أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي هاشم علي - تساؤلات















المزيد.....

تساؤلات


علي هاشم علي

الحوار المتمدن-العدد: 4485 - 2014 / 6 / 17 - 02:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تساؤلات
بعد دخول الاحتلال الامريكي الى العراق، رأينا مرجعية النجف التزمت جانب الصمت.. بحجة أنَّ الواقع هو قتال بين الكفار من جهة، وبين النظام المقبور من جهة اخرى، ولا ينبغي لنا مشاركة في هذا قتالة!!!
وبعد أن أشبع الغرب وعلى رأسهم أمريكا عطشهم من دماء أهل العراق، فَرضَ على أهل العراق عملية سياسية ودستوراً مسخاً، زعم أنَّه البلسم الشافي والدواء الناجع لمعاناة أهل العراق، ودعوا أهل العراق لانتخابات قياداتهم.
ورأينا المرجعية تدعو الناس للمشاركة في التصويت على الدستور، ثم الانتخابات، وصلت إلى درجة تأثيم من لم يُشارك، وكل هذا من أجل بناء [عراق ديمقراطي جديد].
ثم أخذ الوضع في العراق منحى آخر.. فرأينا الجماعات المسلحة عاثت في الارض فساداً، ولم نسمع للمرجعية رأي في ذلك.. فقد آثرت جانب الصمت أيضاً مع كل مع حصل في عراقنا.

ثم نشبت حرب طائفية قُتل فيها الكثير من شباب الامة من هذه الطائفة أو تلك، وكان المستفيد الوحيد من كل هذا هو الاحتلال واعوانه وأذنابه.. وكل هذا.. والمرجعية.. لا نقول في صمت مطبق، ولكنها اصدرت عدة بيانات، لم تجد صدى لدى مدعي تقليدها، لأن الفتوى ليست موافقة لهوى السياسيين وأصحاب النفوذ في البلد.

ورأينا سياسيي العراق يعيثون في الارض فساداً.. فخيرات البلد نُهبت وسُرقت وهم منشغلون بمصالحهم وأطماعهم التي أرجعته عقوداً الى الوراء، من الجهل والتخلف والفساد الاداري الذي اصبح السمة البارزة التي يمتاز بها هذا البلد (العراق )، كل هذا والبلد يسير نحو الهاوية من سيء الى أسوء.
ورأينا الكثير من الشخصيات التي تدعي الوطنية وتدعي انتمائها لهذا البلد، لا تحرك ساكناً لوأد الفتنة، بل رأيناهم أبواقاً تدعوا للاقتتال والعنف، وكانوا مجرد أداة للغرب والامريكان، همهم الوحيد مصالحهم الشخصية.
ثم طلت علينا المرجعية مرة أخرى (2010) لتنادي بالحل.. وهو الذهاب لصناديق الاقتراع وانتخاب الصالح منهم، بل تعدى الامر أن رتبوا احكاماً على من لا يذهب وينتخب: ليس بأمين، وآثم، ... وغيرها من الاحكام التي لا يعرف لها الشرع طريقاً أو منهجاً.
واستجاب فئات من الشعب.. بعضهم من اجل المصالح، وآخرون سذاجة ظناً منهم أنَّه سيكون هناك اصلاح وتغيير، ... إلا انهم سرعان ما ادركوا أن الوجوه نفسها قد فازت بالانتخابات بطريقة أو بأخرى.. لتكمل مشوار ولاية جديدة انتشر فيها النهب الفساد والدمار، والقتل بوسائل عدة، فمنهم من يقتل بالمفخخات، آخرين بالاغتيالات، آخرين تحت سياط تعذيب الحكومة الديمقراطية.
ومن أغرب ما يقف عنده المراقب في تلك المرحلة أمور:
الأول: تدخل المجاميع المسلحة إلى مناطق بعينها، وبعد ان يُنفذوا مُرادهم وينسحبوا، تندفع القوات الامنية مستعرضة قوتها، فتتهم الناس بأنهم حاضنة الإرهاب، فتنكل بهم اعتقالاً وقتلاً، فضلاً عن الإهانة... التهجير.... والنهب ... فلا ندري أين القوات الامنية عند دخول هؤلاء المسلحين؟!!
الثاني: الهروب الجماعي للسجناء المصنفين على انهم من اخطر الإرهابيين، وبعضهم محكوم بالإعدام.
الثالث: بعد انكشاف كل جريمة نهب لثروات هذا البلد، تجري التغطية على السارق [المسؤول].
الرابع: اطلاق يد المليشيات، لتعيث في الأرض فساداً، وتحت مرأى ومسمع من القوات الأمنية، وعندما يطلب الناس تدخلهم تقول تلك القوات: "هذا ليس واجبنا".
وكل هذا والمرجعية الحكيمة في صمت رهيب!!!

وبعد مضي (أربع سنوات) أخرى عجاف في عام (2014) دعت المرجعية إلى التغيير!! ومن بعدها رفع الكل شعار التغيير.. وفي مقدمتهم مَنْ ذاق الناس على أيديهم الذل والهوان، وسرقوا مقدراتهم على مرأى ومسمع من الأشهاد.. وكأنَّهم ليسوا مقصودين بالتغيير، وكأنَّ المراد بالتغيير الشعب!!
وأطلت المرجعية بالسيناريو السابق وأفتت بوجوب المشاركة، وتأثيم غير المشارك.. وأن المشاركة طريق التغيير..

ثم تمخضت الانتخابات عن الوجوه الكالحة ممن خَبَر الشعب خيانتهم وتفريطهم بالأمانة، وسرقة الثروات، وتقاذفت الأطراف التهم بالتزوير ...

وفي ظل ترقب الشعب لما ستسفر عليه مؤامرات هذه الجوقة، والحكومة التي ستتمخض عنها الانتخابات التي أعادت تلك الوجوه الكالحة، وفي ليلة وضحاها نرى ثاني أكبر مدن العراق (نينوى) تسقط بيد مجموعة من المسلحين (بصرف النظر عن ماهيتهم) وقادة الجيش يهربون كما هربوا عندما دخل الاحتلال، ورأينا (الجيش العملاق) الذي طالما ادعت الحكومة انها تسهر وتعمل لبنائه.. ولكن ليس لحماية الشعب، والدفاع عن حدود هذا البلد، بل ليكون أداة لقمع الناس العزل الذين حرَّمت الحكومة عليهم ان يحتفظوا ولو بقطعة سلاح يذبّون بها عن انفسهم.. رأيناه عاجزاً عن الوقوف أمام بضع مئات (وعلى أكثر تقدير بضع آلاف).

لندع ما فعلته الحكومة وقواتها الامنية العتيدة طوال تلك السنين، بالناس من الوان العذابات.. نعم لندع ذلك، ولنسأل ماذا ستفعل القوات الأمنية؟ هل ستواجه هؤلاء المسلحين؟ أم سترجع سيرتها الأولى فتتجنب مواجهة المسلحين، وتكتفتي بالتنكيل بالناس العزل ممن لا حول لهم ولا قوة؟
لقد بدأت بوادر هذا الاحتمال الأخير تطفو على السطح.. فأشاع الإعلام الحكومي أن السبب هم أهل الموصل.
نعم.. كان الواجب على اهل الموصل العزل.. الذي سامتهم القوات الأمنية ألوان التنكيل ان يواجهوا مسلحين لم تصمد امامهم قوات الجيش والشرطة التي تقدر أعداها بعشرات الاف.. نعم هكذا يقول السذج.. فلا بد من كبش فداء يتحمل المسؤولية بدل المتسبب الرئيس بها بسياساته الرعناء، وأول أركان كبش الفداء هم أهل الموصل المغلوب على أمرهم!!

أما المرجعية الحكيمة فقد انتفضت وافتت، ويا ليتها التزمت جانب الصمت كما فعلت سابقاً.. رأيناها تفتي بوجوب [الجهاد]!! ولكن ضدَّ مَنْ؟

ولانَّ فتوى المرجعية متوافقة مع أهواء ونزعات واطماع بعض السياسيين من البقاء في السلطة والاستحواذ على مقدرات البلد وجعله تابعاً وخاضعاً لهذا الدولة أو تلك.. هللوا لهذه الفتاوى وطبلوا لها وجيشوا الناس وحشدوهم...
وعندما أدركت المرجعية أنها أعلنت الحرب الأهلية بهذه الفتاوى، استدركت ودعت الناس إلى عدم الانجرار إلى النزاع الطائفي!! ولكن الذي سُمع من المرجعية – كما هو معتاد – ما يخدم مصالح السياسيين، وهو هنا الدعوة للجهاد، أما هذا الاستدراك فلا محل له من الإعراب، وبدأت عمليات التصفية والقتل ...

حقاً إننا نرى اليوم بوادر الطائفية عادت بشكل جديد تحت مسمى جديد وهو (الجهاد).. ليس على المحتل بل على ابناء البلد الواحد.. فأصبحنا نقاتل بعضنا البعض وبدعوة من المرجعيات الرشيدة.
اليس الواجب أن نسأل مَنْ وراء هذا كله؟ بدلاً من كل هذا القتل والدمار.
من المستفيد الاكبر من انهيار الجيش؟
من الذي أوعز بتسليم اسلحة الجيش ومعداته للأكراد؟
من له حصة الاسد بانهيار قوة العراق العسكرية؟

تساؤلات أطرحها وكلي ثقة أنَّ مَنْ يقف وراءها ايادٍ خفية أوعزت لعملائها بفعل هذا كله، لكي ينشغل المسلمون بقتال بعضهم البعض، ولا يعملون على تغيير هذا الواقع المؤلم.



#علي_هاشم_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- .....حورية البحر سُرى.....
- القدرية الغيبية وتأثيرها على المجتمع
- *بين حبيبين*
- بين حبيبين


المزيد.....




- أمسكت مضرب بيسبول واندفعت لإنقاذه.. كاميرا ترصد ردة فعل طفلة ...
- إسرائيل ترسل عسكريين كبار ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمحادثات ...
- الدفاع الروسية تنشر لقطات لعملية أسر عسكريين من -لواء النخبة ...
- فيروس جدري القرود -الإمبوكس-: حالة طوارئ صحية في أفريقيا ودع ...
- بشير الحجيمي.. المحلل السياسي العراقي أمام القضاء بسبب كلامه ...
- عاملُ نظافة جزائري يُشعل المنصات ووسائلَ الإعلام بعد عثوره ع ...
- رافضة المساس بوضع الأماكن المقدسة.. برلين تدين زيارة بن غفير ...
- رباعية دفع روسية جديدة تظهر في منتدى -الجيش-2024-
- بيلاوسوف يبحث مع وزير دفاع بوركينا فاسو آفاق التعاون العسكري ...
- بالفيديو.. لحظة قصف الجيش الإسرائيلي شبانا في مدينة طوباس


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي هاشم علي - تساؤلات