أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!














المزيد.....

فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4484 - 2014 / 6 / 16 - 01:41
المحور: الادب والفن
    


فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!

نعيم عبد مهلهل

كما يولد الطير في في رحم الريح ، يولدً الظن في قلب القديس حين تنتهي الكتب في مراجعات الروح فلا يظلُ سوى فضاء التأمل ، حيث الزرقة كتاب النور ، وما بعد النور خيال المكان السحري ( الجنة )..!
ومن الخيال أتخيل الوقوف أمام ابواب دلمون . المكان الخبزة فيه قصيدة ، والحنين الى الأهل في أهوار الغرام نهر قبلات بنفسجي وموجه نحيب أمي في الليلة الموحشة لسبايا كربلاء.
هنا أمام البوابات المطرزة بأحجار العطر من كهرمان تاج القيصر ودموع أبي المتحجرة على قبره في مقبرة وادي السلام ، أتأمل الغيب السحري خلف البوابات هناك في حدائق الظل ، أرائكَ من الصندل يجلس عليها جنود حرب طروادة والفنانون السرياليون ومتصوفة أوزبك من سمر قند وأبطال مسرحية ماكبث وجيراننا الزنوج في الزقاق المقابل لبيتنا ...
كلهم في إلفة المكان ، وللعشق آصرة الجمع بين خلق يتوهج فيهم الأحمر والعنبر ، فيعبر فينا ضوء نجم سماوي يغسل في قلوبنا غبار طرق السفر بين جنوب المحنة وظل الخد الفرنسي على السين ، قارب الشوق يمضي ، والسلام الوطني على ضفافه يعزف الحزن فيه موت الجنود في الحروب البعيدة.
خوذتي شفتيكِ أرتديها متى شعرت بالجوع والعطش والحنين الى رأس بصل من طبخ أمي. وكما في الأغنية الأرجنتينية : قويْ عظامكَ ، بالبصل ، وأشتري البكاء به ، وبين بكاء القلب وبكاء البصل حلم جفني الى الله مسافة عبادة أسطورية يغفو على وسادتها جمر نهد ملاك فيطربني فيه أحمر الشهوة ، وسفر الأنبياء قي رحيل السفن.
كلما أتذكر الأنبياء أتذكر أول رسالة حب كتبتها في الرابع الأبتدائي لأنثى افترضتها في خيالي ممثلة هندية في فيلم شهير أسمه سنكام وكان أسمها ( فانجني مالا ) ، عندما حَلفتها بالنبي لترد على رسالتي ، وحين قرأها أخي الكبير سخر مني وقال : يا غبي هذه لاتملك نبي انها هندوسية...لا أله سماوي لها ولا نبي..!
حزنت أن أعشق في عاطفتي الأولى ملحدة ، ولكن جمالها وأيماءة البراءة تحت أجفاتها تحرك فيَّ عاطفة ألف نبي كلداني وسامي وسامري وسرياني وعبراني وآشوري وبابلي وعربي ، ولهذا حتى وأنا أختم القرآن عند ( الملا سيد سريح ) جارنا وأنا في العاشرة من عمري كنت اتخيل ملاكها واتمناه ليكون مسلما كي أطلب يدها للزواج.
تقول أمي : يا مجنون ومن أين تجلب لخصيتك الحليب؟
أرد : من احلامي.
تضحك وتضربني على عجيزتي بمحراث التنور وتأمرني لأذهب فوق السطح وأطعم الدجاج وابقي الذكر الديك بعيدا عنهن قائلة : ابعد هذا المجنون فهو مثلك يحب الدجاجة الهندية.....!
فتنة الغرام في الروح اقترابا من الجنة بألف فرسخ ، أنها رؤيتي الأولى في التفلسف في هذه الحياة ، وبعدها شطحت بي الرؤى بين مشرق ومغرب لأتيه في محيط الكتابة والقراءة ، ومثل جوال من ازمنة التوربادو الأسبان أحمل حكاياتي الشفاهية والأسطورية والقي بها على مسامع من أصدقاء في المقهى والحانة وعربة القطار والصفة المدرسي وفي حجر أمي.
وتمنيت أن اتلو هذيات العاطفة البريئة في اشتياق الشفتين الممتلئين عسلا للممثلة الهندية في فيلم سنكام ، تمنيت أن اتلوها في حضرة بابا الفاتكان أو أي مجتهد من بهرة اليمن او الهند ليسمع نوحي في البوح وتراشق قطرات المطر في حرب الدهشة الابدية للكائن الذي يسكنني .
الكائن الذي يعشق نبؤته ومراهقته ورغبته بأمطار تسيل كما لعاب اللحظة النارية في فراش الغجر لشابِ لم يرَ الوردة الانثوية في حياته..!
أعود الى ذلك الايحاء الأحمر والعطر العنبر ( وحياتي ) بعيدا عن ذلك النهار والشمس فيه اللهيب والامنيات لدى الناس في محنتهم من قسوة الكهرباء والمفخخة وخدع الساسة.
أتذكر عبارة صوفيا لورين في سقوط الامبراطوية الرومانية: لقد نخر الدود خشب الكرسي ، ولا بد أن يتحطم.
لكن الأنسان الجنوبي صانع الاغراء الأول في أحمر الشفاه والدمعة لن ينخره الدود ، لقد أستفاد من درس أنكيدوا ...
أنه يحزن، يبكي ، يسقط شهيدا ، يتظاهر ، لكنه لايسمح للدود بنخر جسده...!
هي الرجولة والبطولة والعنبر الذي تركته هناك يملأ صدور الأناث برغبة الى العالم المتسع ، العالم الحر وليس العالم المُنقب ، الممتلئ بعرق المسافة بين التقاليد البالية وفتاوى التكفير...
أتخيل طفولتي ومساحة الحرية في انوثة احلامها . أتخيل بوابات الجنة والذين يدخلون اليها وقد حملوا بياض الروح وليس سواد النِقاب...
أحمل الأحمر في خطوط الورقة ، الرسالة التي دونتها وأنا في العاشرة من عمري...
وجه الممثلة الهندية ، والديك الشبق ، وأمي المتعجبة من هذا الهيجان الذي يسكن طفولتي...
ذهبت الذكريات ، ركبت زورقا اخضرا في الفرات الأزرق وذهبت تطلب اللجوء في اوربا .
هو الآن في الحديقة العامة لبلدية المدينة ، تقطع وردة بخلسه وتهديها الى ذلك الاحمر الماجن والعنبر الشهي ..
فقط لتستعيد روعة كتابة رسالة غرام الى ممثلة سينمائية وانت لم يملأ الحليب خصيتيكَ بعد....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصرية.. شهيدٌ من دير متي والزقورة وبطن الحوت..!
- خوذة الله وخوذة العباس.وخوذة الجندي المنكسر ..!
- الناصرية تبكي من أجل نينوى ..!
- ملاكٌ على شكل قصيدةٍ ونهدْ.......!
- النشيد التأريخي لمعدان باريس
- الله وروح الشاعر والرسام والموسيقي والصائغ..!
- أحتمالات الغيب في شهوة الكأس
- وجه المونليزا قراءة جديدة في رؤى الجمال والعولمة
- الناصرية ... ألأطفال الفقراء شهداء شموع زكريا
- رسالة رثاء إلى ماركيز وأحمد المظفر وأنكيدو.............!
- أساطير الناصرية والسينمات الصيفية..!
- أسطورة غرام سومرية ( حكاية ، يوسف الناصري )
- الناصرية سطور ، وعطور ، وخبز التنور .........!
- السفرُ إلى الفضاء البعيد ............!
- فضاء العبادة ، ومساحة القلب..!
- المدينة وما تبقى من ذكرياتها.............!
- أحمر شفاه ..وألف آه .................!
- رؤيا معاصرة للحظة الأغراء بين يوسف وزليخا
- طفولة وأنوثة وممثلة فرنسية
- فقراء الانتخابات القادمة


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - فاجينتي مالا.. اللون الأحمر والعنبر ..!