلك يؤكد اننا عسكرة المجتمع التي بداءها البكباشي عبد الناصر بأنابة ضباط جيش لادارة المصانع وتدريس التربية العسكرية في المدارس الثانوية وانابة ضابط جيش يعاونة رتبة اقل لإدارة طوابير المدارس ثم تبعه عصر البكباشي السادات الذي اسس نطام المدارس الثانوية العسكرية, وما يحدث الان لا يمكن وصفة الا بمحاولة خلق وضع اكثر تعقيدا واتساعا لتصبح هناك قاعدة فاشية شعبية تدافع عن النظام العسكري, تحت الايحاء بالخطر الخارجي والداخلي وتحت هذا المبرر سيكون هناك مبرر لإن يصبح كثير من القيادت التنفيذية والرقابية المؤسسات الاقتصادية من العسكريين من خلال استخدام فساد المدنيين الذي هو نتاج حكم الجيش كذريعة لذلك , وادعي ان تضليل الجماهير من خلال جودة خدمات الجيش او انخفاض اسعار منتجاتة يسير علي نفس درب الترويج للمؤسسات العسكرية - تلك الخدمات المنتجات لا تخضع لكثير من اعباء الانتاج التي تقع علي القطاع المدني من ضرائب واجور عمالة وجمارك- , والملفت ايضا هو دخول الجيش مجال العلوم المدنيه بالإعلان عن فتح مدارس للتمريض وعزمه انشاء كليه للطب ومن الواضح ان المسلسل سيستمر ليصبح هناك احتياطي عسكري للتخصصات المدنية لضرب اي محالاوت للخروج علي الطبقة من خلال الاضراب او الاعتصام وتصبح الامور كما تحدث مع نزول مهندسي الجيش لحسم انتخابات نقابة المهندسين او نزول اتوبيسات الجيش بديل عن اتوبيسات القاهرة لمواجهة اضراب سائقي الاتوبيسات.
4- لخلق بيئة مناسبة لتصبح وجهة نظر الطبقة التي عبر عنها عضو مجلس الشعب حسن نشـأت القصاص بالمطالبة بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين ما قبل يناير 2011 هي الحل الامثل لمواجهة الاحتجاجات الجماهيرية, تعاون الاعلام الرسمي واعلام رأس المال والارهاب الذي تمارسة الفاشية الدينية وتهاون الداخلية الممنهج في مواجهة الاخلال بأمن المواطن اليومي في ان تصبح استمرارية الثورة مرادف للفوضي والخلل الامني وهذا استثمرته الطبقة في التحريض ضد قيادات الشباب والتنظيمات المستقلة عن الحكومة, بل تمادي التضليل ليصل لمرحلة الكذب فعلي الرغم ان الاضرابات العمالية في مجملها ضد فساد الادارات او رغبه من العمال في تنفيذ الاحكام الصادرة ببطلان بيع مصانع القطاع العام او المطالبة بتحسين قطاع الصحة كما في اضراب الاطباء الا ان الاعلام نقل صوره اخري انهم يريدون مكاسب ماليه ويقف خلفهم الاخوان بالرغم ان تلك الاضرابات كانت توجد قبل الاخوان وخلال فترة حكمهم .
5- ما نشاهدة الان من المطالبة باعلاء وحدة كل طبقات المجتمع, بعيدا عن اي تناقضات طبقية او مطالبات اقتصادية, لمواجهة العدو الاوحد الاخوان المسلمين الذين هم جزء من الطبقة والتناقض الاقتصادي معها محدود للغاية, هو ممارسة فاشية حقيقية مارستها كل الفاشيات – لا اقلل من شأن مواجهة الاخوان المسلمين- ولكن التضليل الفاشي يستخدم تللك الذريعة لضرب كل القوي السياسية والاقتصادية والثورية وكل دعاة الاصلاح المعادية للطبقة المسيطرة.
ومأذق الشعب المصري مع الفاشية لا يختلف عن مأساة بطل اغريقي, حيث في فترات تصالح الاخوان مع النظام يستخدمهم لتضليل الجماهير بعيدا عن العمل السياسي والمطالب الاقتصادية الحقيقية, وفي عداء النظام مع الاخوان يستخدمهم النظام نفس الاستخدام وتصبح وحدة انصار نظام مبارك وفسادين كل القطاعات والحكم المحلي والاعلام والفلول والثوريين والعمال والراسماليين لمواجهة الاخوان تعلوا اي مطالب اخري, وتصبح الممارسة الفاشية اكثر احكاما في السيطرة علي حركة الجماهير عندما يتم ربطها بخطر خارجي كما يحدث الان ففي الوقت الذي لم يقطع الجيش علاقته بأمريكا فأن من يؤيد الاخوان يوصف بالعمالة الخارجية لامريكا.
والملفت ان الوحدة لمواجهة الاخوان المسلمين لا تربط بإصلاح اقتصادي او ترتبط بأعطاء الفرصة للقوي الثورية للحركة ولكنها ترتبط بقمع امني كبديل عن الاصلاح الاقتصادي, ولعل القمع الامني لجماهير ابناء الاحياء الشعبية والقري والعشوائيات الذين ارتبطوا بالفاشية الدينيه دون تقديم بدايات اصلاح طبقي هو جريمة يجب ان يحاسب عليها النظام الحالي ونظام مبارك الذي لم يترك امام تلك الجماهير من بديل سياسي او اجتماعي الا منظمات الفاشية الاسلامية التي قدمت لهم الخدمات الاجتماعية وكل الخدمات التي يحتاجونها.
6- ما يحدث الان اعلاميا من القاء تبعة الاحداث علي الاخوان المسلمين دون غيرهم من فصائل الفاشية الدينية مع ان المشارك في احداث العنف, التظاهرات والمحرض هم كل اتباع الاسلام السياسي ومشايخهم وكما نشر في التقارير ان من قام بحرق كنائس الصعيد كانت الجماعة الاسلامية وهذا يؤكد ان النظام سيستمر في استخدام الفاشية الدينية كأحد ادوات تضليل الجماهير كبديل للاصلاح الافتصادي كما كانت طوال حكم العسكريين.
السابق ملامح نظام يسير علي خطي حكم فاشي وما يدعم هذا الرأي عدم طرح اي اصلاحات حقيقية وما طرح للان هو مجموعات من القوانين علي ارضيه ضبط المجتمع ليعود كما كان ماقبل يناير 2011 حيث التضييق علي مكتسبات الحرية السياسية والعمالية التي اكتسبتها الجماهير وقانون التظاهر والتضييق علي النقابات المستقلة ومراقبة شبكات التواصل ومن المؤكد ان البقية ستأتي, وطالما لا يوجد في الافق طرح لبدء اصلاحات حقيقية لتخفيف حدة التناقض ما بين النظام والجماهير التي من المؤكد انها ستكتشف وهم الجنرال السيسي كما اكتشفتة مع من سبقة سيكون هناك مزيد من الاجراءات الفاشية لمنع ومواجهة حركة جماهيرية ضخمة ويوم ان تخرج الجماهير علي الاجراءات الوقائية التي يتخذها النظام سنري الفاشية العسكرية علي حقيقتها كما كانت في شيلي او غيرها من دول امريكا اللاتينية التي حكمها الجيش, وادعي ان فترة حكم المجلس العسكري الثاني الذي كان يرأسة الطنطاوي هو حالة مثالية لضمير وسلوك تلك المؤسسة عندما تتعارض مصالحها ومصالح الطبقة التي يمثلها مع مصالح الجماهير وما حدث في ماسبيرو وكشوف العذرية وتعرية المتظاهرات واقتحام ميدان التحرير في ابريل 2011 ولا ننسي شراستهم في احداث مجلس الوزراء دفاعا عن سياساتهم.
والملفت اننا اذا اردنا ان نلخص ملامح الفترة القادمة فلن يخرج هذا عن الشعار الفاشي الذي رفعة البكباشي عبد الناصر وهو "الاتحاد" في مواجهة اي تناقضات طبقية - لاصوت يعلو علي مواجهة الاخوان- و"النظام" التعبير البديل عن ضرب الحريات والقهر وتنفيذ قوانين ضد مصالح الناس وضد استمرارية الثورة و" العمل" حيث المواطن هو المسؤول عن اصلاح ظروفة ولعل هذا يتضح من الحلول الفردية التي تطرح مثل استخدام اللمبات الموفرة او استخدام العجلة اما علي جانب الاضراب فهو غير مسموح بة لانة يتناقض مع العمل والنظام.
#الهامي_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟