أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاكر فريد حسن - في ذكرى استشهاد شاعر العمال والثورة: عــبــد الــرحــيــم مــحــمــود















المزيد.....

في ذكرى استشهاد شاعر العمال والثورة: عــبــد الــرحــيــم مــحــمــود


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تصادف في هذه الايام الذكرى الـ 57 لاستشهاد الفارس والمقاتل الفلسطيني عبد الرحيم محمود الذي كتب قصائده بدمه وجاد بروحه دفاعا عن انبل واقدس قضية وظل شعلة متوقدة ومتألقة في الشعر الفلسطيني المقاوم والرافض والثوري.
آمن عبد الرحيم بالثورة وكان الصوت الحزين والمتألم والغاضب والمجلجل والهادر والواثق بالامل و الغد المشرق والسعيد لجميع الكادحين والمظلومين والمستضعفين في الارض، وقد اشتهر بقصيدته الرائعة التي يقول مطلعها:
سأحمل روحي على راحتي والقي بها في مهاوي الردى
فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى
ونفس الشريف لها غايتان ورود المنايا ونيل المنى
جاء عبد الرحيم الى رحاب الدنيا سنة 1913 في تلك القرية الفلسطينية العزلاء النائمة في ظلال جبل كفر اللبد في الضفة الغربية والملفعة بحقول الزيتون وكروم العنب، وتعلم الابتدائية فيها وفي طولكرم والثانوية في كلية النجاح ثم التحق بمدرسة البوليس في بيت لحم، وبعدها عمل شرطيا في الناصرة لكنه استقال بعد فترة قصيرة لرفضه القبض على ثلة من الثوار. ثم اشتغل مدرسا فغرس في طلابه روح الوطنية والنضال والفكر الانساني المتنور.
وفي سنة 1937 انضم الى صفوف الثورة الفلسطينية وبعد ان خمد لهيب الثورة هرب الى سوريا فالعراق وهناك درس في الكلية العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان ثم عمل مدرسا في البصرة، وفي العام 1941 اشترك في حركة رشيد الكيلاني في العراق وبعد ذلك عاد الى فلسطين ودرّس في كلية النجاح.
وفي سنة 1943 تزوج من ابنة خاله من الناصرة وانجب منها ثلاثة اطفال، وبعد قرار التقسيم 1947 انتظم ملازما في جيش الانقاذ وسافر الى سوريا ليتدرب في احد معسكراتها وبقي حتى اوائل سنة 1948 وعاد الى فلسطين برتبة ملازم اول وحارب في منطقتي المثلث والجليل الى ان استشهد في معركة الشجرة ودفن في المقبرة الاسلامية في الناصرة.
لقد وعى عبد الرحيم محمود الارتباط الجدلي العميق بين القضية الوطنية والقضية الطبقية من خلال ثقافته الواسعة وقراءاته في الادبيات الماركسية واطلاعه على الثقافات الانسانية العالمية وحضوره الاجتماعات والندوات السياسية والفكرية ولقاءاته بالمفكر والمناضل خالد الذكر فؤاد نصار وغيره من رجالات الفكر والسياسة والثقافة. وقد رأى في الثالوث الدنس، الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية العدو الاساسي والحقيقي لشعبه الفلسطيني ولجميع الشعوب الكادحة والمقهورة والمناضلة في سبيل حريتها واستقلالها الوطني. ولهذا نجد ان قصائده تستلهم الواقع السياسي والمعيشي الحياتي، بسلبياته وايجابياته وتناقضاته، وتعبر عن آلام وهموم الكادحين وفقراء الشعب وتستفزهم الى الكفاح الماجد والنضال الطبقي الثوري ضد مستثمريهم ومضطهديهم ومصاصي دمائهم وسارقي خبزهم وحليب اطفالهم، وتستشرف مستقبلهم الجميل القادم بلا محالة، وفي قصيدته "يا عامل" يصور معاناة واوضاع العامل المسحوق والمضطهد والمسلوب الارادة الذي يبني القصور ويزرع الجنان ويحرم من التمتع بها فيقول:
هذي القصور وانت رافع شملها هل هن لك
والروح من حول القصور زرعته هل ظللك
والنور من يدك الصناع فما حياتك في الحلك
الحسن انت خلقته لكن سواك له ملك
لا تأس فالدنيا تصير اليك ان دار الفلك يا عامل.
وفي قصيدة "نحن المصادر والموارد" التي كتبها على شرف الاول من ايار، عيد التضامن مع الطبقة العاملة يبرز عبد الرحيم الدور الخلاق للعمال في بناء المجتمع الانساني الجديد، فهم المصادر والموارد ودماؤهم الحمراء روافد الحرية:
نحن المصادر والموارد وسلاحنا قتل الواعد
هاماتنا للمجد يرسو حين نبرعه قواعد
وقلوبنا نبع المكارم ليس ينضب والمحامد
ولنا الايادي البيض لا ينسى الايادي غيرها ماجد
وبنا اذا تدهى الشدائد كان تفريج الشدائد
ويثور عبد الرحيم محمود على الطبقية في المجتمع وعلى تقسيم الارزاق بين الناس وزعمهم ان هذا التقسيم الهي قائلا:
بغى في قسمة الارزاق ناس وقالوا هكذا قسم الاله
دعونا ان يكن هذا صحيحا يرى الفقراء معبودا سواء
ويؤكد ايمانه الراسخ والثابت بالعدالة الاجتماعية التي لا يمكن تحقيقها الا في المجتمعات الانسانية الجديدة.
اتينا للحياة فلي نصيب كما لك انت في الدنيا نصيب
فلمَ تعدو وتغصبي حقوقي وتطلب ان يسالمك الغصيب
اعد لك قال ان اسعى وتجني واطلب المعاش فلا تجيب
فانصفني ولا تجحف فأني اخوك اذا دهى الخطب العصيب.
وفي قصيدة "الحمال" يصور قصة حمال فاقد الروح في مجتمع الاستبداد والقهر والاستغلال حيث يعيش ويموت غريبا ولا يلتفت اليه احد:
قد عشت في الناس غريبا وها قد مت بين الناس موت الغريب
والناس مذ كانوا ذوي قسوة وليس للبائس فيهم نصيب
لو كنت في حبلك شناقهم لولولوا حزنا وشقوا الجيوب
او كنت من "سلك" رزاقهم لقام عند السل الفا خطيب
لكنك الحمال لم يطمعوا فيك ولم يخشوا اذاك الرهيب
رغيفك الطاهر غمسته من عرق ذاك ودمع حبيب
ما كنت سلابا اخا غصبة بل كنت ذا حق سليب غصيب
وعبد الرحيم محمود كان يؤمن بالشعب ووحدته وبرسالة الحق والحرية، وكان يحب شعبه الفلسطيني ويفتخر به ويؤمن بقدرته على التحدي والصمود ومجابهة الصعاب والمؤامرات الدنسة التي تحاك ضده.. وفي قصيدته "بين الشرق والغرب" يفضح الاساليب التي يستخدمها الاستعمار لشق وتمزيق اوصال شعبنا وفي مقدمتها طعن اللغة.. فيقول:
لا تأمنوا المستعمرين فكم لهم
حرب تقنع وجهها بسلام
حرب على لغة البلاد وارضها
ليست تشن بمدفع وحسام
والشعب ان سلمت اوطانه
ولسانه لم يخش قطع السهام
وهو يدعو الامة الى نبذ الزعامة لانها دليل تأخرها وعدم لحاقها بركب الحضارة والتطور والتقدم ويطالبها بتجاوز الصعاب ولا تدع اليأس يسيطر عليها او يتغلغل الى اعماقها:
امتي ان تجر عليك الزعاما ت فلا تيأسي ذريها سيري
انها ان تسئ تشل قوى الشع ب وتبل الاقوام بالتأخير
وتلهي الشعب المضلل بالسخ ف وتشغله ترهات الامور
ويمجد عبد الرحيم الشهداء الابرار الذين سقطوا في ساحات الوغى والكفاح ولم نبكهم بل جعلنا من جنازاتهم اعراسا للحرية والانعتاق والنور ومن دمائهم حناء لهم:
مصرع الابطال ما بين الحديد في الميادين وزمات البنود
هذي اعراسهم صخابة نقرة الدف بها قصف الرعود
فيرون الثرى في دمهم ويحنون بها كف الصعيد
وعلى اكتافهم تجنى المنى ويشاد الصرح للعيش الحميد
ويرد علىالذين يتساءلون عن انتمائه قائلا:
ان تسألوا عني الى من انتمي فالى رعاة النوق والاغنام
ابغير مجد بني نزار ويعرب يزهى عراقي ويفتخر شامي
ورغم الجرح الفلسطيني النازف والدامي فان عبد الرحيم كان متفائلا بالغد الزاهي، غد الشعوب المتألمة والمعذبة والمظلومة، ونحس بهذا التفاؤل في قوله:
ان تجد باب الاماني مغلقا لا تكشر وتلم من سكره
ان ابواب الاماني صرح يبغض اليأس ويخشى الكشرة
وفي المحصلة عبد الرحيم محمود علم من اعلام الادب والنضال والمقاومة وقد شارك في ترسيخ وتأصيل المفاهيم الجديدة للثورة وسار على درب التضحية والفداء بكل شموخ واباء وعناد، معانقا خيوط الشمس. وكما قال الكاتب والمثقف الفلسطيني الراحل نواف عبد حسن: "كانت حياته شهادة، وموته كتابا ورقية، ويظل بوصلة تهدي القلب التائه الى شغاف الحب، ولم يكن لذلك الفلسطيني العنيد القبول بالموت كالآخرين فاندفع نحو خلاصه الخاص، لكأنك تلمحه متألقا على جباه اطفال فلسطين، يحدوهم ان يغدقوا العطاء لكي يتسرب شعاع الحياة لنسل توحدت على يديه الجراح الشاحبة شعرا وسلوكا".

(مصمص)



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صناع الفكر الثوري الحاد ماذا يتبقى من مهدي عامل؟!
- لذكرى المناضل الوطني والقائد الشيوعي محمد علي محاميد
- نوال السعداوي ومواجهة أُخرى مع الفكر الظلامي المتطرف


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - شاكر فريد حسن - في ذكرى استشهاد شاعر العمال والثورة: عــبــد الــرحــيــم مــحــمــود